أخبار

عجز الحكومة وخلافات السياسيين وراء الانهيارات الأمنية

عراقيون: مخابرات تركيا وقطر تخطط للتفجير وأدوات عراقية تنفذ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اجتاحت العراق موجة من التفجيرات أخيرًا أرعبت الناس، فاتهم عراقيون مخابرات تركيا وقطر بالتخطيط لها، وأدوات عراقية بتنفيذها، مستفيدين من عجز الحكومة عن ضبط الأمن وتأمين الاستقرار.

بغداد: يحتار العراقيون في ما يجري لهم من قتل يومي مستمر، مؤكدين انهم ما عادوا يعرفون عدوهم من صديقهم، مشيرين إلى انهم يجهلون حقيقة من يقف وراء هذه الاستهدافات التي تزهق أرواحهم، وتضطرهم اما إلى البقاء في بيوتهم او إلى التفكير في مغادرة البلد.

وتجدد الانفجارات التي تهز العاصمة العراقية بغداد منذ اسابيع تساؤلات العراقيين حول من يقتلهم، لا سيما أن الانفجارات لا تميز بين مكان وآخر، ولا بين اشخاص من طائفة معينة او غيرهم من طائفة اخرى، لكنهم يعتقدون أن هناك دولا لا تريد للعراق الاستقرار والخير، مشيرين إلى أن مخابرات دولية هي التي تقف وراء الانفجارات لإثارة فتنة طائفية وتقسيم البلد.

استغراب شعبي

ابدى مصطفى شاهين، الموظف في وزارة التجارة، استغرابه مما يحدث، لأن احدًا لم يكشف عن قتلة الشعب الحقيقيين. قال: "صرنا لا نعرف عدونا من صديقنا، فكل مناطق بغداد تتعرض للتفجيرات، وكل ابناء العراق مستهدفون، سواء بالاسلحة الكاتمة او العبوات الناسفة او السيارات الملغومة، لا نعرف اين نهرب، ويبدو أن رحى الحرب ستطحننا جميعًا وليس لنا منها نجاة".

اضاف: "لا ادري من ألوم على ما يجري، ولا اعتقد أن القوات الامنية مقصرة، بل تحتمل فوق طاقتها، لكن يبدو أن هناك اسرارًا في العملية كلها، ووحدهم السياسيون يعرفون من يقوم بها، لكنهم خائفون مثلنا على ارواحهم".

اما أميرة جعفر، الموظفة في وزارة الثقافة، فأكدت انها تبحث عن فرصة للهرب من العراق. قالت: "أرى أن مخابرات دولية تلعب بالبلد وبنا من اجل مصالحها الذاتية، واشك في تركيا فهي اكثر دولة حاليًا تكره العراق، وسمعت انها احتضنت مؤتمرًا لتدمير العملية السياسية واعادة العراق للخلافة العثمانية".

وأعرب المعلم سمير الفتلاوي عن اسفه أن يكون العراق ضعيفا إلى درجة أن يتلاعب به الاخرون. قال: "عدونا نعرفه جيدا، من ايران إلى تركيا إلى دول الخليج، ما عدا عمان، إلى الاردن واميركا واسرائيل، والكثير من دول العالم التي تكره أن يرفع العراق رأسه، وعدونا خارجي لكن الادوات عراقية وهذا هو المرعب والمؤلم".

تركيا وقطر

بالنسبة إلى النائب عبد الاله النائلي، أسباب التظاهرات واضحة، فهي لم تطالب بخدمات وإصلاحات وانما طالبت باسقاط العملية السياسية والدستور، "وهذا ما تريده تركيا وقطر، اللتان تدعمان المعارضة السورية لاسقاط نظام بشار الاسد، ورأيتم كيف دمرت سوريا، فالتيار السلفي الذي يحاول السيطرة على سوريا هو نفسه الذي يقتل العراقيين بالتفجيرات والمفخخات، مرة في منطقة شيعية وأخرى سنية لخلق الفتنة الطائفية والاقتتال المجتمعي، وبالتالي العمل على اسقاط سوريا والعراق معًا، لكن ارادة العراقيين اقوى من شرهم وكفرهم".

واتهمت مستشارية المجتمع المدني العراقي المستقل المخابرات التركية بأنها راعية اثارة الفتنة في العراق. وقال المستشار ابو مباهل العراقي إن المخابرات التركية ترعى وتنفذ مخططًا تخريبيًا لاثارة الفتنة الطائفية في العراق وتعطيل دوره الاقليمي في حل المشكلة السورية وتدمير العلاقات العراقية العربية المرتقبة، عبر تحريك مثلث الاجرام البعثي التكفيري الطائفي وتجنيد عملائها في الداخل للتشويش على الشعب والدولة، حتى تضرب كل العصافير بحجر واحد.

وأشار إلى أن القتل الذي طال ابناء الشعب امس وقبله واليوم شمل كل طوائف الشعب العراقي في مدينة الصدر والكاظمية والاسكان والشعب وحي اور والطالبية والشعلة، من السنة والشيعة، "ونحن متأكدون من أن المخابرات التركية وراءه، تخترق بعض التنظيمات المسلحة الشيعية والسنية وتحركها وفق المصالح التركية التي تريد التخفيف من الضغط الحكومي العسكري على معسكرات القاعدة في الرمادي، وتريد زج الشعب العراقي بحرب طائفية حتى تنفذ مخططها في كركوك، وسيتم تنفيذ مخطط تهجير السنة من بغداد الذي اقر قبل اربعة أيام في مؤتمر اصدقاء العراق في تركيا، لإدخال الامم المتحدة في ملف انساني، ظاهره الحق وباطنه الباطل".

عجز الحكومة

وأشار الكاتب والاعلامي محمد الشمري إلى أن عجز الحكومة هو من يقف وراء هذه التفجيرات، "ولا ارى غير ذلك، ولا ارى علاقة واضحة بين تركيا وزيارة وزير خارجية سورية للعراق، او ما يقال عن معركة صحراء الانبار وبين هذه التفجيرات، التي هي امتداد واضح لحفلات القتل الجماعي السابقة التي جلست فيها الحكومة بمقعد المتفرجين، اما معركة الصحراء فهي مجرد رد فعل وهمي لأننا نعلم أن لا قواعد عسكرية لتنظيم القاعدة، وبالتالي أن ترسل جيشًا تقليديًا لمحاربة الاشباح قضية تثير الضحك والشفقة".

اضاف: "مقاتلون سنة يقفون وراء التفجيرات بالتأكيد، من القاعدة او من غيرها، وهدفها إظهار الحكومة بمظهر العاجز والمتفرج على ما يجري، ولا يمكن اتهام الموساد والمخابرات التركية لان هذه اعمال بدائية لا تتورط بها اجهزة مخابرات محترفة، هذه صناعة محلية وبصمات التنظيمات الجهادية السنية واضحة فيها، وقد يدخل البعثيون فيها بصفة المشجع والممول لانهم بالنهاية احسن من يستغل نتائجها سياسيًا".

المسؤول المجهول

بحسب الكاتب السياسي علي رستم، لا أحد في الحكومة والبرلمان يستطيع أن يعرف من يدير القتل في العراق، والملفات في ادارة سياسات المنطقة عادت من جديد إلى التثوير الشيوعي الذي تريده موسكو ومارسته السياسة الاميركية لتغيير الجغرافية السياسية في المنطقة، "وكان على الحكومة العراقية أن تعلن من هي الاطراف التي تدير خلافها معها، فالملف السوري ارتبط في تشابهه مع الخلاف الطائفي في العراق، وتركيا تغديه لتأكيد هوية الخلاف الطائفي".

من جهته، رأى الكاتب جمال المظفر أن مخابرات عالمية تقف وراء هذه التفجيرات. وقال: "وراء هذه التفجيرات اكثر من جهة مخابراتية تعمل في العراق، دولية واقليمية، واعتقد أن اتهام دول بعينها هو توزيع للفشل مثلما كانوا ينسبون كل شيء للبعثيين والقاعدة، فهذه التفجيرات تنم عن عمليات منظمة وتدل على وقوف جهات مخابراتية وراءها، كالموساد والمخابرات الاميركية والبريطانية والخليجية والالمانية والروسية، هناك أكثر من جهة تعمل في العراق وتحت بوابة الشركات الاستثمارية او غيرها من المسميات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف