أخبار

جليلي استهل الموضوع من زاوية تعزيز الصناعة

"الآيس كريم" بطلة الانتخابات في إيران... والفضل يعود إلى خامنئي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كل الأمور المتصلة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتبطة بقرار المرشد الأعلى علي خامنئي، فهو حتى يحدد المواضيع التي يجوز طرحها في الدعاية الانتخابية والتي لا يجوز. ولهذا ما وجد المتنافسون إلا تصنيع عيدان الآيس كريم موضوعًا للنقاش.

لندن: أصبحت صناعة الآيس كريم الايرانية بصورة مفاجئة قضية ساخنة في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، مع اقتراب الحملات الدعائية للمرشحين من ذروتها، تحت مراقبة الملالي المحافظين والقيود المفروضة على الاعلام.

ولجأ المرشحون الثمانية، الذين يتنافسون على خلافة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد في 14 حزيران (يونيو)، إلى التلفزيون لإيصال برامجهم إلى الناخبين. لكن الحدود الصارمة التي رسمها المرشد الأعلى علي خامنئي للمواضيع المسموح بمناقشتها، دفعت المرشحين إلى تناول قضايا غير متوقعة لكسب الأصوات.

واستخدم كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، الذي يتقدم على سائر المرشحين الآخرين، الوقت المخصص له على التلفزيون من اجل المطالبة بتطوير الصناعة المحلية في مواجهة العقوبات الدولية، التي قصمت ظهر الاقتصاد الايراني. وتعهد جليلي إنهاء اعتماد ايران على عيدان الآيس كريم المستوردة، في اطار حملة أوسع لتشجيع المنتج الوطني.

واعلن جليلي أن المانيا، التي تشارك في العقوبات ضد ايران، تصدّر ما قيمته 39 مليون دولار من عيدان الآيس كريم إلى ايران، ثم تفرض قيودًا مصرفية على المدفوعات الإيرانية. اضاف: "تصوروا كم فرصة عمل نستطيع أن نوفرها في قرانا بانتاج عيدان الآيس كريم بأنفسنا". ولاحظ مراقبون أن دفاع جليلي عن الصناعة الوطنية لانتاج عيدان الآيس كريم يسلط الضوء على الطبيعة السوريالية للحملة الانتخابية الايرانية.

مقص الرقيب

وكان نحو 700 مرشح سجلوا في وزارة الداخلية لخوض الانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المرشد الأعلى اختصر القائمة النهائية إلى ثمانية فقط.

واصدر خامنئي عدة تحذيرات صريحة بأن يحترم المرشحون الخطوط الحمراء التي فرضها على السجالات الانتخابية، وفي مقدمها منع الخروج عن موقف ايران الرسمي بشأن برنامج طهران النووي، وهو ملف يتولاه خامنئي شخصيًا. ومن الممنوعات الأخرى التطرق إلى دعم ايران المالي والعسكري لنظام بشار الأسد في سوريا.

واكتشف المرشحون الذين تجرأوا على تناول قضايا حساسة أن الرقيب قطع هذا الجزء من أحاديثهم الانتخابية على التلفزيون. وكان الأشد تضررًا بمقص الرقيب المرشح محمد رضا عارف، وهو واحد من مرشحين اثنين محسوبين على معسكر المعتدلين ما زالا في السباق، إذ كان لديه 45 دقيقة مخصصة لدعايته الانتخابية على التلفزيون، لكن الرقيب اختزلها إلى 15 دقيقة لأنه اشاد بالرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني (78 عامًا)، الذي استبعده مجلس صيانة الدستور.

وجرى تبرير ما تعرض له وقت المرشح عارف من اختصار بحدوث خلل فني، كما افادت صحيفة تايمز في تقريرها عن الانتخابات الايرانية. والتزم المرشحون الآخرون بالسيناريو الذي أُعد لهم، وامتنع من كانوا معروفين بدعوتهم إلى مد جسور مع الغرب عن العودة ثانية إلى هذا الموضوع أمام الرأي العام.

إهانة للإيرانيين

اصبح وضع الاقتصاد الايراني القضية الرئيسة في الانتخابات. فالمرشحون يشعرون بالأمان وهم يسترسلون في انتقاد سجل احمدي نجاد، لكنهم يلاقون صعوبة في طرح برنامج مختلف عن السياسات السابقة.

وإزاء اصرار المرشد الأعلى على أن الصناعة الايرانية في ازدهار، تعين على المرشحين الآخرين أن يرددوا لغة مماثلة. وروى المرشح محسن رضائي، القائد السابق في الحرس الثوري الايراني خلال الوقت المخصص لدعايته الانتخابية على التلفزيون، أنه التقى اثناء الحملة الانتخابية رجلًا فقد ثلاثة من ابنائه في الحرب مع العراق، وابناؤه الخمسة الباقون كلهم خريجون عاطلون عن العمل. لكن الرقيب حذف هذا المقطع من دعايته الانتخابية عبر التلفزيون.

في غضون ذلك، نحا معارضون ذوو انتماءات مختلفة خلافاتهم جانبًا، واتفقوا على ادانة الانتخابات بوصفها مسرحية، مشيرين إلى أن استبعاد هذا العدد الكبير من المرشحين يبين عدم شرعيتها.
وعقد معارضون في الخارج، بينهم جمهوريون ويساريون وملكيون وناشطون في حركة المعارضة الخضراء، مؤتمرًا في ستوكهولم استمرت اعماله يومين بمبادرة من ائتلاف "موحدون من اجل الديمقراطية" في ايران.

واصدر المؤتمر في ختام اعماله بيانًا وصف فيه الانتخابات بأنها إهانة للايرانيين، وانتهاك لحقوقهم في انتخابات حرة. واضاف البيان: "إن سياسات الجمهورية الاسلامية في الداخل والخارج سببت ازمات عديدة، وأوقعت وطننا في موقف محفوف حقًا بالمخاطر، وفي هذه الظروف يُجري النظام في طهران انتخابات لا تمت بصلة إلى الانتخابات الحرة والنزيهة وفق المعايير الدولية".

ديمقراطية مزيفة

على الرغم من اختلاف القوى المنضوية في ائتلاف "موحدون من اجل الديمقراطية" في ايران، وحتى تناقض رؤاها لمستقبل ايران، فانها تتفق على أن الانتخابات الحرة هي المخرج الوحيد من الأزمة السياسية والاقتصادية الحالية في ايران.

وقال الائتلاف إن السياسة الخارجية المغامرة للنظام، التي ضحّت بمصالح ايران الوطنية على مذبح الآراء المتخلفة والأنانية لفئة قليلة، "وضعت بلدنا في عزلة لا سابق لها، وعرضته لعقوبات قاصمة، وهددت أمن الأمة".

وحضرت مؤتمر المعارضة شخصيات معروفة، بينها القانوني مهرنغيز كار، والدبلوماسي السابق حسين علي زادة، ومحسن سازيقارا احد مؤسسي الحرس الثوري الايراني الذي انشق عن النظام ويقيم الآن في الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة غارديان عن سازيقارا قوله: "إن الديمقراطية الحقيقية وحدها يمكن أن تنقذ ايران، ومن هنا ضرورة تسليط الضوء على الديمقراطية المزيفة التي يمارسها النظام". ويعترف قادة الائتلاف بأن نفوذهم محدود في الداخل، منوهين في الوقت نفسه بنجاح الائتلاف في جمع فصائل ومعارضين كانوا يرفضون العمل معًا في السابق.

لكن المؤتمر اثار حفيظة النظام، حتى أن صحيفة كيهان المحافظة، التي يُعين مدير تحريرها بقرار من المرشد الأعلى نفسه، وصفت تشديد المؤتمر على اجراء انتخابات حرة بأنه ذريعة هدفها التمهيد لتدخل عسكري في ايران. وقال نادي الصحافيين الشباب الذي يرتبط بالتلفزيون الرسمي إن الائتلاف مجموعة من الارهابيين.

وعُقد مؤتمر ستوكهولم في مبنى البرلمان السويدي، بدعوة من الحزب الديمقراطي. وتحدث في المؤتمر عضو البرلمان فريدريك مالم، الذي استبعد حدوث تغيير في ايران عن طريق صناديق الاقتراع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف