التهديد والوعيد أمر طبيعي لكن لا تنفيذ
لن يدخل الجيش التركي سوريا... لخمسة أسباب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد تفجيرات ريحانلي، هددت تركيا بالرد القوي على نظام الأسد، بعد ما اتهمته بالتورط في التفجيرات. لكن خبراء في السياسة الشرق أوسطية متأكدون من أن تركيا لن تتدخل عسكريًا في تركيا... والأسباب كثيرة.
القاهرة: في وقت ما زالت تلقي فيه الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا بظلالها على الجارة تركيا، والتي كان آخرها تلك الهجمات التي وقعت في بلدة ريحانلي السبت الماضي، أجمع الخبراء على أنه من غير الوارد أن ترد تركيا عسكريًا.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اللقاء الذي يجمع اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بالرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث يتوقع أن يمارس إردوغان ضغوطًا على الجانب الأميركي بغية القيام بدور عسكري أكبر في سوريا.
لن تتدخل عسكريًا
كانت الحكومة التركية أعلنت أن الأشخاص التسعة الذين نجحت أجهزة الأمن المحلية في اعتقالهم مطلع الأسبوع الحالي، على خلفية الاشتباه في تورطهم بتفجيرات بلدة ريحانلي التي راح ضحيتها 46 شخصًا، تربطهم علاقات بالمخابرات السورية، وهو الأمر الذي بادرت الحكومة السورية بنفيه وتكذيبه على الفور.
ورغم شعور تركيا المتزايد بوطأة الأزمة السورية، إلا أن خبراء أوضحوا أن هناك عدة عوامل ربما تحول بشكل أو بآخر دون اتخاذ أنقرة قرار الحرب مع دمشق. وقال نعمان الربودي، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أوتاوا الكندية: "تركيا تريد أن تلعب دورًا أكبر في سوريا، لكني لا أظن أنها ستلجأ للتدخل العسكري".
وسردت في هذا السياق محطة سي بي سي نيوز الكندية خمسة أسباب، أوضحت أن مجموعة من الخبراء والمحللين حددوها باعتبارها عوامل تمنع تركيا من محاربة سوريا.
أولها عدم تقبل الفكرة في تركيا. فقد أكد أمير حسن بور، أستاذ شؤون الشرق الأوسط المتقاعد في جامعة تورنتو، أنه ورغم الاعتداءات التي تتعرض لها تركيا جراء الحرب في سوريا، إلا أن المواطنين الأتراك لا يفضلون القيام بعملية توغلية في سوريا، بسبب تعب الأتراك من سفك الدماء.
وثانيها انشغال القيادة التركية بأمور داخلية. وقال ريفا بهلا، نائب رئيس قسم التحليل العالمي في شركة استراتفور الاستشارية، إن إردوغان مطالب حاليًا بالتعامل مع أمرين داخليين هما ابرام اتفاق سلام مع حزب العمال الكردستاني والتوصل لإجماع على الدستور الجديد، مؤكدًا شدة حساسية تلك الفترة من الناحية السياسية بالنسبة إلى الحزب الحاكم.
أميركا وإيران
أما السبب الثالث، فهو أن التدخل العسكري قد يهدد اتفاق السلام مع حزب العمال الكردستاني. فمعروف أن الحزب تربطه صلات وعلاقات بالأكراد ليس فقط في تركيا، بل في شمال العراق وشمال سوريا، وهي مناطق وقعت فيها صدامات متكررة بين القوات التركية والمتمردين الأكراد طوال العقود الثلاثة الماضية.
وقال بهلا: "إذا اتخذت تركيا قرارًا بالتدخل في سوريا، فإنها من المرجح أن تحشد المقاتلين الأكراد الذين يعيشون في شمال سوريا وأن تحطم السلام الهش بينهما بعد التوصل إليه أخيرًا".
السبب الرابع يكمن في تجنب مواجهة مع إيران. وأشار الربودي إلى أنه وبمجرد ذكر اسم سوريا، فإن الحديث ينطوي أيضًا بصورة أوتوماتكية على إيران، ولاسيما أن هناك صداقة قائمة بينهما منذ فترة طويلة، لرغبتهما في مواجهة نفوذ أميركا وإسرائيل في المنطقة. لكن، إن كانت تركيا عازمة على التدخل في سوريا، فمن الوارد أن يستفز ذلك إيران، فتتدخل هي الأخرى، ما ينذر باندلاع حريق أكثر دموية.
وفي الختام، خامس الأسباب يكمن في رفض الجانب الأميركي. وأكد بهلا أن تركيا لن تتدخل عسكريًا في سوريا على نطاق كبير من دون أن يكون للولايات المتحدة الدور الأبرز على هذا الصعيد.
ورغم الانتقادات القوية لنظام الأسد، إلا أن إدارة أوباما ترفض الالتزام بأي نوع من أنواع القوة العسكرية في سوريا، بحسب حسن بور، الذي قال: "من بين أسباب ذلك أن تدخل الولايات المتحدة قد يثير حربًا مع إيران، فضلًا عن عدم قدرتها على الدخول بحرب أخرى بعد خسارتها في أفغانستان والعراق".