تحضيرات لعقد اجتماع للقادة السياسيين حول الأزمة
الأمم المتحدة تحذر من انزلاق العراق للمجهول وتدعو قادته لوقف المذابح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما صحا العراقيون اليوم على آثار التدمير لأكثر من 15 تفجيرًا ضربت مدينتهم بسيارات مفخخة وتفجيرات ناسفة وهم يستعدون لتشييع ضحاياهم الذين وصل عددهم إلى 80 شخصًا، حذرت الأمم المتحدة من انزلاق البلاد إلى مصير مجهول ودعت قادته لحوار يوقف المذابح، فيما انتقد الصدر تقصير الحكومة وسط مطالبات بتعيين الوزراء الأمنيين لوقف التدهور الأمني.
لندن: ندد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، بعبارات شديدة اللهجة بموجة التفجيرات التي وقعت في عدة مناطق تجارية في بغداد أمس وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين الأبرياء.
وقال كوبلر في تصريح صحافي مكتوب وزع على الصحافة على خلفية التفجيرات التي ضربت بغداد مساء أمس، وأدت إلى مقتل واصابة اكثر من 320 عراقيًا "مرة أخرى، أحث جميع الزعماء العراقيين على القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين، فمسؤولية وقف سفك الدماء ووقف المذابح تقع على عاتقهم".
وأضاف "أن من مسؤولية السياسيين التحرك فوراً وبدء حوار يهدف إلى إخراج الأزمة السياسية من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، وألا يجعلوا خلافاتهم السياسية فرصة يستغلها الإرهابيون". وشدد كوبلر بالقول "سنواصل تذكير الزعماء العراقيين بأن البلاد ستنزلق نحو مرحلة مجهولة ومحفوفة بالمخاطر إذا لم يتخذوا إجراءات فورية".
انتقادات لتقصير الحكومة ودعوات لتعيين الوزراء الأمنيين
وجاءت تحذيرات الأمم المتحدة هذه وسط دعوات لمسؤولين عراقيين بمحاسبة قادة الاجهزة الأمنية المقصرين ومثولهم امام البرلمان لاستجوابهم حول استمرار العنف الذي يذهب ضحيته العشرات من المواطنين يومياً.
فقد اكد زعيم القائمة العراقية اياد علاوي وجود خرق واضح للوضع الأمني، مشيرًا إلى أنّ السلطات المختصة لم تجد شرحًا لهذه الخروقات المتكررة. وقال علاوي في تعليق على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء إن "التفجيرات الأخيرة ضحت بنحو 320 مواطناً بين شهيد وجريح، وذلك في خرق واضح للوضع الأمني دون أن تجد السلطات المختصة شرحًا لهذه الخروقات المتكررة".
ومن جهته، انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صمت الحكومة امام توالي الهجمات من دون وضع حد للتدهور الأمني، وقال في بيان: "تبين لنا جليًا وبلا أدنى شك أن الارهاب ذو نفوذ وسيطرة في عراقنا الحبيب، لذا فإنهم بين الحين والحين يصعدون من تفجيراتهم، والكل يكتفي بالاستنكار بل وصل الأمر أنهم نسوا حتى الاستنكار وصار الصمت هو الملجأ".
وأضاف الصدر أن "الشعب ابتعد عن اللجوء إلى الله وفي الوقت نفسهبلا حكومة تحميه وبات في مواجهة الارهاب بلا معونة من أحد"، داعياً الشعب إلى "نزع الحقد من القلوب ونزع فتيل الحقد الطائفي والرجوع إلى الله والاتجاه إلى الدعاء والتسبيح والطاعة وإلى القيادات الدينية كل بحسب عقيدته، وإلى المساجد والقرآن وأهل البيت".
وقال "اما ما يخص الحكومة فعليها محاسبة وطرد الأشخاص المنخرطين في السلك الأمني بلا حق أو لأجل السلطة والشهرة من دون اخلاص أو غيرة".. مشددًا على ضرورة أن تقوم الحكومة بـ"تقوية الجهد الاستخباري والمخابراتي بالطرق الصحيحة والعمل الجدي من أجل نزع فتيل الاحتقان الطائفي لا كما وصلنا بأن السيد رئيس الحكومة يريد اعلان بدء الحرب الطائفية في العراق".
ودعا الصدر الشعب والحكومة في الختام قائلاً: "هذا آخر نداء مني إلى الشعب من جهة، وإلى الحكومة من جهة أخرى". ومن جهتها، طالبت النائبة عن القائمة العراقية ندى الجبوري بالاسراع بتعيين وزراء للوزارات الأمنية للسيطرة على الوضع الأمني الخطير الذي تشهده البلاد.
وقالت الجبوري في بيان صحافي إن "الخروقات الأمنية التي تشهدها البلاد يوميًا، والتي تحصد ارواح المواطنين الابرياء دون أي ذنب يذكر موضوع في غاية الخطورة ويحتاج إلى وقفة جادة من الجميع لوقف نزيف الدم العراقي". وأضافت أن "خلو الوزارات الأمنية من وزرائها هو احد اسباب تردي الوضع الأمني ووصوله إلى هذا المستوى المرعب والمؤلم"، داعية إلى "الاسراع بتعيين وزراء للوزارات الأمنية للسيطرة على هذا التدهور الأمني الخطير الذي تشهده البلاد".
تحضيرات لاجتماع للقادة السياسيين دعا له الحكيم
و اعلن النائب عبد الحسين عبطان عن ائتلاف كتلة المواطن بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم أن جميع الكتل السياسية ابدت موافقتها وتجاوبها الكبير مع مبادرة الحكيم لعقد اجتماع للقادة السياسيين واعلنت استعدادها للمشاركة.
وقال عبطان إن العمل يتم حاليًا لبحث جدول أعمال الجلسة الاولى التي ستكون في نهاية هذا الاسبوع أو الاسبوع المقبل، مبينًا أن المبادرة ليست اجتماعًا واحدًا انما سلسلة اجتماعات. واكد في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية (نينا) أن نجاح المبادرة يتوقف على تعاون الكتل السياسية والتجاوب مع الطروحات التي تتم في الاجتماعات، وبالتالي تكون هناك نتائج ترضي الجميع ونذهب إلى الهدوء واستقرار البلد.
وكان الحكيم دعا الاسبوع الماضي جميع الاطراف السياسية والوقفين الشيعي والسني واقليم كردستان وجميع القوى السياسية إلى عقد اجتماع رمزي لطمأنة الشعب العراقي بالوقوف بوجه الإرهاب وإصدار ميثاق شرف وطني ضد الإرهاب والطائفية وضد من يعتاش على سفك الدماء داعيًا مؤسسات الدولة إلى تحمل مسؤولياتها وعقد اجتماعات للبرلمان والحكومة ومجلس الوزراء والتعاون والتشاور والتواصل لوضع رؤية في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تواجه الشعب.
وقد سقط أكثر من 80 قتيلاً وأصيب العشرات في التفجيرات التي تشير إلى تدهور العنف الطائفي في العراق ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرات لكنّ مقاتلي جماعة دولة العراق الإسلامية المنتمية الى تنظيم القاعدة كثفوا الهجمات منذ بداية العام الحالي وكثيرًا ما استهدفوا أحياء الشيعة. وتصاعدت التوترات الطائفية لأعلى مستوى منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية عام 2011 كما أن الصراع في سوريا يسبب توترًا في التوازن الطائفي الهش بالعراق.
وتقول إحصاءات الأمم المتحدة إن ما يزيد عن 700 شخص قتلوا في حوادث عنف في العراق الشهر الماضي وهو أعلى عدد من القتلى في شهر واحد منذ ما يقرب من خمس سنوات، فيما تجاوز عدد القتلى خلال الشهر الحالي 300 شخص حتى الآن.