مسؤولون امنيون يؤكدون مقتل المسؤول الثاني في طالبان الباكستانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام آباد: اكد مسؤولون امنيون باكستانيون ان المسؤول الثاني في طالبان الباكستانية والي الرحمن قتل الاربعاء في غارة لطائرة اميركية من دون طيار في شمال غرب باكستان.
وقال المسؤولون لفرانس برس ان المسؤول الثاني في طالبان الباكستانية والي الرحمن قتل في وزيرستان الشمالية بصاروخ اطلقته طائرة من دون طيار. ووزيرستان الشمالية هي احدى المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الافغانية.
واستهدف المسؤول الثاني في حركة طالبان الباكستانية والي الرحمن الاربعاء في اول غارة تشنها طائرة اميركية بدون طيار منذ مراجعة واشنطن لاستراتيجية مكافحة الارهاب، مما ادى الى سقوط ستة قتلى في احد معاقل المتمردين في شمال غرب باكستان بحسب مسؤولين.
ولا يزال مصير المسؤول الثاني في حركة طالبان باكستان المتحالفة مع تنظيم القاعدة والمجموعة المسلحة الرئيسة، التي تخوض حربا مكشوفة ضد الحكم في اسلام اباد، غير واضح بحسب مصادر امنية عدة تشير الى انه قتل، لكن بدون ان يكون بوسعها تأكيد ذلك بشكل لا يدعو الى الشك.
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية لوكالة فرانس، برس طالبا عدم كشف هويته، "ان عمليات بحث ميدانية تجري حاليا للتأكد من مقتله اونجاته" من قصف الطائرة بدون طيار، الذي وقع في قرية شاشما القريبة من ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية.
ووزيرستان هي منطقة قبلية تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال غرب باكستان على حدود افغانستان وتستخدم معقلًَا للمتمردين الطالبان من افغان وباكستانيين، وكذلك لمجموعات اخرى مرتبطة بالقاعدة، وتستهدف بشكل شبه منتظم بقصف الطائرات الاميركية بدون طيار.
وتتهم واشنطن والي الرحمن القائد النافذ في حركة طالبان الباكستاني منذ تشكيل هذه المجموعة المسلحة بانه كان احد المنفذين الرئيسيين للهجوم على قاعدة شابمان في خوست بافغانستان، الذي اسفر عن مقتل سبعة عناصر من سي آي ايه، وكانت اكبر حصيلة لهجوم دام على اجهزة الاستخبارات الاميركة منذ حرب لبنان في 1983.
وتقدم الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تساعد على القاء القبض على والي الرحمن الذي كان المتحدث باسم حركة طالبان باكستان في بداياته. وأخيرا اشارت شائعات الى خلاف بين هذا القائد وحكيم الله محسود المسؤول الاول في طالبان باكستان، قبل ان يظهر الرجلان جنبا الى جنب في شريط فيديو.
وقد اعلن مسؤولون باكستانيون مرات عدة في ما مضى موت حكيم الله محسود، لكنه ظهر حيا منذ ذلك الحين في اشرطة فيديو.وردا على سؤال فرانس برس حول مصير والي الرحمن قال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستاني احسان الله احسان "ليست لدينا معلومات في هذا الخصوص، وعندما نحصل (على معلومات) سنبلغكم بها".
وقتل ستة اشخاص على الاقل في قصف الطائرة بدون طيار، بينهم مساعد لوالي الرحمن، كما قالت مصادر امنية وعسكرية باكستانية لفرانس برس. وهذه الغارة هي الاولى منذ خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الاسبوع الماضي، الذي اعلن فيه اطارا جديدا لاستخدام الطائرات بدون طيار، خصوصًا لجهة استهداف معاقل الجهاديين في اليمن والمناطق القبلية في شمال غرب باكستان.
ووقع اوباما في الاسبوع الماضي مذكرة تتعلق بتحديد ضربات الطائرات بدون طيار في الخارج، مؤكدا بشكل خاص انه يتوجب على واشنطن ان "تتاكد بشكل شبه تام" بانه لن يجرح او يقتل اي مدني في عمليات القصف، وان تكون اهدافها تمثل "خطرا وشيكا" بالنسبة للولايات المتحدة.
وقصف الطائرة بدون طيار هذا هو ايضا الاول منذ الانتخابات التشريعية في 11 ايار/مايو في باكستان، التي فازت بها رابطة مسلمي باكستان بزعامة نواز شريف الذي سيتسلم رئاسة الحكومة.
وكان نواز شريف الذي سيتولى مهامه رسميا في مطلع حزيران/يونيو صرح أخيرا انه يريد تعزيز العلاقات الصعبة لبلاده مع الولايات المتحدة، لكنه حذرها في الوقت نفسه لضرورة ان تاخذ في الاعتبار قلق باكستان ازاء هذه الغارات. وتحدث ايضا عن مفاوضات محتملة مع طالبان بدون ان يكون شديد الوضوح في هذا الخصوص.
وتعتبر باكستان الغارات التي تقوم بها الطائرات الاميركية بدون طيار بانها استراتيجية "لها مفعول عكسي" وانتهاكا لسيادتها الوطنية بالرغم من الضوء الاخضر الرسمي او الضمني الذي اعطته اسلام اباد في الماضي لبعض عمليات القصف هذه في المناطق القبلية.
واشار معهد "بورو اوف انفستيغيتف جورناليزم" في بريطانيا ان هذه الغارات اودت بحياة 2587 شخصا من بينهم اكثر من 800 مدني، منذ العام 2004 في باكستان.