متاجر حلال في هولندا ودورات تأهيلية في إيرلندا ودليل في الإمارات
مسلمات ينقلن غرف نومهن من كهوف "التابو" إلى طاولات النقاش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بدأت النساء المسلمات في كسر التابو المتعلق بمناقشة موضوع الجنس، عبر نقاشات ودورات في إيرلندا تهدف إلى كسر المحرّمات والتعرف إلى الجسد، كما ألفت كاتبة إماراتية دليلًا جنسيًا للمتزوجين لم يسلم من انتقادات، وقريبًا تصدر روايات جنسية في بريطانيابطلاتها مسلمات.
الجنس هو موضوع يدخل في سياق المحرّمات بالنسبة إلى معظم المسلمين. مع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من النساء المسلمات الشابات بدأن بالحديث والنقاش عمّا يردنه ويبحثن عنه في غرف نومهن.
شلينا جان محمد، مؤلفة كتاب "الحب في الحجاب" تشرح كيف يمكن أن تصبح المرأة المسلمة في العالم الحديث رائدة عندما يتعلق الأمر بفهم الحياة الجنسية.
يدير عبد العزيز أوراغ متجرًا للمسلمين لبيع أدوات وألعاب الجنس على الانترنت، ويقول إنه لا يبيع المنتجات، التي تعزز مشاعر الحب والعلاقة الجنسية بين رجل وامرأة، بل "نبيع المنتجات التي تقدم معنى أعمق إلى الحياة الجنسية، الشهوانية، وحتى الروحانية".
المتعة إضافة إلى الإنجاب
متجر أوراغ في هولندا يعرض على زبائنه منتجات مثل "السيليكون الحسي" و"غسول التألق" وجميع منتجاته حلال. ويقول إن غالبية العملاء من النساء، لأن الرجال غالبًا ما يتبجّحون بقدراتهم وعدم حاجاتهم إلى أية منتجات أو إضافات.
وفقًا للشريعة الإسلامية، تقتصر العلاقة الجنسية بين الطرفين المتزوجين فقط. لكن عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تفترض بها ممارسة هذه العلاقة وكيفية مناقشتها بين الطرفين، فالإسلام نفسه مفتوح تمامًا على نقاش كهذا. الجنس هو بالطبع من أجل الإنجاب، لكنه أيضًا من أجل المتعة.
هناك الكثير من القصص والأحاديث عن اقتراب النساء والرجال من النبي محمد في المسجد، وطلب مشورته ونصائحه حول الحياة الجنسية. إحدى هذه القصص تتحدث عن امرأة جاءت لرؤيته في ليلة زفافها، لتشكو له أن زوجها كان مشغولًا جدًا بالصلاة، ولم يقترب منها. ذهب النبي لرؤية الزوج، معاتبًا إياه على انهماكه، ونصحه بإيلاء المزيد من الاهتمام بعروسه.
هذا الانفتاح بدأ يضيق مع مرور الوقت، فأصبحت النقاشات حول الجنس من المحرّمات. لكن في الآونة الأخيرة بدأنا نشهد تغييرات بطيئة في الاتجاه المعاكس.
دليل جنسي عربي
داد لوتاه، مستشارة العلاقات الزوجية في الإمارات العربية المتحدة، نشرت دليلًا عن الجنس باللغة العربية، يحمل عنوان: "سرّي للغاية: دليل الجنس للمتزوجين"، ويدور حول كيفية تحقيق الألفة الجنسية مع شريك الحياة. وعلى الرغم من أن كتاب لوتاه حصل على مباركة وموافقة مفتي دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها تلقت انتقادات حادة.
حضرت وداد وخطيبها ندوة "ما قبل الزواج"، تقدم النصح والمشورة إلى الأزواج قبل دخولهم هذه المرحلة المهمة في حياتهم، وتقول إن هذه الندوة هي الأولى من نوعها في المملكة المتحدة، وشملت ساعة واحدة عن الجنس. وعلى الرغم من أن الندوة لم تكن جيدة جدًا، إلا أن وداد كانت مسرورة للغاية، لأن "الموضوع أثير، والمحرمات كسرت".
"جيني"، امرأة إيرلندية مسلمة تقيم هذه الندوات، التي تتألف من جزأين، وهي مخصصة للشابات فقط: الأولى عن الزواج، والثانية عن العلاقة الحميمة. وتقول إن ما دفعها إلى هذه الخطوة هو عدم معرفة المسلمات بالكثير عندما يتعلق الأمر بالجنس، "فالرجل يطلب من زوجته أن تفعل كذا أو كذا، وهي لا تعرف أكثر من ذلك".
توعية سريرية
تدرك جيني أن موضوع الندوة غير معتاد، لكن همّها الأساسي هو أن تتلقى الشابات التعليم والثقافة الجنسية، على الرغم من أن هذا يتعارض مع التقاليد. وتقول إنها رفضت الإفصاح عن اسمها بالكامل، لأنها "تعرّض حياتها للخطر". وتشير جيني إلى أن الندوات لا تتحدث عن تعليمات الجنس "الميكانيكية"، بل تهدف فقط إلى توعية النساء المسلمات حول حقوقهن في غرفة النوم.
في الولايات المتحدة الأميركية، كتبت الناشطة المسلمة المثيرة للجدل إسراء نعماني "الوثيقة الإسلامية لحقوق المرأة في غرفة النوم"، التي تهدف إلى "دعم حق المرأة في المتعة".
وتقول نعماني إنها تلقت الكثير من ردود فعل سلبية حول مشروع القانون. لكن عندما قرأت الانتقادات التي تستهدفها أيقنت أن ما يحدث ليس جديدًا على الإسلام، "بل يدل على أن المسلمين ليست لديهم المعرفة في نهج الإسلام في معالجة ونقاش مسألة ممارسة الجنس، ولا يعلمون أن الإسلام كان دائمًا منفتحًا على المتعة الجنسية، وخاصة متعة النساء.
قالت شلينا جان محمد لصحيفة الـ "تليغراف": "حتى الآن، لا يمكن الإنكار أن الحديث عن الحياة الجنسية، خصوصًا كامرأة، أمر صعب، وأنا قلقة حقًا، لكنني سأستمر في الدفع في هذا الاتجاه. هذا الموضوع يحتاج معالجة علناً لكشف التناقضات". وأشارت إلى وجود نقص في الأبحاث حول المستويات الحالية من المعرفة الجنسية بين المسلمين، معتبرة أن السؤال الأصعب والأكثر أهمية هو: ما هو واقع الحياة الجنسية للمسلمات؟.
روايات جنسية للمسلمات
من المتوقع أن تصدر في الفترة المقبلة روايات تتحدث عن الجنس،بطلاتها مسلمات في المملكة المتحدة. وفي العام الماضي، نشرت في الولايات المتحدة مختارات من قصص حقيقية، كتبتها نساء مسلمات، بعنوان (الحب...إن شاء الله)، تضمنت روايات وتجارب بعضها كان صريحًا جدًا، وتتحدث عن الجنس داخل وخارج إطار الزواج.
بطبيعة الحال، واجه هذا الكتاب ردود فعل إيجابية، وكذلك الانتقادات، لكن النقطة الأهم هو أن النساء المسلمات أنفسهن يحاولن فتح النقاش حول الحياة الجنسية، ودورها في تشكيل هويتهن، إلى جانب مخاوفهن وتطلعاتهن. هناك ضغوط هائلة على المسلمات في الدول الغربية، فهذه البلاد لديها طابع جنسي مختلف، حيث ينظر إلى العذرية على أنها شيء "غريب للغاية"، ويعتبر رفض "التحرر الجنسي" تخلفًا.
وبما أن التعاليم الملائمة من حيث السياق ليست متاحة - سواء في البيت أو في المسجد أو في الأوساط الاجتماعية الأخرى - فإن المحرّمات حول الحياة الجنسية تصبح راسخة، مما يؤدي إلى تناقص المعرفة، والمتعة و حتى النظر بسلبية إلى الجنس.
لذلك، وبهدف تعريف المسلمين إلى مبادىء وحقوق الحياة الجنسية، بما يتماشى مع وجهة نظر إسلامية، انطلقت دورات وندوات مشابهة لتلك التي تعقدها "جيني" لمناقشة هذه المسائل علنًا.
يشار إلى أن التدريس التقليدي الإسلامي الشهير عن المتعة الجنسية يقول إنه "عندما خلق الله الرغبة، خلقها في عشرة أجزاء. وقدم تسعة أجزاء إلى النساء، وواحدة فقط إلى الرجال". لذلك لا عجب في أن النساء يتركن الرجال وراءهن عندما يتعلق الأمر بمحاولة فهم حياتهن الجنسية، ويلجأن إلى من مثلهن لمعرفة خباياها ومبادئها.