مخرج إيراني يتسلل إلى كان ويعرض فيلمه رغمًا عن سلطات طهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فاجأ المخرج الإيراني محمد رسولوف العالم بتسلل فيلمه "مخطوطات لا تحترق" إلى مهرجان كان، على الرغم من أن السلطات الإيرانية منعته من الاخراج عشرين عامًا، بعدما اعتقل في العام 2010، بتهمة تأييد المعارضة.
بيروت: كان مهرجان كان السينمائي هذا العام حافلًا بالأحداث المثيرة، خصوصًا بعدما سرق لصوصٌ مجوهرات بقيمة مليون دولار، كانت سترتديها نجمات سينمائيات عالميات خلال فعاليات المهرجان.
فإلى جانب الأفلام التي عرضت، فوجئ حضور المهرجان بالمخرج الإيراني الموقوف عن العمل محمد رسولوف، وقد تسلل للمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الكبرى، بفيلمه "مخطوطات لا تحترق"، أخرجه من إيران غير عابئ بالقيود ولا بالحظر الذي فرضته السلطات الإيرانية عليه، وعلى حرية التعبير. وقد لقي رسولوف وفيلمه حفاوة بالغة في المهرجان.
رافق رسولوف إلى العرض الأول ستة من الممثلين وطاقم العمل، وجرى حجب أسمائهم لتجنيبهم التورط في مشكلات مع السلطات الإيرانية. وقال متحدثًا عبر مترجم إن مشاعره مختلطة عن وجوده في المهرجان.
وأضاف: "لم يتمكن بعض من رافقني خلال التصوير والإخراج من المجيء معي إلى هنا، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية فى إيران".
من دون أسماء
في مفارقة مثيرة أيضًا، يروي فيلم "مخطوطات لا تحترق" قصة حقيقية لواحد وعشرين كاتبًا وأكاديميًا إيرانيًا نجوا من محاولة لقتلهم، وهم في رحلة برية على متن حافلة صغيرة. ويركز على حكاية أحد هؤلاء المؤلفين، الذي مضى في كتابة مذكراته عن فترة اعتقاله في أحد السجون السياسية الإيرانية، على الرغم من محاولة السلطة لإيقافه عن ذلك، وثنيه عن عزمه إصدار الكتاب، مهما كان الثمن.
ولهذا، يقول رسولوف إن الفيلم لن يجد طريقه للعرض في صالات السينما في طهران أبدًا، "فأنا لم اطلب إذنًا لتصويره، وتعبت كثيرًا لأعثر على فريق يعينني في تنفيذه، وعلى ممثلين يقبلون أداء الأدوار المنصوصة فيه، وقد استغرقني ذلك نحو عامين".
صور الفيلم بشكل جزئي فى إيران وفي أماكن أخرى، حسب ما استطاع المخرج، بحسب ما أفادت به إدارة المهرجان. ولا أسماء في الشارة النهائية في الفيلم، فقد قرر طاقم الفيلم عدم الكشف عن هوياتهم، خوفًا من ملاحقة النظام الإيراني، بحسب ما أخبر رسولوف مراسل وكالة رويترز، خصوصًا أنه نوى العودة سريعًا إلى طهران.
وكانت جلسات تصنيف الأفلام أحيطت بالسرية، منذ أنأعلن منظمو المهرجان في نيسان (أبريل) الماضي عن مشاركة محتملة لأحد أفلام رسولوف في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان الدولي للسينما.
اعتقال ومنع إخراج
في العام 2011، فاز آخر فيلم لرسولوف عنوانه "وداعًا" بجائزة أفضل مخرج فى قسم نظرة خاصة في مهرجان كان، وتسلمت زوجته الجائزة عنه، لأنه كان حينها ممنوعًا من السفر، قبل أن يرفع عنه الحظر.
فقد تم اعتقال رسولوف، وهو في العقد الرابع من عمره، في العام 2010، بتهمة تأييد المعارضة الإيرانية، التي ثارت احتجاجًا على انتخابات العام 2009، ومعه المخرج الشهير جعفر بناهي وآخرون، وحكم عليه أن يسجن ست سنوات، خفضت إلى سنة واحدة بعد الاستئناف. لكنه منع من ممارسة مهنة الاخراج السينمائي عشرين عامًا.
إلا أن القيود هذه لم تمنعه من إتمام فيلمه، ومن التقدم به إلى مهرجان كان السينمائي لهذا العام، ليعرض في فئة "نظرة خاصة".
إيرانيون آخرون
إلى رسولوف، شارك مخرجون إيرانيون آخرون في كان، وبينهم المخرج أصغر فرهادي، الذي يدخل المسابقة الرسمية للمرة الأولى بفيلمه "الماضي"، الذي صوره في فرنسا باللغة الفرنسية. ويعرض هذا الفيلم لطلاق مع الماضي يمنع شخصيتي الفيلم المختلفتين من التقدم نحو المستقبل.
وكان سيناريو هذا الفيلم حاز في كان العام الماضي جائزة الميديا للاتحاد الأوروبي. وفرهادي مميز ببراعته الفنية في ترجمة السيناريوهات المعقدة بسلاسة، مظهرًا صعوبة العلاقات بين البشر، والتناقضات في القرارات الإنسانية، كما يخصص دومًا مكانًا للأطفال، ويجعلهم أبطاله، تاركًا الكبار في الفيلم لمواجهة المعضلات الأخلاقية المعقدة.
وقد منحت هيئة الحكام في قسم الافلام القصيرة في المهرجان هذا العام جائزة السعفة الذهبية للمخرجة الايرانية اناهيتا قزويني زاده، عن فيلمها القصير "الإبرة"، الذي يدور في 21 دقيقة حول شجار بينرجل وزوجته بشأن ثقب اذني ابنتهما. وحصلت قزويني زاده علىموافقة مسؤولي المهرجان بعرض أول فيلم طويل لها في مهرجان كان.
وإلى فرهادي وقزويني زادة، عرض في إحدى التظاهرات السينمائية على هامش المهرجان، المخصصة لأعمال لمخرجين شبان تتنوع بين الأفلام القصيرة والطويلة والأفلام الوثائقية، فيلم المخرج كاوه بختيار "ستوب أوفر"، الذي يروي قصة مهاجرين ايرانيين غير شرعيين في اثينا يجدون أنفسهم في منزل الشاب أمير، وهو مهاجر ايراني ينتظر الحصول على بطاقة إقامة في اليونان، موثقًا العقبات التي تقف دون الهجرة الإيرانية إلى أوروبا.
التعليقات
ليتنا
محمد البحر -ليتنا نرى مخرج سعودي أو خليجي انتقد عدم حرّية الرأي،، أو التزوير في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية أو البلدية في أحد أفلامه لنعرف بعدها كشعوب عربية كيف يُعامَل صحفيونا.. فلكم يؤلمنا نحن الذين نعيش في الخارج أن نشاهد كيف تعطي هذه البلدان الديموقراطية القيمة الكبرى للمخرجين السينمائيين مهما كانت طبيعة الفيلم أو المادة التي يختارونها، ويؤلمنا ونحن نرى القيمة العظيمة التي يمنحونها للكتاب والصحفيين، ويكفي أن الصحفيين البارزين يرفضون حتى القبول بمناصب وزارية لقناعتهم بأن مكانتهم كأصحاب رأي ومفكرين ومؤثرين على الرأي العام أهم من موقع الوزير نفسه، أما نحن العرب فعندما يأتي وفد من الوفود لحضور إحدى المؤتمرات نرى الصحفيين مجرد "شرابة خرج" وحملة طبول ، وببغاوات يرددون ما يريده رئيس الوفد أو مندوب الحكومة، ويتجاهلون عمداً أي حديث عن مباحثات تخص أوضاع بلادهم الداخلية أو حياة رؤسائهم أو غيرها.. وهذا المقال الذي بين أيدينا نراه وكأنه شماتة بإيران ، وكأن عيوب إيران تخصنا اكثر مما تخصنا عيوبنا.. وللحديث بقية..