بابا الفاتيكان يدين "ديكتاتورية اقتصاد من دون هدف انساني"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الفاتيكان: ندد البابا فرنسيس الخميس بما اعتبره "شهوة المال" و"ديكتاتورية اقتصاد من دون وجه ولا هدف انساني حقيقي"، معربا عن اسفه لتحول القيم والتضامن الى مفاهيم "مزعجة" في المجتمعات الحاضرة.
واشاد البابا فرنسيس امام السفراء الجدد لقيرغزستان وانتيغوا - باربودا ودوقية اللوكسمبورغ وبوتسوانا، ب"المكتسبات الايجابية" التي حققتها الانسانية "في مجالات الصحة والتعليم والاتصالات". لكن في توصيفه "منعطفا في التاريخ"، اعتبر ان جزءا كبيرا من سكان العالم يعيشون اليوم في ظروف معيشية "رديئة بشكل يومي"، مشيرا الى "الخوف واليأس اللذين يتملكان قلوب كثيرين حتى في البلدان الغنية" و"الفقر الذي يصبح صارخا اكثر".
وبالنسبة للبابا وهو الاسقف السابق لبوينوس ايرس المعروف بايلائه اهتماما خاصا بالفقراء، فإن احد اسباب الوضع الراهن هي "العلاقة التي نقيمها مع المال". واشار البابا الارجنتيني واسمه الاصلي خورخي برغوليو الى ان الازمة المالية العالمية مردها الى "ازمة انتروبولوجية عميقة" مع ظهور "اصنام جدد" هي "شهوة المال وديكتاتورية اقتصاد من دون وجه ولا هدف انساني حقيقي".
وذكر البابا فرنسيس بان الانسان في العصر الراهن "تم حصره بواحد فقط من اهتماماته: الاستهلاك، واسوأ من ذلك، بات الكائن البشري بذاته سلعة استهلاكية بالامكان استخدامها ثم رميها". وعلى خلاف ذلك، "بات ينظر الى التضامن الذي يمثل كنز الفقراء على ان لديه مفاعيل عكسية، مناقضة للعقلنة المالية والاقتصادية"، وفق البابا فرنسيس الذي انتقد اتساع الهوة بين الفقراء والاثرياء.
وعزا هذا الوضع الى "ايديولوجيات تروج للاستقلالية المطلقة للاسواق والمضاربة المالية، مع حرمان الدول من حق الرقابة". وفي هذا الانتقاد لليبرالية الزجرية، وجه البابا فرنسيس كذلك انتقادات لوضع قائم على "الفساد المستشري والتهرب الضريبي الاناني اللذين انخذا ابعادا عالمية". واضاف البابا "كما الحال مع التضامن، القيم الاخلاقية باتت تثير انزعاجا. كما ينظر اليها على ان لديها مفاعيل عكسية (...) وبمثابة تهديد لانها ترفض التلاعب بالبشر وتسليعهم".