قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الانتخابات الإيرانية على نار حامية، وزادتها حدة ترشح داود أحمدي نجاد، شقيق الرئيس الحالي، الذي يصف أخاه بالمنحرف عن أهداف الخميني. والمفاجأة الحقيقية في أن يربح داود الانتخابات، ويترك محمود وحيدًا بمواجهة الملالي.لندن: شهدت فترة تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل نهاية مثيرة يوم السبت الماضي، بدخول عدة أسماء حلبة السباق في اللحظات الأخيرة. لكن التغطية الواسعة التي نالها ترشح الرئيس السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الحالي اكبر هاشمي رفسنجاني، واسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد وصهره، غطت على خبر لم ينل الاهتمام الذي يجب، وهو ترشح داود احمدي نجاد، الشقيق الأكبر للرئيس الحالي. فأي القريبين يريد احمدي نجاد من الايرانيين أن ينتخبوا لخلافته؟ما لا شك فيه هو أن مشائي يحظى بتزكية الرئيس. فعلى امتداد أشهر، ظل المحللون يتحدثون عن انشغال أحمدي نجاد في تهيئة مشائي لتسليمه دفة الرئاسة، وهو اكد هذه التكهنات بعد فترة وجيزة على اعلان مشائي عزمه على الترشح، حين قال: "إن مشائي يعني احمدي نجاد واحمدي نجاد يعني مشائي". ويتساءل مراقبون الآن عن موقع الشقيق الأكبر بعد أن حرمه الأخ الأصغر من تزكيته الانتخابية. وكانت اللجنة الانتخابية الايرانية هددت في الحقيقة بتوجيه تهم عقوبتها السجن أو 74 جلدة إلى احمدي نجاد، لمرافقته مشائي حين توجه إلى وزارة الداخلية الايرانية يوم السبت الماضي لتسجيل اسمه على قائمة المرشحين.
أخوان لدوداناعلن داود احمدي نجاد أنه مرشح مستقل، كما افادت وكالة انباء فارس. ولا يُعرف شيء عمليًا عن افكاره وبرنامجه وخلفيته، لكن المعروف أنه كان في الأشهر الأخيرة من الأصوات العالية في معارضة حكم أخيه الأصغر، وانضم إلى معسكر خصومه المحافظين مشيرًا، إلى طاقم احمدي نجاد بوصفه التيار المنحرف في المجتمع الايراني.لكنّ الأخوين احمدي نجاد لم يكونا دائمًا الأخوة الأعداء، بل كانا حتى عهد قريب حليفين سياسيين. وخلال ولاية احمدي نجاد الأولى، التي بدأت عام 2005، عمل داود مديرًا لمكتب التفتيش الرئاسي، ولم يفترقا سياسيًا إلا في العام 2008. وفي العام 2011، قال داود في مقابلة مع مراسل اذاعة بي بي أس الاميركية في طهران إن افتراقه عن أخيه ايديولوجي، وإنه افترق عن أولئك الذين انحرفوا عن طريق ولاية الفقيه ممثَّلاً بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، "حتى إذا كان أخونا هو الذي انحرف". لكن برقية دبلوماسية اميركية سُربت في العام 2010 تؤكد أن الجفوة كانت شخصية أكثر مما صرح به داود، ولعل سببها هو الشخص الذي استأثر بقسط كبير من الأضواء الاعلامية هذا الاسبوع، أي اسفنديار رحيم مشائي على وجه التحديد. ونقلت مجلة فورين بولسي عن البرقية الاميركية المسربة أن شقيق احمدي نجاد والمدير السابق لمكتب التفتيش الرئاسي اتهم مشائي باطلاق اقوال باطلة لإلهاء النظام ومنع التقدم نحو اهداف الخميني. واشار بسخرية إلى أن انجاز مشائي الوحيد هو صداقته مع هوشنك امير احمدي.
مفاجآت برسم الانتخاباتوفي حين أن ذكر هوشنك امير احمدي، وهو بروفيسور يقيم في ولاية نيو جرسي وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة الايرانية، أمر يثير الاستغراب، فإن ما قاله الدبلوماسيون الاميركيون في برقيتهم المسربة لا يخلو من التدليل، إذ جاء في البرقية: "افادت تقارير أن داود احمدي نجاد الذي استقال من منصبه في آب (اغسطس) 2008 قدم استقالته بسبب الاختلاف مع أخيه حول مشائي". في غضون ذلك، يعكف مجلس صيانة الدستور على تقليص قائمة المرشحين التي تضم مئات الأسماء إلى عدد محدود، على أن ينتهي من ذلك في 17 ايار (مايو) الجاري.وتتفق غالبية المحللين على أن ترشيح مشائي لن ينال موافقة المجلس، الذي يضم في عضويته نسبة كبيرة من الملالي المعممين، لا سيما أن المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي وانصاره يناصبون مشائي عداء شديدًا.ويُرجح أن يستبعد مجلس صيانة الدستور داود احمدي نجاد ايضًا من القائمة النهائية للمرشحين. لكن إذا فجرت الانتخابات الايرانية مفاجأة أخرى بقبول ترشيح داود، ثم فوزه في الانتخابات، فإن لا احد يتوقع أن يكون لأخ محمود موقع في الادارة الجديدة.