المالكي يتهم البعث بالتفجيرات انطلاقًا من حقده الطائفي "المدعوم عربيًا"

اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حزب البعث بالتفجيرات التي تشهدها بلاده "انطلاقًا من حقده الطائفي المدعوم من دول عربية تعتاش على المذهبية"، كما قال. واتهم البرلمان بتعطيل تشريع قانون تجريم الحزب وانتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذه مواقف واضحة من استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، بينما تم الاعلان عن كشف 157 مقبرة جماعية في انحاء العراق.

لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة له، في حفل لإحياء يوم المقابر الجماعية في العراق في بغداد، اليوم، تحت شعار "صرخات تحت التراب اسقطت عروش الطغاة" إن التفجيرات التي تشهدها بلاده حاليًا هي جرائم متعمدة ضد المواطنين على اساس مذهبي تطورت فيها جرائم حزب البعث في نظام الحكم السابق من الابادة الجماعية والحروب الداخلية والخارجية إلى استهداف المواطنين الابرياء في اماكن سكناهم وتجمعاتهم حاليًا.

وانتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذه مواقف واضحة ضد استخدام النظام العراقي السابق للاسلحة الكيميائية ضد الشعب العراقي. وقال إن هذا المجتمع يضيع الحقيقة مثلما هو يضيعها في سوريا الآن، حيث أنه يتهم المعارضة مرة ثم الحكومة مرة ثالثة واخيرًا يتهم إيران بها.

وشدد بالقول إن التفجيرات الحالية هي نتائج الحقد الطائفي المتأصل في حزب البعث الذي يحمل العقلية الانتقامية الفاشية. وأضاف أن من يفجر الآن هم انفسهم اولئك البعثيون، ولكن زاد عليهم عناصر القاعدة، لكن من يخطط وينفذ لقتل الناس في بيوتهم ومنازلهم بقتل جبان هو حزب البعث. والحزب محظور في العراق دستوريًا ويعاقب القانون من ينتمي اليه أو يشارك في نشاطاته أو يدعو لفكره.

وخاطب المالكي العراقيين بالقول "إن اردتم الخلاص من القتل قفوا ضد هذا الحزب النازي اللعين".. وقال إن ما يؤلم أن البعث يحظى بالحماية ولايقوم البرلمان بتشريع قانون تجريمه المعروض عليه منذ أشهر، ولا يؤدي القضاء واجبه بملاحقة المسؤولين مباشرة عن جرائم المقابر الجماعية وهم موجودون لحد الآن من دون حساب. وأشار إلى أنّه ما يؤكد اجرام البعث هو أن قادته ومؤيديه لم يعتذروا لحد الآن عن الجرائم التي ارتكبها الحزب ضد الشعب.

وأكد المالكي أن"الانفاس الطائفية والقتل حاليًا هو من فعل بقايا النظام السابق ولذلك يجب اصدار قانون تجريم البعث لمنع عودة نشاط هذا الحزب". وشدد بالقول "إن الحقد الطائفي للبعث هو من ينفذ جرائم التفجير الحالية بدعم من دول عربية تعتاش على الطائفية".. وطالب البرلمان بضرورة الاسراع باصدار قانون تجريم حزب البعث.

وكانت هجمات بسيارات مفخخة وقنابل في مناطق شيعية ببغداد وفي شمال العراق امس قد أدت إلى مقتل أكثر من 35 شخصاً، وقالت الشرطة إن سلسلة تفجيرات سيارات ملغومة ضربت أحياء شيعية في أنحاء العاصمة العراقية بغداد ليل الأربعاء، منها تفجير امام مقهى وآخر في سوق مما ادى إلى مقتل 22 شخصًا على الاقل واصابة العشرات.

الكشف عن 157 مقبرة جماعية

من جهته، قال وزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني إنه تم لحد الآن كشف 157 مقبرة جماعية في انحاء العراق فيما يجري العمل حاليًا في 42 موقعاً،والموقع يضماكثر من مقبرة جماعية موضحاً أن هذه المقابر تضم آلاف الضحايا من العراقيين الذين غيّبهم النظام السابق. وطالب البرلمان بالإسراع في تجريم حزب البعث واصدار القانون المعروض عليه بهذا الخصوص ودعا القضاء لاجراء تحقيقات مكثفة حول المسؤولين عن جرائم هذه المقابر.

ويحيي العراق اليوم السادس عشر من ايار (مايو) ذكرى اليوم الوطني للمقابر الجماعية، حيث دعت وزارة حقوق الانسان الأمم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية بشأن الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس السابق صدام حسين.

وطالب وكيل وزارة حقوق الانسان رئيس لجنة تدويل جرائم النظام السابق حسين الزهيري خلال اجتماع اللجنة الخاصة بتدويل تلك الجرائم المجتمع الدولي بما فيها الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن لتنفيذ القرارات التي اصدرتها هاتان المنظمتان بشأن الجرائم التي ارتكبها النظام ضد ابناء الشعب العراقي. وتضم اللجنة في عضويتها ممثلين من وزارتي الخارجية والعدل ومؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين والمساءلة والعدالة، إضافة إلى الامانة العامة لمجلس الوزراء.

وأكد الزهيري أن الوزارة تسعى لتفعيل عمل اللجنة وما قامت به من نشاطات متميزة للتعريف بجرائم النظام الدكتاتوري البائد ضد ابناء الشعب العراقي خلال العام الماضي وخاصة ما قامت به وزارة حقوق الانسان من تنظيم مؤتمرين دوليين في لندن وجنيف واطلاع الرأي العام الدولي بحجم الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام البائد.

إلى ذلك، خاطبت وزارة حقوق الانسان وزارة الخارجية لتوجيه سفاراتها وقنصلياتها في دول العالم لاقامة مؤتمرات واحتفالات استذكارًا لذكرى اليوم الوطني للمقابر الجماعية. وقال مدير عام دائرة رصد الاداء الحكومي وحماية الحقوق في الوزارة، كامل امين إن الوزارة خاطبت وزارة الخارجية لتوجيه سفاراتها وقنصلياتها خارج البلاد لإقامة احتفالات ومؤتمرات في ذكرى اليوم الوطني للمقابر الجماعية الذي يصادف اليوم السادس عشر من ايار من كل عام.

وأشار إلى أنّ جريمة المقابر الجماعية تعد من اخطر الجرائم التي تعرضت لها الشعوب في تاريخ البشرية، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من مشروع الوزارة في تدويل جرائم النظام السابق هو الاستمرار بالتذكير بها داخل وخارج البلاد من خلال احياء المناسبات المتعلقة بها ودعوة المهتمين من الامم المتحدة والمنظمات ذات العلاقة المعنية بحقوق الانسان.