أخبار

"الجنة الليبية" تحولت الى خطر محدق في شمال النيجر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كان سكان شمال النيجر يعتبرون ليبيا بمثابة "الجنة" في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، لكنهم يرون فيها اليوم أحد مصادر الإرهاب، خاصة بعد أن شهدت النيجر تفجيرات يُعتقد أن منفذيها قدموا من ليبيا.اغاديز: تحولت ليبيا التي كانوا يعتبرونها في عهد معمر القذافي "جنة"، الى "خطر" محدق بالنسبة لسكان شمال النيجر المصدومين على اثر الاعتداءين الانتحاريين اللذين قالت نيامي إن منفذيهما قدما من جنوب ليبيا.وقال ايلياسو سائق دراجة أجرة لوكالة فرانس برس في اغاديز إن "ليبيا لم تعد البلد الذي كان يطعمنا بل تحولت الى خطر محدق بسلامنا". واسفر اعتداء استهدف معسكرًا في كبرى مدن شمال النيجر عند مشارف الصحراء، في 23 ايار/مايو عن سقوط عشرين قتيلاً معظمهم من الجنود فيما اسفر اعتداء ثانٍ متزامن عن مقتل عامل نيجري في موقع استخراج اليورانيوم لمجموعة اريفا الفرنسية في ارليت (200 كلم شمال).ويعبّر الجميع في شوارع اغاديز الحمراء في تلك المقاهي التي يتناول فيها الناس الشاي متجاذبين اطراف الحديث، وفي الاسواق وقرب الجامع الكبير، عن تخوفاتهم من ليبيا التي كما قال الرئيس النيجري محمد يوسف جاء منها المهاجمون. وتساءل الحسيني العباس الاستاذ في مدرسة ثانوية "كيف تحولت بلاد كانت كريمة وهادئة الى وحش؟".وقال مدير اذاعة صحراء اف.ام المحلية ابراهيم منزو إن "انهيار نظام القذافي أتى لنا بكل هذه المتاعب". ومثله يعتبر العديد من سكان اغاديز من انصار "الزعيم" الليبي معمر القذافي الذي قتل في تشرين الاول/اكتوبر 2011 في نزاع مع الثوار دام ثمانية اشهر.وفي عهد القذافي الذي كان في آن واحد مزود شمال النيجر بالمال وعراب الطوارق الذين كان معقلهم في اغاديز، خلال تسعينيات القرن الماضية وسنوات الالفين، كان الآلاف من النيجريين يرحلون للبحث عن عمل في ليبيا من حيث يرسلون المال الى عائلتهم التي بقيت في البلاد. وقد طرد أسياد طرابلس الجدد العديد منهم، عندما طردت ليبيا نحو 1500 مهاجر غير قانوني من غرب أفريقيا بينهم العديد من النيجريين، وصلوا نهاية الاسبوع الى اغاديز، ويهوم بعضهم في المدينة في انتظار محاولة عبور الحدود الليبية مجددًا.وقال الشرطي المتقاعد عبدو إن "ليبيا قبل أن تصبح معقل ارهابيين كانت مصدر قوتنا".لكن السلطات الليبية الجديدة تبدو عاجزة تماًما عن بسط نفوذها على اراضيها الشاسعة رغم أنها نفت هذا الاسبوع أن تكون تحولت الى "معقل ارهابي" منذ أن طردت الجماعات الاسلامية المسلحة من شمال مالي اثر التدخل العسكري الفرنسي الأفريقي. وقال ريسا غا بولا الزعيم الطرقي السابق الذي اصبح اليوم مستشار الرئيس النيجري إن "جنوب ليبيا حيث تسود الفوضى اصبح معقلاً للارهابيين المطاردين في مالي".واكد محمد اجيدار العضو في اللجنة الرسمية لمكافحة انتشار الاسلحة الخفيفة "بعد أن زرعوا الفوضى في ماليحيث طردوا، لجأ الارهابيون الى جنوب ليبيا".واعرب محمد اناكو رئيس مجلس اغاديز الاقليمي ومن قدماء محاربي المتمردين الطوارق خلال التسعينيات عن قلقه لأن "في ليبيا كل قبيلة لديها اسلحة والارهابيون يغتنمون تلك الفرصة" مؤكدًا "أننا قد نتعرض لهجمات ارهابية في اي وقت". ودعا سلطان ابراهيم الحاج عمرو وهو اكبر شخصية اسلامية في اغاديز "دولة (النيجر) الى حراسة حدودها جيدًا" لأن جنوب ليبيا تحول الى "خطر حقيقي".ودعا محمد اجيدار الى "الاهتمام سريعاً بتلك المنطقة الليبية قبل ان يفوت الاوان" والا فإن "سيناريو مالي قد يحصل في شمال النيجر".وحذر السائق محمد ماها من أنه "بشيء من المال يمكن أن يشتري الارهابيون شركاء في المنطقة للقيام بأعمالهم المشينة". ووجه رئيس مجلس اغاديز الاقليمي "نداء" الى حلف شمال الاطلسي الذي تدخل في ليبيا في 2011 والمجتمع الدولي الى "المساعدة على استقرار ليبيا".ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة الى نيامي الثلاثاء الى "عمل مشترك" مع طرابلس وجيرانها ضد "المجموعات الارهابية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف