الأردن يطوي مُوقّتًا صفحة الحكومات البرلمانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حاضر رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور في نادي خريجي الجامعات الفرنسية، وتحدّث عن الاصلاحات في بلده ومكافحة الفساد والأزمة السورية، مؤكدًا أن الوقت الحالي لا يسمح بحكومة برلمانية.
نصر المجالي من عمّان: كشف رئيس الحكومة الأردني عبدالله النسور أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يرى أنه من المتعذر بناء حكومة برلمانية في الوقت الحاضر، وقال النسور في محاضرة ألقاها مساء الخميس في نادي خريجي الجامعات الفرنسية "جلالة الملك وبحسه السياسي وقدرته على بناء الاستنتاج الصحيح في الوقت الصحيح رأى أنه من المتعذر في هذه المرحلة بناء حكومة برلمانية".
وكان الملك عبدالله الثاني في مختلف تصريحاته في العامين الأخيرين بما في ذلك خطاباته في الداخل والخارج، بما فيها خطاب العرش الذي افتتح به الدورة غير العادية لمجلس الأمة في مارس/ آذار الماضي، يحث على قيام حكومة منتخبة تختارها الكتل النيابية في مجلس النواب وصولاً الى الحكومة البرلمانية التي ينتخبها الشعب عبر تنافس حزبي ومن خلال برامج سياسية واضحة.
ولكن يبدو أن أداء مجلس النواب الـ 17 الذي انتخب في فبراير/ شباط الماضي لا يعطي أية إشارة إيجابية من خلال أداء أعضائه الـ 150 للمغامرة باختيار أعضاء منه للمشاركة في الحكومة.
وكان العاهل الأردني بدّد أحلام نواب البرلمان الأردني السابع عشر، خلال لقائه معهم الأحد الماضي، بإجراء تعديل وزاري على حكومة عبد الله النسور وإشراك بعضهم فيها، وذلك خلال دعوته الى "التدرج" في تشكيل الحكومة البرلمانية.
يذكر أن الرئيس النسور (وهو وزير سابق لمرات عديدة ونائب ظل يناكف كل الحكومات السابقة) الذي تم تكليفه بتشكيل حكومته الثانية بعد الانتخابات التشريعية، كان أطلق عدة وعود وتعهدات بشأن اعتزامه توزير النواب، وذلك خلال المناقشات الساخنة لبيانه الوزاري.
العلاقات الاردنية الفرنسية
إلى ذلك، اشاد رئيس الوزراء الأردني (وهو خريج جامعة السوربون الفرنسية) بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط الاردن وفرنسا في المجالات كافة.
وقال خلال المحاضرة، التي استمع اليها وزير الدولة لشؤون الاعلام ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور محمد المومني وعدد من النواب والمسؤولين والسفيرة الفرنسية في عمان كارولين دوما، إن العلاقات الاردنية الفرنسية شهدت خلال السنوات الاخيرة تطورًا كبيرًا لاسيما في مجالات الطاقة والاتصالات والصناعة والتعدين والمياه، إضافة الى المجالات التعليمية والثقافية والفنية والسياحية، وما صاحب ذلك من نقل للقدرات التقنية والخبرات الادارية والتسويقية.
وثمّن رئيس الوزراء الأردني الدور الايجابي الذي تلعبه فرنسا في المنطقة بفضل السياسة المعتدلة التي تنتهجها لا سيما تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية .
المستجدات الاقليمية
قال النسور "إننا في الاردن نؤمن بأن مشاكل الشرق الاوسط تعود في غالبيتها الى عدم ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية" لافتًا الى أن الاردن "يدعو دائمًا الى حل القضية الفلسطينية باعتباره يشكل مصلحة وطنية عليا".
استعرض رئيس الوزراء آخر المستجدات السياسية والاقتصادية الداخلية والإقليمية مؤكدًا أن الاردن دخل مرحلة جديدة من حياته السياسية بدأت بإصلاحات سياسية حقيقية وعميقة وقوية مؤكداً أن جلالة الملك ينشد الاصلاح ويريدنا جميعًا أن نستثمر الفرصة التاريخية بأن الاصلاح مفتوح على سعته ولا يوجد تضييق على الاصلاح.
واضاف بهذا الصدد أن الملك عبدالله الثاني يتطلع بجدية الى اللحظة التي تتشكل فيها الحكومات البرلمانية من مجلس النواب، بحيث تكون تشكيلتها من النواب وليس فقط اجراء مشاورات معهم بشأن تشكيلة الحكومة، لافتًا الى ان جلالته وبحسه السياسي وقدرته على بناء الاستنتاج الصحيح في الوقت الصحيح رأى أنه من المتعذر في هذه المرحلة بناء حكومة برلمانية.
الوضع الاقتصادي
تحدث رئيس الوزراء عن الوضع الاقتصادي مؤكدًا أن التأخر المجحف في اتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة اوصل الاقتصاد الاردني الى مرحلة صعبة، حيث العجز الكبير في الموازنة وانخفاض احتياطي البنك المركزي من 22 ملياراً الى 12 ملياراً وثم الى 6 مليارات دولار، فضلاً عن عدم قدرة الحكومة على الاقتراض من البنوك المحلية لزيادة مديونيتها على الحكومة التي وصلت حوالي 11 مليار دينار، اضافة الى عدم وصول مساعدات عام 2012 مما استلزم اتخاذ قرارات واجراءات اقتصادية اسهمت في وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح وعادت الثقة بالاقتصاد الاردني وجاءت المساعدات وزاد الطلب على الدينار الاردني وارتفعت تحويلات العاملين في الخارج مثلما ارتفعت الاحتياطيات خلال 6 أشهر من 6 الى 12 مليار دولار.
ونوّه النسور بأن الاشقاء في الخليج العربي قاموا مشكورين بدفع التزاماتهم ضمن المنحة الخليجية، حيث وصل الاردن مبلغ 576 مليون دينار ستخصص لمشاريع تنموية متفق عليها، مؤكدًا أن هذا يعزز اجواء الثقة المطلقة من قبل الدول المانحة بمسيرة الاردن الاقتصادية.
الأزمة السورية
وبخصوص الازمة السورية، لفت رئيس الوزراء الأردني الى أنها تفرض تحديات كبيرة على الاردن، حيث يوجد الآن نحو 535 الف لاجئ ليضافوا الى نحو نصف مليون سوري متواجدين في الاردن قبل اندلاع الاحداث في سوريا، مضيفًا "نحن لا نضيق بإخواننا السوريين فهذا البلد تاريخه مشهود بأنه كان على الدوام مستقبلاً للهجرات ولم يصدر لاجئًا واحدًا".
وقال:" نحن نتوجه بنداء الى المجتمع الدولي الى الوقوف الى جانب الاردن في هذه الظروف الصعبة لتمكينه من الاستمرار بتقديم الخدمات الاساسية للاجئين".
الإصلاحات
حول مسيرة الاصلاح السياسي، اكد النسور أن هذا البلد حر، وهو بقيادته واثق من نفسه، حيث استطاع خلال 30 شهرًا من الغليان في الشرق الاوسط أن يكون بلدًا مفتوحًا وعاقلاً وتعامل بكل ايجابية مع الحراكات التي شهدها خلال الفترة الماضية، حيث لم يقتل أو يسجن أو ينفي أي أحد، وهو مستمر بهذا الامر، مؤكدًا أن القوة هي في استخدام الحكمة والمنطق في حين أن الضعف هو في استخدام العنف مشددًا بهذا الصدد على أن قوة هذا البلد تكمن في ثقته بنفسه "ولن يستطيع احد أن يجرنا الى معارك غير محسوبة"، على حدّ تعبيره.
واكد رئيس الوزراء على ضرورة استعادة هيبة الدولة كهدف يجب العمل على تحقيقه من خلال تحقيق العدل بين الجميع والنزاهة ودولة القانون لافتًا الى أن هيبة الدولة هي التي تحمي الديمقراطية وتكون من خلال الوعي وادانة كل من يحاول التطاول على القانون داعياً مجلس النواب الذي يمثل الشعب الاردني الى المساعدة في هذا الامر.
واشار بهذا الصدد الى أن الاعتداء على اموال واراضي الدولة وآبار المياه وكهرباء الدولة امر غير مقبول ويجب أن لا يستمر ويجب معالجته بالحكمة والرؤية وتطبيق القانون.
وجرى حوار بين رئيس الوزراء واعضاء النادي، حيث اكد النسور في رده على سؤال أن الحكومة البرلمانية تحتاج الى بيئة حزبية لافتًا الى أن الحياة الحزبية اصابها ضعف خلال العقود الماضية مشددًا على أنه لا يمكن أن تكون هناك حياة ديمقراطية الا بوجود احزاب سياسية قوية، وأنّ احزاب المعارضة هي ضرورة من ضرورات العمل الوطني.
مكافحة الفساد
وبشأن مكافحة الفساد، اكد النسور أن الحكومة ماضية في جهودها بهذا المجال دون تردد لافتًا الى أنه لا يوجد حديث في الشارع حالياً عن قضايا فساد لم تتم متابعتها.
ولفت الى أن نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية يعد من أهم الأندية التي ساهمت وتساهم بتوثيق علاقاتنا بدولة فرنسا الصديقة مضيفًا "أنه ليشرفني أنني كنت وما زلت الرئيس الفخري والمؤسس لهذا النادي الهام منذ عام 1991".
وكان رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية الدكتور عاطف الشياب اكد أن النادي جاء ثمرة للعلاقات الاردنية الفرنسية التي ارسى دعائمها الملك عبدالله الثاني والقادة الفرنسيون لافتًا الى أن العلاقات الاردنية الفرنسية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الاخيرة، لا سيما في مجالات المياه والطاقة النووية والاتصالات وغيرها من المجالات .
بدورها، قالت السفيرة الفرنسية في عمان إن الجمهورية الفرنسية تتطلع باستمرار لتوثيق وتعزيز العلاقات مع الاردن في شتى المجالات، واشارت الى أن وجود العدد الكبير من خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية في الاردن دليل على العلاقات الطيبة التي تجمع البلدين الصديقين، مضيفة أن هؤلاء الخريجين يعملون لخدمة هذا البلد في مختلف المجالات، واكدت ثقتها بأن النشاطات المشتركة ستتجدد باستمرار بفضل الجهود المبذولة من الجميع.