أخبار

رغم اعتذار بغداد عن حادثة سحل المتظاهرين

غضب في البرلمان الأردني وقراءة الفاتحة على روح صدام حسين

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قدمت الحكومة العراقية اعتذارًا إلى الأردن بعد حادثة "سحل" حرّاس السفارة العراقية في عمان عددًا من المحتجين الأردنيين، فيما عمّت حالة من الغضب لدى النواب الأردنيين الذين ردوا على الحادثة بقراءة الفاتحة على روح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

عمان: حاولت الحكومتان العراقية والأردنية العمل عبر القنوات الدبلوماسية، ومن خلال بيانات رسمية، لتهدئة الأوضاع بينهما بعد الأزمة التي فجرتها حادثة المركز الثقافي الملكي التي سحل خلالها حرّاس السفارة العراقية في عمان عدداً من المحتجين الاردنيين خلال احتفالية قي ذكرى المقابر الجماعية العراقية. وفي التفاصيل، اعربت الحكومة العراقية عن أسفها لما حصل مؤخرًا في المركز الثقافي الملكي اثناء احتفالية سفارة العراق، وأكدت في بيان لوزارة الخارجية على عمق العلاقات العراقية الاردنية الاخوية والاستراتيجية مشددة على حرص الحكومة العراقية على التعاون المشترك مع السلطات الاردنية لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لمحاسبة المقصرين ومنع تكرار مثل هذه الاعمال المؤسفة. وقال البيان إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اجرى اتصالاً مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة عبّر خلاله عن أسى وأسف الحكومة العراقية لما حصل مؤخرًا في المركز الثقافي الملكي وما حصل من اشتباك "بسبب اعمال استفزازية قام بها بعض المندسين". وجاء في البيان " أننا في الوقت الذي نعتبر فيه أن هذه الاعمال هي اعمال فردية لا تتناسب وتوجهات العراق الجديد وتتنافى مع القواعد والاعراف الدبلوماسية التي يحرص العراق على احترامها والتقيد بها، نؤكد على عمق العلاقات العراقية الاردنية الاخوية والاستراتيجية، ونشدد على حرص الحكومة العراقية على التعاون المشترك مع السلطات الاردنية لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لمحاسبة المقصرين ومنع تكرار مثل هذه الاعمال المؤسفة. وقالت مصادر عراقية إن مجلس الوزراء العراقي ناقش في جلسة عقدها الثلاثاء الحادثة وتداعياتها بحضور السفير جواد هادي عباس، وقام بعدها زيباري بالاتصال مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لتقديم الاعتذار.كما تعهدت الحكومة العراقية التي قررت فتح تحقيق في الحادثة، بمحاسبة المتورطين فيها من طاقم السفارة وسحبهم من عمان. يشار إلى أن السفير العراقي غادر عمان على خلفية الحادثة بناء على طلب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي من المقرر أن يزور المملكة للمشاركة بالمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) الذي سيعقد بمنطقة البحر الميت مطلع الأسبوع المقبل. جودة: الاعتذار وصل ومن جهته، أعلن وزير الخارجية جودة بأنه تلقى اعتذارًا رسميًا من وزير الخارجية العراقي هوشيار الزيباري، واضاف بأن الحكومة العراقية قررت بعد اجتماعها بالسفير العراقي محاسبة المعتدين على الاردنيين وسيتم سحبهم من الاردن ومعاقبتهم هناك. وقد تخللت كلمة جودة أمام النواب مجموعة من التدخلات والفوضى من جانب أعضاء مجلس النواب خلال مناقشته لحادثة المركز الثقافي الملكي، الامر الذي دفع رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور الى التدخل اكثر من مرة . وفي سياق حادث المركز، اشار جودة الى أن سفارة العراق لم تقم بابلاغ الخارجية بفعاليتها، وهذا الامر الذي كان جودة قد ابلغ نظيره العراقي احتجاجه عليه، وثانيًا عدم قيام مدير المركز بابلاغ الجهات الامنية حول الفعالية التي اقامتها السفارة. وأبلغ جودة مجلس النواب بأنه قد نقل الى نظيره العراقي احتجاج الحكومة على تصرفات اعضاء السفارة وابلغه أن الاردن يرفض الاعتداء على أي مواطن اردني سواء كان دبلوماسياً أو خلافه. فوضى نيابية عارمة وشهدت جلسة مجلس النواب المسائية يوم الثلاثاء فوضى عارمة حين تحدث وزير الخارجية عن اعتذار الحكومة العراقية. كما قام عدد من النواب برفع صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بينما هدد النائب خالد الحياري بإحراق السفارة العراقية إن لم تتخذ الحكومة موقفًا ضد الاعتداء على المواطنين الاردنيين . ونهض عدد من النواب لقراءة الفاتحة على روح الرئيس السابق صدام حسين بناء على طلب النائب مازن الجوازنة، بينما كان رئيس مجلس النواب سعد السرور يحاول ابقاء النقاش في صلب الموضوع ، إلا أن نواباً وقفوا لقراءة الفاتحة. وأكد رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور على أنه لا يمكن قبول الاساءة الى أي دولة عربية ، مطالبًا النواب التعامل مع موضوع حادثة الاعتداء على اردنيين بـ "حدودها".واشار في ختام حديث النواب مساء الثلاثاء حول تلك الحادثة الى أن البعض لا يدرك حجم الحرية التي تعيشها بلادنا ومن " لم يعتدِ على حرية التعبير لا تستغرب منه رفض قبول الرأي الآخر". كرامة الأردنيين وأضاف " الاعتداء على مواطنين اردنيين لا نقبله وكرامة مواطنينا فوق كل اعتبار" ، وقال: " ولكن بالحجم الذي فيه الاعتداء ". وبيّن أن الضرر الدبلوماسي الذي طال الدولة العراقية بحجم الضرر الذي طال كرامتنا، وتابع: " اذا كان أي اردني عمل فعلاً كهذا لكانت غضبتكم ستكون اكثر من ذلك على الخارجية وسفيرنا لأن اخلاقنا لا تقبل الا أن نتصرف ضمن اخلاقنا". وقال السرور إن" سيادة القانون يجب أن يفهمها كل مقيم على الارض سواء أكان اردنياً أو اجنبياً بما تمليه الأعراف أو ممن يحملون الصفة الدبلوماسية. وتابع: " يجب أن نتعامل مع الحادثة بحدودها "، وتابع: " نحترم العراق دولة شقيقة ونحترمها ولا ينعكس تصرف النفر على موقف الشعب العراقي ودولة العراق وهم بين ثنايانا واحتويناهم وجاورونا ولا يمكن أن نتجاوز حدود مَن أساء للاردنيين وكرامتهم الذي اججّ الغضب في صدورنا". وقال السرور:" ارجو من الاعلام ألا يؤجج " ، وزاد: " ونستنكر الفعل ونقف بقوة في حادثة الاعتداء ويجب ألا نؤجج الموقف وبين من يسكنون في ثنايانا ونستنكر التصرف الخاطىء الهمجي وهؤلاء شيء وشعب العراق شيء آخر". وقال رئيس المجلس النيابي " سمعت الاعتذار من العراق وهو اعتذار رسمي باسم الحكومة العراقية وقد ابلغني معالي الوزير بأنه ابلغه الوزير العراقي الى أنه ذاهب الى المجلس فيريد أن ينقل لهم الاعتذار ، فأقر أن ذلك اعتذار معلن وارجو أن تبلغه من خلال ممثلي الشعب الى الشعب الاردني".
احتفال السفارة وكانت السفارة العراقية في عمان احتفلت بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية بحضور عدد من السفراء العرب والقائم بأعمال السفارة الايرانية واركان السفارة وعدد من الحضور. وقال السفير العراقي في عمان الدكتور جواد هادي في كلمة له نيابة عن وزير حقوق الانسان في العراق المهندس محمد شياع السوداني 'إننا نستذكر المقابر الجماعية بكل أسى وألم وفخر فيالوقت ذاته شهداء المقابر الجماعية الذين اسست تضحياتهم ودماؤهم الزكية ومهدت لبناء العراق الديمقراطي الجديد'. واضاف بأن "العراق يسير بشكل سليم نحو اقامة العدل وانصاف الضحايا وبناء الوطن وحماية المكتسبات بدون تراجع فالتسامي على الخلافات من اجل الوطن من شيم الكبار". واكد عباس على ضرورة أن تتكاتف كل الجهود لبناء العراق على اساس العدالة والحرية والكرامة والمساواة وتمكين الشعب العراقي من التمتع بكامل حقوقه الدستورية من خلال ترسيخ مبادئ النظام الديمقراطي. ولفت الى أن "هذه المناسبات تشكل حافزًا لتجاوز كل ما من شأنه أن يعثر مسيرة الاعمار والبناء وأن يتطلع الجميع لحياة افضل تسودها الديمقراطية والمشاركة واعتماد مبدأ الحوار وأن تكون حقوق الانسان معيار عمل يستند اليه الجميع مع اختلاف الرؤى والافكار والانتماءات، فمن ميزات العراق هذا التنوع بأطيافه ومكوناته". وقالت مندوبة المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق بروين محمد امين إن المفوضية العليا لحقوق الانسان قد وضعت في خطتها الاستراتيجية معالجة هذا الملف الكبير والمهم من خلال استحداث ملف المقابر والابادة الجماعية للضغط على صناع القرار بهدف بذل جهود اكبر والعمل بشكل جاد لحسم الكثير من القضايا المتعلقة بهذا الملف . وفي الختام، بيّن ممثل ضحايا المقابر الجماعية خالد خزعل بان السادس عشر من مايو/ ايار في كل عام يحتفل فيه العراقيون بيوم المقابر الجماعية والتي تعتبر "ذكرى أليمة يتذكر فيها ابناء الشعب العراقي المجازر التي وقعت في عهد النظام السابق الذي خلف مئات المقابر الجماعية التي احتوت على رفات الآلاف من الابرياء الذين لا ذنب لهم من كل القوميات من العرب والاكراد والتركمان والشيعة والسنة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف