قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ينفي النظام السوري قصف المعارضين بقنابل الغاز، وكذلك ينفي الروس، لكنّ مراسلاً ومصوراً، تابعين لصحيفة لوموند الفرنسية، شهدا استخدام هذه القنابل في الغوطة الشرقية، ووثقا شهادات أطباء ومصابين.
تستمر الأدلة على استخدام جيش الأسد السلاح الكيميائي في ريف دمشق بالظهور، على الرغم من بيانات النفي الصادرة عن أركان النظام السوري واعوانه، مع اتهامهم قوات المعارضة باستخدام غاز سارين ضد الآمنين. لكن صحيفة لوموند الفرنسية نشرت اليوم الاثنين شهادات موثقة على استعمال الجيش السوري النظامي سلاحًا كيميائيًا ضد مقاتلي المعارضة قرب دمشق، إذ نقلت شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق يؤكدان هذه الواقعة.
فقد قال مراسل لوموند جان فيليب ريمي إنه كان مع زميله شاهدين لأيام متتالية على استعمال متفجرات كيميائية وعلى تداعياتها الصحية على مقاتلي المعارضة في محور جوبر، الحي الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في كانون الثاني (يناير) الماضي.كما شهد المصور لوران فان در ستوك، في 13 نيسان (ابريل) الماضي كيف بدأ المقاتلون يسعلون، ثم يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز من دون تسرع، "لأنهم في الحقيقة تعرضوا لذلك من قبل، وقد جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيأون".
شهادات موثقة ولم يكتفِ الصحافي والمصور بشهادتهما هذه عن جوبر، بل اهتما بجمع شهادات أخرى عن استعمال تلك المواد في محيط واسع حول العاصمة السورية. فقد روى مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره فان در ستوك، وتبثه لوموند على موقعها الالكتروني، إصابتهم بالاعراض التي تسببها تلك المواد، مثل الصعوبة في التنفس والاوجاع في الرأس والتوسع في حدقة العين والتقيؤ. وشهد في الشريط طبيب في مستشفى الفاتح في كفربتنا في منطقة الغوطة على مشارف دمشق، طلب إخفاء هويته: "إذا لم نبادر إلى علاجهم فورًا فسيموتون". واكد اطباء أن عينات سحبت من الضحايا يجري تحليلها حاليًا. وكتب ريمي قائلًا: "تستخدم قنابل الغاز على الجبهات من حين لآخر، تفاديًا لانتشارها بكثافة، وتجنبًا لتشكل أدلة دامغة تدين النظام"، في حين يستمر النظام السوري في نفي تهم استعمال اسلحة كيميائية. وذكر مقال ريمي ايضًا مصدرًا غربيًا حسن الاطلاع، أفاد أن السلطات السورية تلجأ إلى خلط الغازات السامة بالغازات المسيلة للدموع ليصعب التعرف إلى طبيعة المواد عبر إخفاء الاعراض.
أمس واليوم تزامنًا مع تقرير لوموند، أعلن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قوات النظام أفرطت أمس واليوم في استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق في الغوطة الشرقية. وأكدت تغريدات الاتحاد على موقع تويتر توثيق ستة شهداء وعشرات الاصابات بحالات اختناق جراء القصف بالمواد الكيميائية على مدينة حرستا. ورد الاتحاد هذا الافراط إلى عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم يذكر على الرغم من الاشتباكات العنيفة في حرستا، وإلى تكبده خسائر فادحة. وأكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن تأثير الغاز لم يقتصر على حرستا فقط ، إذ تم تسجيل اصابات عديدة في جوبر والقابون والبحارية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وكان إعلام المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن أمس تعرض جوبر للقصف بمواد كيميائية وتسجيل عدد من الاصابات، ووصول تأثيرها إلى أحياء داخل العاصمة كالعباسيين والقصور وشارع بغداد، حيث انتابت المواطنين نوبات من السعال التحسسي الناتج من انتشار مواد كيميائية في الجو. ولوحظ أمس ارتداء عناصر جيش النظام أقنعة واقية في المناطق القريبة من حي جوبر. إلى ذلك، تم تسجيل نحو 40 إصابة بعضها خطرة في البحارية أمس، نتيجة التعرض للغاز. وقد شكت المعارضة من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية اللازمة لمعالجة هذه الاصابات في مناطق وبلدات الغوطة الشرقية.
نفي روسي هذا ودعت الامم المتحدة الاربعاء الماضي دمشق مجددًا لافساح المجال أمام خبرائها للتحقيق في سوريا حول استخدام الاسلحة الكيميائية في المعارك، متحدثة عن مزيد من المعلومات حول هذه المسألة. وفي انتظار موافقة دمشق، يلجأ محققو الامم المتحدة إلى جمع المعلومات المتوافرة خارج سوريا، وخصوصًا عبر الاتصال بأطباء لاجئين إلى البلدان المجاورة. من ناحية اخرى، أكد نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، غياب الدليل القاطع على استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد ما أسماه المجموعات المسلحة. وقال باتروشيف في حديث صحافي الأحد: "تعرب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية مرارًا عن قلقها حيال احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ونحن لا نملك أية دلائل واقعية تشير إلى استعمال القوات الحكومية هذه الأسلحة". أضاف: "نفت الحكومة السورية في كل مرة شكوك الغربيين حول استخدام السلاح الكيميائي خلال العمليات العسكرية، وأعلنت أنها لا تستعمله، في حين أننا لم نسمع من المسلحين التأكيدات نفسها".