نيجيريون يهربون من الحرب ضد بوكو حرام "يبحثون عن السلام" في الكاميرون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مايناري: آودو وهو جالس على حصير ارضا "لم نحمل اي شيء معنا ولا حتى غطاء سرير(...) وليس لدينا اي شيء". فهذا النيجيري هرب من بلاده الاسبوع الماضي مع زوجته واولاده الخمسة عشر للالتجاء الى قرية مايناري الكاميرونية في اقصى الشمال على الحدود مع نيجيريا.
ومثله سلك الاف النيجيريين الطريق باتجاه الكاميرون خوفا من اعمال العنف منذ بدء الهجوم الذي شنه الجيش النيجيري على متمردي جماعة بوكو حرام الاسلامية في شرق البلاد.
ومضى آودو (45 عاما) يقول "ان عناصر بوكو حرام والعسكريين تواجهوا في قرية باغا (في نيجيريا) على مسافة نحو 50 كيلومترا من المكان الذي كنا نعيش فيه. سقط الكثير من القتلى. وهربنا راجلين الى الكاميرون خوفا من ان نقتل".
وتابع "ذهب البعض منا الى القرية في محاولة لانقاذ ممتلكاتهم. يقولون انهم سيعودون (الى الكاميرون) لان الوضع في البلاد خطر".
وبحسب اللاجئين "فان اكثر من ثلاثة الاف" نيجيري يتحدرون من القرية نفسها وصلوا في 16 ايار/مايو الى مايناري الواقعة على بعد بضعة كيلومترات فقط.
وافاد دركي كاميروني ان الافا اخرين من بلدات نيجيرية اخرى "اجتاحوا" قرية ساغمي الكاميرونية القريبة من مايناري.
وكثيرون منهم جاؤوا مع عائلاتهم، وامام اكواخ ترابية في مايناري تحمل بعض النساء اطفالهن وبينهم رضع بين اذرعهن.
وعرف مصطفى اباشا (55 عاما) المحيطين به قائلا "هنا زوجتي، وهناك والدتي، وهذا احد ابنائي، وهناك زوجة ابن اخر لي، وكذلك زوجته الثانية، والى جانبها زوجة احد ابنائي ايضا (...)".
واكد هذا المزارع الذي وصل كما قال مع 36 من افراد عائلته "في نيجيريا كان لدي ما اطعم به اسرتي. هنا الوضع معقد جدا، لكننا باقون هنا لاننا نبحث عن السلام".
وعليمة وهي لاجئة ايضا تقوم بقلي الفطائر بالقرب من الحصير الذي جلست عليه عائلة مصطفى. وقالت هذه السيدة (48 عاما) متسائلة "بدأت هذا العمل اليوم (الثلاثاء). لا اعلم ان كان الناس سيشترون منها".
في مايناري ينام معظم اللاجئين في العراء يفترشون الارض متراصين على الحصائر. بعض منهم فقط يستضافون لدى عائلات او وجدوا ملجأ في منازل مهجورة.
والمنظمات غير الحكومية غير موجودة في المكان كما لم تنقل اليهم اي مساعدة انسانية حتى الساعة.
وتشكى مصطفى اباشا من "ان جميع افراد اسرتي ينامون في الخارج على الحصائر. وخلال الليل هناك البعوض واخاف خصوصا على اطفالي".
واستطرد آودو "ان الوضع صعب. اننا نصمد بفضل سخاء اهالي القرية الذين يقدمون لنا ما نأكله. لكن احيانا ليس لدينا ما يكفي من الطعام".
واضاف "منذ قدومنا الى هنا نعيش في سلام. اننا نطلب بالحاح من الحكومة الكاميرونية ان تساعدنا على اطعام اطفالنا وايجاد اماكن نستطيع ان نعيش فيها".
وبالقرب من كوخ +بلاما+ (زعيم القرية) يتقاسم نحو عشرين شخصا حصيرين، احداهما موضوعة في حظيرة والاخرى تحت شجرة. والبعض يتولى الحراسة الدائمة لجهاز راديو يلصق الى الاذن لمتابعة الاحداث التي تجري في بلدهم في الجهة الاخرى من الحدود.
احدهم يدعى مودو ابابا يقدم نفسه على انه المتحدث باسم المجموعة. واكد امام الحضور الذين وافقوه الرأي بايماءة من الرأس "نريد الحصول على الجنسية الكاميرونية. لا نريد بعد الان الجنسية النيجيرية. الجميع هنا يريديون هذه الجنسية".
ومعظم اللاجئين الى مايناري لا يريدون التحدث عن الحرب التي تخوضها حكومتهم ضد بوكو حرام. وعبارة واحدة يكررها الجميع بانهم كل ما يريدونه هو العيش "بشكل طبيعي".