أوباما لا يستطيع التدخل فأطلق العنان لتل أبيب في المنطقة
الجيش الإسرائيلي يعلن الاستعداد لحرب فجائية مع سوريا باتت أكثر واقعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية توعدت الأسد إن اعتدى على إسرائيل، بينما أكد آخرون أن وجود الأسد في رأس السلطة السورية ضمان لأمن البلد، أما الفوضى فتهديد مباشر.
عمّان: صعّد قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية في الآونة الاخيرة من تهديداتهم ضد سوريا، في أعقاب إطلاق النار من موقع للجيش السوري باتجاه دورية لقوات الاحتلال الاسرائيلي في هضبة الجولان المحتل عند خط وقف إطلاق النار، ورد الجيش الإسرائيلي على ذلك بإطلاق صاروخين من طراز "تموز" باتجاه الموقع السوري وتدميره.
كما أعلنت دمشق أن قواتها استهدفت سيارة عسكرية إسرائيلية ودمرتها، فيما نفت إسرائيل ذلك، وقالت إن السيارة تضررت بشكل طفيف بعد أن أصابتها عدة عيارات نارية. وبعد ساعات قليلة من ذلك، هدد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، الرئيس السوري، بشار الأسد، بـ "دفع الثمن".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس قوله خلال ندوة عقدها معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب: "إذا قام الأسد بتقويض الأمن في هضبة الجولان فإنه سيدفع الثمن، فهو يشجع العمليات ضد إسرائيل عبر هضبة الجولان، ولن نسمح بأن يتحول مجال هضبة الجولان إلى مجال مريح للأسد".
وقال غانتس إن احتمال نشوب حرب شاملة ضئيل، لكنه لم يستبعد نشوب أحداث متفجرة بقوة محدودة، يكون تأثيرها شبيهًا بتأثير الحرب.
حرب فجائية
لوح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال مؤتمر عقده معهد فيشر للأبحاث الاستراتيجية في مدينة هرتسيليا في أراضي 1948، بمناسبة مرور أربعين عامًا على حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973، بأن الحرب ربما تكون قريبة.
وقال إن الواقع قد ينقلب فجأة، ويجب أن نكون مستعدين له، "وحتى لو أن الأسد يظهر ثقة بالنفس أخيرًا، فإنه ليس ثمة ما يؤكد ذلك على أرض الواقع، ونحن لا نتدخل في الحرب الأهلية السورية، لكن عندما يشكلون خطرًا على مصالحنا، مثلما حدث في حالات نقل أسلحة نوعية إلى جهات معادية مثل حزب الله أو نقل سلاح كيميائي، فذلك خط أحمر، فمهم بالنسبة لنا الحفاظ على الهدوء في الجولان وعلى سيادتنا هناك، وينبغي أن نكون جاهزين لمواجهة أي تطور".
ومن جهته، اشار قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء أمير إيشل، في المؤتمر نفسه،الى الاستعداد لحرب فجائية باتت اليوم أكثر واقعية. أضاف: "يمكن أن تندلع حرب اليوم بشكل مفاجئ وبعدة أشكال، بما في ذلك أحداث فردية تستوجب أن نستخدم كافة أطياف سلاح الجو في غضون ساعات، ففي العام 2013 يمكن الانتصار في الحرب بشكل كبير لكن لم يعد هناك انتصار بالضربة القاضية، والزخات الصاروخية الأخيرة سيطلقونها هم، فالجانب الآخر يركز جهوده من أجل تشويش قدراتنا".
تبرير التهديدات
رأى المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، أن أقوال إيشل تعني أنه توجد خطة عسكرية، مصادق عليها، والجيش يتدرب عليها، "وإذا كان الحديث عن منع وصول الأسلحة السورية إلى جهات أخرى فإن إسرائيل أعدت خطة واسعة، والحديث لا يدور على عملية عسكرية ضد هدف معين، وإنما هذا سيكون هجومًا ضد عشرات الأهداف على طول سوريا وعرضها". وأشار فيشمان إلى أن هذه الرسائل تلقتها سوريا من خلال القنوات المتاحة".
ودعت صحيفة هآرتس القيادة الإسرائيلية إلى التوقف عن استفزاز الأسد، ومنع حدوث تدهور في المنطقة قد يؤدي إلى حرب إقليمية. وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر الخميس الماضي إن التوتر بين إسرائيل وسوريا تصاعد في الأسابيع الأخيرة لكنه لم يصل بعد إلى حد الانفجار، وبشار الأسد ليس مهتماً بفتح جبهة جديدة.
الكلب الاسرائيلي
اعتبر المحلل العسكري في موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، رون بن يشاي، أن السبب المباشر للتهديدات الإسرائيلية هو أن الأسد لا يقرأ الوضع بشكل صحيح، وأخطأ في تقدير نوايا إسرائيل، "والمسؤولون المقربون من الأسد لا يقولون له الحقيقة كلها، ولا يطلعونه على كافة الحقائق حول ما يجري في بلاده، ويجعلونه بذلك يصدق أن لديه حرية في العمل وقدرة على البقاء أكبر مما هي في الواقع، ونتيجة لذلك اكتسب الأسد ثقة بالنفس، وهو مستعد لشد الحبل مع إسرائيل أكثر من الماضي".
أضاف: "قررت إسرائيل التدخل في الحرب الأهلية، لأن الولايات المتحدة طلبت منها ذلك، فالرئيس باراك أوباما لا يستطيع العمل في سوريا لأسباب سياسية داخلية، ولذلك فإنه أطلق العنان للكلب الإسرائيلي الشرس ضد الأسد، وستحصل إسرائيل على المقابل في السياق الإيراني".
الأسد واليهود
قال اللواء في الاحتياط عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب حاليًا: "الأسد هو لاعب مركزي في محور إيران - حزب الله، والسلاح الذي قتل جنودنا في حرب لبنان الثانية وصل إلى حزب الله عن طريق الأسد، وقد تم صنع بعضه في سوريا وبعضه الآخر وصل عن طريق سوريا، وهذا من دون أن نتحدث بعد عن ترسانة أسلحته التي تشمل منظومة صاروخية تغطي دولة إسرائيل كلها، ولذلك فإن كسر هذا الحلف هو مصلحة إسرائيلية".
وعبّر اللواء في الاحتياط أوري ساغي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، عن موقف مناقض لموقف يادلين. وقال: "في بداية الأزمة السورية، اعتبر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، وبينهم يادلين، أن الأسد سيسقط لا محالة".
أضاف: "قلت في حينها إن هذه توقعات متسرعة، لأنه طالما أن الأسد يسيطر على الجيش وأجهزة الاستخبارات ومعاقل الحكم، وطالما أن النخب السنية لا تعارضه فإنه سيبقى، وادعيت أيضًا أن حقيقة أنه يتمتع بدعم روسي وصيني وإيراني ستصعب كثيرًا على المتمردين أن يسقطوه، وهذا ما يحدث اليوم فعلًا".
واعتبر ساغي أن بقاء الأسد في الحكم يخدم مصلحة إسرائيل. وأضاف: "ليست إسرائيل من تثير قلق حاكم سوريا، وما هو جيد لإسرائيل هو وجود عنوان واضح في الجانب الآخر، والفوضى خلف الحدود لا تخدم المصلحة الإسرائيلية".