أخبار

الهجمات الاخيرة تضع المنظمات الدولية في افغانستان في خط المواجهة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: بعد تعرض منظمتين انسانيتين لهجمات خلال اقل من اسبوع في افغانستان، تجد هذه المنظمات نفسها امام مرحلة جديدة وخطيرة في التمرد الذي تشنه حركة طالبان منذ 12 عاما، بات كل شيء فيها مسموحا.وبعد استهداف اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهجرة الدولية من قبل مسلحين وانتحاريين اصبح من الواضح ان اي منظمة لم تعد بامان. واقرت منظمة الهجرة بانها لا تزال "تستغرب" سبب استهداف مجمعها في كابول من قبل مقاتلين من طالبان يوم الجمعة الماضي، مما ادى الى تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن استمر لساعات وتخللته انفجارات.وتعتبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي استهدفت مكاتبها في جلال اباد الاربعاء من اكثر المنظمات التي تحظى بالاحترام بين الافغان فهي معروفة بحيادها وبعلاقاتها الجيدة مع كل الاطراف، بمن فيهم طالبان. وصرح نجيب تجلي مساعد مدير وكالة تنسيق الاغاثة الى افغانستان لوكالة فرانس برس "انه تحذير الى كل المنظمات الدولية هنا".واضاف تجلي "هذه المنظمات الانسانية ليس لديها اي روابط سياسية او حكومية او عسكرية وهناك حاجة ماسة لها، ولذلك يجب ان تعامل باحترام. والهجمات الاخيرة لا يمكن فهمها وهي تثير الصدمة فعلا". واعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم على منظمة الهجرة الدولية الذي راح ضحيته اربعة عسكريية وشرطي واثنان من المدنيين، وقالت ان الهدف كان نزلا للضيوف ادعت ان عناصر من الاستخبارات الاميركية والافغانية كانوا يستخدمونه.الا ان اي مجموعة لم تعلن مسؤوليتها بعد عن الهجوم على الصليب الاحمر الذي قتل فيه حارس وعسكريان. وفي كلا الهجومين، بدا وكان الهدف الاول للمهاجمين هو قتل العاملين الاجانب، مع ان موظفا واحدا فقط في منظمة الهجرة الدولية اصيب بجروح خطيرة في الهجوم. وفي مجمع منظمة الهجرة الدولية، اختبا عشرة اجانب طيلة ساعتين داخل غرفة محصنة بينما حاول المتمردون الوصول اليهم لقتلهم قبل ان تتمكن القوات الافغانية الخاصة من انقاذهم. وصرحت كايت كلارك من شبكة "افغانستان اناليستس نتوورك" ان "الهجوم على اللجنة الدولية للصليب الاحمر يثير القلق بشكل خاص لان سمعتها جيدة جدا هنا".وتابعت كلارك "ليسوا اي منظمة انسانية عادية. ومن وجهة نظر افغانية، لقد عايشوا كل اوجه الحرب الاهلية في كابول في اواسط تسعينات القرن الماضي بينما غادر قسم كبير من المنظمات الاخرى". واضافت "انهم معروفون بحيادهم".وكانت حركة طالبان اشادت العام الماضي بالعمل الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الاحمر خصوصا في ما يتعلق باعادة الجثث الى كل اطراف النزاع والوصول الى الموقوفين واعادة تاهيل الاشخاص الذين بترت اطرافهم في النزاع بالاضافة الى تامين الرعاية الطبية في حالات الطوارئ. واعتبرت كلارك ان "من المصلحة الشخصية لطالبان ان تترك الصليب الاحمر وشانه".ومضت تقول "الصليب الاحمر منظمة معروفة بانها اخر من يغادر، واذا لم تعد امنة وبات التعرض لها مباحا، فمن سيشعر بالامان الان؟". وطيلة السنوات ال25 التي مضت على عمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في افغانستان، لم تتعرض لاي هجوم، مع ان مهندسا سويسريا قتل بايدي طالبان في 2003. ويثير تهديد المتمردين الاسلاميين بانهم يريدون القضاء على اي وجود دولي في البلاد مخاوف ازاء المستقبل، بينما تستعد قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة للرحيل في العام المقبل. وافغانستان بحاجة الى مساعدات واستثمارات اجنبية كبيرة لتطوير نظام النقل والطاقة والتعليم والرعاية الطبية، كما ان الاقتصاد سيظل يعتمد على التمويل الخارجي لعدة سنوات بعد. وسيؤدي انسحاب المنظمات الانسانية في الوقت نفسه مع قوات الحلف الاطلسي الى تزايد المخاطر بانهيار الاقتصاد وعودة التطرف وانعدام الاستقرار على غرار الوضع خلال حكم حركة طالبان. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس تعليق انشطتها فقط في جلال اباد واغلاق مكتبها فيها، الا ان المنظمات الاخرى اعلنت استمرار نشاطاتها كالمعتاد مع اعادة النظر في التدابير الامنية. وسبق ان واجهت منظمات الاغاثة عراقيل في السابق فقد قتل عشرة عاملين اجانب من بينهم ستة اميركيين في ولاية بداخستان في العام 2010. وقال محلل لدى شركة "بلغريمز" الامنية التي تعد من ضمن زبائنها منظمات غير حكومية عاملة في افغانستان "نحن بحاجة لمرور مزيد من الوقت من اجل تقييم ما اذا كانت الهجمات الاخيرة تشكل تغييرا في المعطيات". وتابع المحلل ان "كل المنظمات الدولية تواجه نوعا من التهديدات منذ 2001 ومن شان هذه الهجمات ان تسلط الضوء على ذلك". واضاف "طبعا هناك فائدة دعائية كبرى من استهداف منظمات الاغاثة لجعل الدول التي تساهم في عديد القوات المسلحة (للحلف الاطلسي) تصرف النظر عن المشاركة". وختم المحلل بالقول "لكن طرد القوات الاجنبية من افغانستان ليس هدفا جديدا بالطبع". اما الحكومة الافغانية فلا تعتبر ان استهداف المنظمات الانسانية يرتدي اهمية كبرى خصوصا وان المتمردين يتعرضون للجنود والمسؤولين والمدنيين بشكل يومي. وصرح شفيق الله طاهري المتحدث باسم وكالة الاستخبارات الوطنية الخميس "المتمردون ليس لديهم هدف محدد. كل ما يريدونه هو اثارة الرعب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف