بريطانيا وفرنسا تمضيان قدماً بقرارهما دون انتظار مطلع آب
روسيا ماضية بصفقة الصواريخ وأوروبا تتلكأ بتسليح المعارضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعدفشل محاولات الاتحاد الاوروبي بالتوصل إلى اتفاق حول تسليح المعارضة السورية، اتخذت فرنسا وبريطانيا خطوات منفردة بالتسليح منذ أول آب (أغسطس)، في وقت قالت روسيا إنها ستمضي قدما في تسليح سوريا للمساعدة في ردع أي تدخل أجنبي.
عمّان:دفع انهيار محاولات الاتحاد الاوروبي، بالتوصل الى اتفاق على تزويد المعارضة السورية بالسلاح، ببريطانيا وفرنسا إلى اتخاذ خطوة منفردة لتسليحها ابتداء من آب (أغسطس)، واثر ذلك قالت روسيا إنها ستمضي قدما في تسليم سوريا صواريخ متطورة من طراز إس-300 المضادة للطائرات، وإن هذا النوع من الأسلحة سيساعد في ردع أي تدخل أجنبي.
وحققت بريطانيا وفرنسا ما كانتا تريدانه من جلسة تفاوض مطولة في بروكسل يوم الإثنين ولكن ذلك كان على حساب وحدة الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يوم الثلاثاء، إن بريطانيا ليست مضطرة للانتظار حتى الاول من آب (اغسطس) حتى يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مرة اخرى، قبل أن تقرر تسليح مقاتلي المعارضة السورية لكنه أكد أن بلاده لم تتخذ قراراً بهذا الصدد بعد.
وقال لهيئة الاذاعة البريطانية "يجب ان أصحح شيئا مثار قلق، أعرف انه دارت بعض المناقشات حول توقيت الأول من آب (اغسطس)، وهذا ليس الوضع" مضيفا ان بريطانيا "ليست مستبعدة" من تسليح المعارضة قبل تلك المهلة وانها لن تتحرك بمفردها اذا اختارت ان تفعل ذلك.
إنهيار كل العقوبات
وكان من الممكن أن يتسبب رفض لندن وباريس الموافقة على حظر السلاح بانهيار كل العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا، الأمر الذي يسبب إحراجاً للاتحاد ويمنح نصراً للرئيس السوري بشار الأسد. لكن وزراء الاتحاد تمكنوا من تفادي الموضوع بالاتفاق على إبقاء كل العقوبات، ما عدا حظر السلاح على المعارضة.
وتشتمل عقوبات الاتحاد الأوروبي المتبقية على سورياعلى تجميد الأموال وحظر السفر على الأسد، وكبار مسؤولي حكومته وكذلك قيود على التجارة ومشروعات البنية التحتية وقطاع النقل.
وتجادل لندن وباريس منذ أشهر بأنه يجب على أوروبا ان تبعث بإشارة مساندة قوية للمعارضين، الذين يقاتلون الأسد، من خلال الموافقة على إرسال شحنات أسلحة من الاتحاد الأوروبي مع أنهما تقولان إنهما لم تقررا بعد أن ترسلا فعلا أية أسلحة.
وواجهت لندن وباريس معارضة قوية من الحكومات الأخرى في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها النمسا والسويد، التي قالت إن ارسال مزيد من الأسلحة الى المنطقة سيزيد حدة العنف وينشر عدم الاستقرار.
بيان الاتحاد الاوروبي
وقال بيان للاتحاد الأوروبي الثلاثاء إن بريطانيا وفرنسا تعهدتا بعدم تقديم أسلحة إلى المعارضة السورية "في هذه المرحلة". ولكن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قالوا ان هذا التعهد ينقضي فعليا في أول أغسطس آب.
وتسعى بريطانيا وفرنسا الى زيادة نفوذ المعارضة في مباحثات السلام المزمعة التي ترعاها روسيا والولايات المتحدة، والمتوقع عقدها الشهر القادم وذلك بإثارة احتمال أن تقدما أسلحة إلى مقاتلي المعارضة إذا لم تحقق العملية السلمية اي نفراجه.
المعارضة: قرار غير كاف
ومن جهتها، وصفت المعارضة السورية قرار الاتحاد الأوروبي بإنهاء حظر السلاح عليها بأنه "غير كاف ومتأخر".
وقال لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض:" إنها دون شك خطوة إيجابية، لكن نخشى أنها تأخرت ولا تحمل الشيء الكثير".
وقد وافق الاتحاد الأوروبي على إنهاء حظر السلاح على المعارضة السورية، لكن لم يكشف أي من الأعضاء عن نيته في إمداد المعارضة بالسلاح خلال الاشهر المقبلة، مخافة أن يضر بمبادرة تقودها روسيا والولايات المتحدة تسمى جنيف 2.
وأضاف صافي، على هامش اجتماع للمعارضة في اسطنبول التركية، أن الدول الديمقراطية خيبت ظن الشعب السوري، الذي كان يعتقد أنها تهتم بمن يطالب بالديمقراطية".
أما روسيا، التي تساند نظام الرئيس بشار الأسد، فانتقدت قرار الاتحاد الأوروبي بإنهاء حظر السلاح على المعارضة، وقالت إن ذلك "يضر مباشرة" بمساعي عقد مؤتمر عن الأزمة السورية.
ويتوقع أن يعقد مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل، بعدما اتفق وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرغاي لافروف، في شهر مايو (أيار) على جمع طرفي النزاع في مؤتمر يسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة.
صفقة الصواريخ الروسية
الى ذلك، قالت روسيا إنها ستمضي قدما في تسليم سوريا صواريخ متطورة من طراز إس-300 المضادة للطائرات، وإن هذا النوع من الأسلحة سيساعد في ردع أي تدخل أجنبي.
وكانت الصحافة الأميركية نشرت في مطلع مايو (أيار) معلومات من مصادر إسرائيلية مفادها أن تسليم هذه الأنظمة الدفاعية المتطورة وشيك.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء بأن هذه الصواريخ تشكل عامل "استقرار" هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد.
وقال ريابكوف للصحافيين "نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير في سيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات أجنبية".
وأضاف "الأمر يتعلق بتسليم أسلحة دفاعية لحكومة البلاد للدفاع عن البنى التحتية والجيوش".
وأكد ريابكوف أن العقد المتعلق بصواريخ إس-300 وقع "قبل سنوات" مع الحكومة السورية.
تحذير إسرائيلي
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الثلاثاء من أن إسرائيل "تعرف ما ستفعله"، إذا سلمت روسيا أنظمة دفاع جوي إلى سوريا.
وقال يعالون إن "شحن الأسلحة لم يتم وآمل ألا يتم. لكن اذا وصلت الصواريخ إلى سوريا، فسنعرف ما علينا أن نفعله".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن يعالون يلمح بذلك إلى غارات جوية جديدة يمكن أن تشنها إسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إن القصف هدف إلى منع عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله.