عمّان... قد تكون مقر انطلاق المفاوضات المباشرة قريباً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ينتظر الفلسطينيون والاسرائيليون وكذلك الأردنيون، ما سمي بـ "خارطة طريق" يعد لها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يقوم بجولات متواصلة في المنطقة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ 3 أعوام.
عمّان: لا تزال الأطراف المعنية بالمفاوضات المباشرة للسلام وهم الفلسطينيون والإسرائيليون ومعهم الأردنيون، بانتظار ما كان تم تسريبه في وقت سابق عن وجود "خارطة طريق" يعدّ لها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وأعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بعد لقائه في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد ان وزير الخارجية الأميركي سيزور الأردن خلال بضعة ايام.
كما لا يعرف ما إذا كانت العاصمة الأردنية عمّان ستكون مقر هذه المفاوضات حيث يعوّل على رعاية أردنية - أميركية فاعلة، وكانت معلومات تواترت قبل أشهر عن احتمال إطلاق هذه المفاوضات في الثلث الأخير من آذار (مارس) الماضي.
ولا يعرف بعد ما إذا كانت زيارة كيري المقبلة سيرافقها الإعلان عن تفاصيل "خارطة الطريق" وإطلاق المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ ثلاث سنوات.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"إيلاف" "الخطة لا تزال حتى الآن في مرحلة الإعداد، والاتصالات مستمرة مع كل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والأوروبية وروسيا وكل الأطراف الدولية المعنية بالسلام والاستقرار في منطقتنا".
وعًلم أن كيري سيقوم بجولات مكثفة واتصالات واسعة على صعيد عالمي وعربي للوصول إلى صيغة لخطته، وكان قد بدأ منذ اربعة أشهر زيارات مكوكية لتحريك مفاوضات السلام المجمدة منذ 2010، كان اخرها في 23 و24 ايار (مايو) إلى القدس ورام الله.
وتوجهت كبيرة المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني إلى واشنطن الاحد حيث تلقي كلمة أمام المنتدى العالمي للجنة اليهودية الأميركية، ومن المقرر ان يلقي كيري كذلك كلمة أمام المؤتمر، في حين أفادت وسائل الاعلام انه سيجري مباحثات مع ليفني.
زخم دبلوماسي
وإلى ذلك، قال جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الأحد: " تشهد هذه الفترة جهداً وزخماً دبلوماسياً اميركياً، يقوده وزير الخارجية الاميركي جون كيري".
وأضاف جودة أن وزير الخارجية الأميركي "سيزور الأردن للمرة الرابعة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشيرا إلى "اتصالات دائمة يجريها المسؤولين الاردنيين مع الادارة الاميركية"، من دون أن يذكر ان كان كيري سيتوجه كذلك إلى رام الله والقدس.
وقال جودة إنه نقل رسالة من الملك عبد الله ابن الحسين إلى الرئيس محمود عباس، مضيفاً أن زيارته تأتي "في إطار الجهد الدبلوماسي المكثف الذي يبذله الملك عبد الله مع كل العواصم المؤثرة في العالم لابراز محورية القضية الفلسطينية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال المؤتمر الصحافي ان "هناك تطابقا كاملا في المواقف بين القيادتين الفلسطينية والاردنية في كافة القضايا التي تهم البلدين".
واكد المالكي على الجهود الاميركية التي تبذل لاحياء المفاوضات، وقال "لذلك لا بد من مثل هذا التشاور المستمر لتعزيز الموقف الفلسطيني وايضا لتعزيز المساندة الاردنية وهذه الزيارة تأتي ضمن هذا الاطار".
اتصالات شبه يومية
وهنا يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي تحادث الخميس الماضي هاتفيا مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، ليعرب عن قلقه إزاء مشروع اسرائيل لبناء أكثر من الف منزل في حي استيطاني في القدس الشرقية المحتلة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن كيري اتصل بعباس صباح الجمعة والسبت.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان كيري "يتصل بالرئيس عباس بصورة شبه يومية، ولقد عقد معنا حتى الان 11 اجتماعا خلال شهرين". وأضاف لاذاعة صوت فلسطين، أنه اجرى آخر اتصالين خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة.
ولكن عريقات، قال إن كيري لم يقدم "حتى الآن اية مبادرة، لا يزال في مرحلة التباحث معنا ومع الاسرائيليين"، واتهم عريقات كيري قائلاً إنه "يستعد كذلك لاتهامنا بافشال المفاوضات من خلال طلبه منا العودة من دون شروط".
واضاف "عندما نطالب بتجميد الاستيطان واطلاق سراح الاسرى، فهذه ليست شروطا فلسطينية، وانما التزامات على اسرائيل تنفيذها اذا كانت حقا ترغب في استئناف المفاوضات".
محادثات ناجحة... فاشلة
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي كان صرح خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة بأن محادثاته المكوكية مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين، بشأن إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين كانت "بنّاءة جدًا"، لكنه لم يخفِ شكوكه من استئناف وشيك للمفاوضات المباشرة بين الطرفين.
وشارك كيري في المؤتمر الاقتصادي العالمي في الأردن، الذي التقى على هامشه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الإسرائيلي شمعون بيريز.
على أن تقارير أخرى أشارت إلى أن كيري لم يحرز اي نجاح خلال شهرين من اللقاءات، في إحراز أي تقدم سوى إحياء مبادرة السلام العربية، التي يعود تاريخها إلى عام 2002 بدعم من قطر، بينما يواصل الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني تبادل الاتهامات حول العوائق التي تحول دون استئناف محادثات السلام.
وخلال تصريحاته للصحافيين في الزيارة الاخيرة حثّ كيري الجانبين على الامتناع عن اتخاذ أية تصرفات استفزازية "تعيدنا إلى الوراء"، وقال إنهما يجب أن يركّزا بدلا من ذلك على التقدم نحو محادثات السلام.
وكان كيري قال بعد محادثات منفصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، "وصلنا إلى وقت يحتاج فيه الزعماء إلى اتخاذ قرارات صعبة".