أخبار

احتدام أزمة مياه النيل بعد تحويل مجرى النيل الأزرق

مصر تتهم إسرائيل بدعم إثيوبيا في بناء سد النهضة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تبني إثيوبيا سد النهضة على النيل الأزرق، ما سيحرم مصر والسودان كمية كبيرة من المياه. وقد وجه مسؤولون مصريون إصبع الاتهام إلى إسرائيل بمساندة إثيوبيا في مشروعها هذا، كراهية بنظام الاخوان الحاكم في مصر.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: احتدمت أزمة مياه النيل بين مصر ودول المنبع، ولاسيما إثيوبيا، بعد تحويل مجرى النيل الأزرق والبدء في بناء سد النهضة، الذي تقول مصر والسودان إنه سيؤثر في حصتهما من المياه.

وبينما طالب بعض الساسة الرئيس محمد مرسي والقوات المسلحة بتوجيه ضربات عسكرية للسد، اتهم آخرون إسرائيل ودولًا خليجية، منها الإمارات وقطر والسعودية والكويت، بتشجيع إثيوبيا على بناء السد مكايدة في مصر، على حد قولهم. ووفقًا للدكتور محمد إدريس، الخبير في الشؤون الأفريقية وحوض النيل، تحويل مجرى نهر النيل اثبات قاطع على أن إثيوبيا ماضية في انشاء سد النهضة بالفعل، مشيرًا إلى أنها قطعت شوطًا في مجال الدراسات والتنفيذ، بغض النظر عما ستتوصل له اللجنة الثلاثية المشكلة من مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة آثار السد على تلك الدول.

وأضاف إدريس لـ"إيلاف" أن الأزمة ليست في هذا السد فقط، "بل تتمثل في أن اثيوبيا تعتزم انشاء أربعة سدود كبرى على حوض نهر النيل الأزرق، لأنه أكثر الأحواض المائية الإثيوبية التي تجري فيها المياه، ويمثل حوالي 75 في المئة مما يصلنا من اثيوبيا من المياه".

وحول ما يقال عن دعم خليجي لسد النهضة، قال إدريس: "ثمة مؤشرات قوية على هذا الدعم، فالإمارات اشترت 200 ألف فدان من إثيوبيا، واشترت السعودية والكويت مئات الآلاف من الأفدنة، وكل هذه التعاقدات التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات تعطي مؤشرات قوية على الدعم الخليجي فى مناطق حوض نهر النيل، وهذا هو الظاهر فقط، وما خفي كان أعظم".

وكشف أن الكارثة الحقيقية تتمثل في أن اسرائيل ستكون مسؤولة عن ادارة مشروع الكهرباء في سد النهضة الإثيوبي، وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف واضح من الحكومة المصرية، متهمًا إياها بإتخاذ مواقف تتسم بالميوعة وعدم الحسم، في إشارة إلى بيان رئاسة الجمهورية، الذي قالت فيه إن تحويل مجرى نهر النيل لن يكون له أي تأثير في حصة مصر من المياه.

ورفض إدريس تحميل مرسي أو نظام حكم الإخوان المسؤولية عن بناء سد النهضة، مشيرًا إلى وجود تربص تاريخي بمصر. أضاف: "هناك تواطؤ دولي يساند اثيوبيا في أن تكون هي صاحبة الرؤية المهيمنة في محيطها، وهي تعتبر المخلب الأميركي في شرق أفريقيا، كما أعلن نائب الرئيس الإثيوبي منذ عدة أيام أن سد النهضة سيكون فتحة خير على كل أفريقيا".

أهداف إسرائيل

قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الدور الاسرائيلي ظهر بوضوح أخيرًا، في ما يتعلق بملف مياه النيل، من خلال توقيع اتفاقيتين إحداهما مع جنوب السودان منذ شهرين تقريبًا، والاتفاقية الثانية مع أثيوبيا وتتعلق بتوزيع الكهرباء التي سيتم انتاجها من سد النهضة. أضاف رسلان لـ"إيلاف" أن اسرائيل بدأت انشاء خط لنقل الكهرباء إلى كينيا، وخط آخر إلى جنوب السودان, موضحًا أن عقود توزيع الكهرباء توضح أن اسرائيل جزء أساسي من عمليات وسياسات التشغيل بسد النهضة.

أوضح رسلان أن إسرائيل تسعى من خلال تحركاتها فى دول حوض النيل لتحقيق هدفين رئيسيين، مشيرًا إلى أن الهدف الأول يتمثل في محاصرة مصر بمشاكلها الداخلية والخارجية, أما الهدف فهو الحصول على كميات من مياه النيل عبر سيناء، وهو ما يجعل اسرائيل تدفع دول المنبع لتعقيد أزمة المياه حتى تستطيع عن طريق الضغوط المستمرة على مصر التوصل لاتفاق ما بشراء تلك الكميات التي تحتاجها من المياه، خصوصًا أن بعض دول حوض النيل طالبت بحقها فى بيع جزء من حصتها، التي لا تستخدمها من مياه النيل لمن يحتاجها.

أمن مصر القومي مهدد

طالب الدكتور عصام أمين، أمين عام حزب مصر الثورة، مؤسسة الرئاسة والحكومة بعرض الحقائق امام الرأي العام وتقديم شكوى دولية أمام الامم المتحدة، معتبرًا أن سد النهضة يمثل خطرًا على الامن القومي لمصر.

وحذر أمين من أن هذا السد يؤدي الى حرمان مصر من الحصة الاكبر من المياه، التي قد تصل إلى 25 مليار متر مكعب خلال العام الأول من بناء السد، مشيرًا إلى أن النيل الازرق هو الرافد الرئيسي للمياه التي تحصل عليها مصر من منابع النيل.

كما حذر، في تصريح أرسله إلى "إيلاف"، من المعلومات التي رددها بعض الجيولوجيين خلال الفترة الماضية من تعرض السد لخطر الانهيار، بسبب سقوط المياه من ارتفاع يزيد عن ألفي متر إلى مستوى 600 متر، وفي حالة حدوث الانهيار فإنه يهدد بحدوث موجة تسونامي تتسبب في غرق مدن كاملة، مثل أسوان والخرطوم، وربما يؤدي أيضًا إلى انهيار السد العالي.

وإتهم أمين إسرائيل بالتدخل في إثيوبيا، بما يهدد بشكل مباشر الأمن القومي المصري، منوهًا بأن مياه النيل هي قضية أمن قومي لا ينبغي أن تخضع للتجاذبات السياسية بين الحكومة والمعارضة، وأن على جميع الأطراف السياسية التعامل بكامل الحرص في هذه القضية حفاظًا على المصلحة العليا للبلاد.

وإتهم الشيخ حازم ابو اسماعيل إسرائيل بالوقوف وراء بناء السد، كيدًا في مصر، وقال في تصريحات تلفزيونية: "إسرائيل هي الضلع الأساسي وراء بناء سد النهضة، فقد أبرمت إتفاقية مع إثيوبيا على أن تمدها بكل الإمكانيات اللازمة للبناء، وفي النهاية ستجني إسرائيل أكبر قدر من المكاسب".

خسارة مائية

توقع الدكتور عباس شراقي، مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية في أفريقيا في جامعة القاهرة، أن تفقد مصر والسودان كمية المياه التي تعادل سعة التخزين الميت لسد النهضة، والتي تتراوح من 5 إلى 25 مليار متر مكعب، بحسب حجم الخزان.

وأوضح شراقي في دراسة له أن سد النهضة سيخزن 67 مليار متر مكعب. ولفت إلى أن تكلفة إنشاء سد النهضة تبلغ نحو 4,8 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 8 مليارات دولار، للتغلب على المشاكل الجيولوجية التي ستواجه المشروع.

وأشار شراقي إلى أن فكرة السد لم تبدأ في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، بل بدأت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما بدأ في إنشاء السد العالي. وقال: "توجهت إثيوبيا إلى أميركا بطلب تمويل بناء سد مماثل للسد العالي في العام 1957، ولكن لم يتم البدء فيه إلا في العام 2010، بعد أن تقدمت العديد من الدول والمؤسسات المانحة لتمويل بناء السد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف