أخبار

العنف الأسري في غزة يبدأ بجريمة وينتهي بسلسلة من جرائم الثأر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعيش الغزيون حالة من الخوف بسبب تكرار حوادث العنف الأسري،وغياب الوازع الديني وتفكك الروابط الاجتماعية. وكان الشهر الحالي شهد عشرين حالة قتل منها المتعمد ومنها الناجم عن ظواهر انتحار مختلفة.

غزة: رحلت المواطنة نوال قديح على يد حماتها وابنتها، ورحل الإعلامي معتز أبو صفية وعمه المحامي بيد أشقائهم، ولم تشفع سنوات العمل الطويلة للحاج أمين شراب فدفع حياته على يد أحد السارقين. حوادث قتلٍ متنوعة شهدتها غزة في الآونة الأخيرة، والجميع يطالب بأخذ القصاص من الجناة الذين نفذوا حوادث القتل عن سابق إصرار وترصد. عبرت الحكومة في غزة، على لسان الناطق باسمها أيوب أبو شعر، عن أسفها لجرائم القتل، وقال: "حالات عديدة شهدتها غزة، منها القتل المتعمد ومنها حالات الانتحار، وهذه الجرائم جنائية، وتم القبض على بعض الجناة، فيما نبحث بشكل متواصل عن قاتل مواطن يعمل في الصرافة بإحدى محافظات غزة". أضاف: "بالرغم من حالات القتل المؤسفة التي شهدتها غزة خلال هذا الشهر، إلا أن حالة الأمن والأمانما زالت مستقرة، وسنقتص من كل جناة بحسب القانون، بعيدًا عن حالات الثأر التي قد تتحول إلى جرائم موسعة ويذهب ضحيتها الأبرياء". وأكد أن تلك الجرائم حالات فردية، وليست ظاهرة نهائيًا، ومع ذلك لن نتهاون في تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة عن المحاكم، لتحقيق الردع العام، لا سيما بعد مقتل صرّاف في خان يونس". حوادث مؤسفة يعتبر المواطن علاء قديح أن جرائم القتل ليست جديدة على الشارع الغزي، "فثقافة القتل منتشرة منذ القدم، لكن الجديد أن هذه الظاهرة قد انتشرت بطريقة أثارت خوفنا، ما جعلنا نعيش أجواء الترقب بعد مقتل قريبتنا نوال قديح على يد حماتها وابنتها، فقد استيقظنا على جرائم مروعة قام بها أشخاص غاب عن ثقافتهم الوازع الديني، ذهبت من قلوبهم الرحمة، فقتلوا المغدورة نوال قديح الحامل في الشهر السابع من دون سبب واضح". اضاف: "مهما كان هناك أمن وأمان في غزة، فهذه الجرائم بدأت تثير القلق، وأصبحنا نخشى على أنفسنا من دائرة العنف الأسري التي تمتد إلى حالات ثأر غاضبة". العنف الأسري في غزة ناتج من غياب الرقابة الأسرية، ما يُعطي المجال أمام الضعفاء ليرتكبوا العديد من الجرائم من دون محاسبة حقيقية من قبل الداخلية في غزة. ويختم قديح قائلًا: "يجب أن تمتد يد القانون إلى الجميع، فلا تقف عند حدود العائلات الكبيرة فيتجمد القصاص". قانون بلا تنفيذ يخشى مواطنو غزة أن يصير القتل شيئًا عاديًا، يتعامل به الناس وكأنه روتين يومي في حياتهم. تقول المواطنة الفلسطينية ابتسام: "عشنا أيامًا طويلة من الخوف، فأصبحنا نلازم بيوتنا بسبب المشاكل التي تفشت بيننا وبين عائلة أخرى، ما أوقع قتيلًا شابًا، وانتشرت هذه الجرائم لأننا ابتعدنا عن ديننا الإسلامي الذي يحرم القتل بكل أشكاله، كما غابت عنّا ثقافة الحب، وأصبح كل إنسان يريد أن يتخلص من مشاكله يفتعل المشاكل، ومن ثم تتحول القضية إلى تهجير للعائلات ومطالبة بالقصاص والقانون غائب عن التنفيذ". تضيف: "العنف ضد المرأة موضوع قديم حديث، ولا يمكن أن نربطه فقط بمدينة معينة من العالم، وغزة كحال أي مدينة متعددة الثقافات، وبالتالي العنف الذي تشهده المدينة ليس جديدًا، لكنه يزرع الخوف في داخلنا كنساء أكثر من غيرنا". الحلقة الأضعف يعلق الدكتور فضل أبو هين على هذه الجرائم قائلًا إن غياب الوازع الديني هو السبب الرئيسي لأية جريمة يشهدها أي مجتمع، فإذا ما توفرت أسباب وأدوات الجريمة، وغاب الخوف من القتل سيقوم القاتل بالجريمة. يضيف: "ما يجب أن نؤكده هنا أن جرائم القتل في غزة ليست منظمة، ولا يُنظر إليها على أنها جرائم منظمة، وإنما هي عشوائية تأتي من باب السرقة، والمشاجرات العائلية وكذلك العنف الأسري، وضحايا هذا العنف غالبًا ما يكونون من كبار السن ومن النساء، وهنّ مستهدفات لأنهن الحلقة الضعيفة في المجتمع الغزي". وتابع: "القانون موجود ولا يحتاج إلا للتطبيق، وهذا التطبيق لا يأتي كلامًا إنما يجب أن يكون على أرض الواقع بتنفيذ أحكام الإعدام في من تدينه المحكمة". أما عن ازدياد حالات الانتحار فيقول: "ما يمكن أن نسميه قتلًا للنفس هي حالات انتحار يخطط صاحبها للموت، وتكون النتائج إما الموت أو الإصابة بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي تلحق بالشاب المنتحر، وأبرز الأسباب غياب الدين والوضع الاقتصادي المتردي". ومن الجدير بالذكر أن الشهر الحالي قد شهد حالات قتل غريبة أربكت الساحة الغزية، فيما أجمعت شرائح المجتمع على أن هذه الجرائم إن مرت من دون قصاص فإنها ستهيّئ المجتمع لجرائم قادمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الصبر على المعصية
متابع -

أضعف الصبر : الصبر لله . وهو صبر العامة . وفوقه : الصبر بالله . وهو صبر المريدين . وفوقه : الصبر على الله . وهو صبر السالكين . صبر العامة لله . أي رجاء ثوابه ، وخوف عقابه . وصبر المريدين بالله . أي بقوة الله ومعونته . فهم لا يرون لأنفسهم صبرا ، ولا قوة لهم عليه . بل حالهم التحقق ب " لا حول ولا قوة إلا بالله " علما ومعرفة وحالا . وفوقهما : الصبر على الله . أي على أحكامه . إذ صاحبه يشهد المتصرف فيه . فهو يصبر على أحكامه الجارية عليه ، جالبة عليه ما جلبت من محبوب ومكروه . فهذه درجة صبر السالكين . والصواب : أن الصبر لله فوق الصبر بالله ، وأعلى درجة منه وأجل . فإن الصبر لله متعلق بإلهيته . والصبر به : متعلق بربوبيته . وما تعلق بإلهيته أكمل وأعلى مما تعلق بربوبيته . ولأن الصبر له : عبادة . والصبر به استعانة . والعبادة غاية . والاستعانة وسيلة . والغاية مرادة لنفسها ، والوسيلة مرادة لغيرها . ولأن الصبر به مشترك بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر . فكل من شهد الحقيقة الكونية صبر به . وأما الصبر له : فمنزلة الرسل والأنبياء والصديقين ، وأصحاب مشهد إياك نعبد وإياك نستعين . ولأن الصبر له : صبر فيما هو حق له ، محبوب له مرضي له . والصبر به : قد يكون في ذلك وقد يكون فيما هو مسخوط له . وقد يكون في مكروه أو مباح ، فأين هذا من هذا ؟ وأما تسمية الصبر على أحكامه صبرا عليه . فلا مشاحة في العبارة بعد معرفة المعنى . فهذا هو الصبر على أقداره . صبر يوسف عليه السلام صبر اختيار وإيثار ومحبة . والصبر على أحكامه الكونية : صبر ضرورة . صبر نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام ، على ما نالهم في الله باختيارهم وفعلهم ، ومقاومتهم قومهم : أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسببا عن فعله . وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح . وصبر أبيه إبراهيم عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف . الصبر لله أكمل من الصبر بالله . والصبر على طاعته والصبر على معصيته أكمل من الصبر على قضائه وقدره . والله المستعان . وعليه التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله . الصبر بالله أقوى من الصبر لله . فإن ما كان بالله كان بحوله وقوته . وما كان به لم يقاومه شيء . ولم يقم له شيء . وهو صبر أرباب الأحوال والتأثير . والصبر لله صبر أهل العبادة والزهد . ولهذا هم - مع إخلاصهم

الصبر على المعصية
متابع -

أضعف الصبر : الصبر لله . وهو صبر العامة . وفوقه : الصبر بالله . وهو صبر المريدين . وفوقه : الصبر على الله . وهو صبر السالكين . صبر العامة لله . أي رجاء ثوابه ، وخوف عقابه . وصبر المريدين بالله . أي بقوة الله ومعونته . فهم لا يرون لأنفسهم صبرا ، ولا قوة لهم عليه . بل حالهم التحقق ب " لا حول ولا قوة إلا بالله " علما ومعرفة وحالا . وفوقهما : الصبر على الله . أي على أحكامه . إذ صاحبه يشهد المتصرف فيه . فهو يصبر على أحكامه الجارية عليه ، جالبة عليه ما جلبت من محبوب ومكروه . فهذه درجة صبر السالكين . والصواب : أن الصبر لله فوق الصبر بالله ، وأعلى درجة منه وأجل . فإن الصبر لله متعلق بإلهيته . والصبر به : متعلق بربوبيته . وما تعلق بإلهيته أكمل وأعلى مما تعلق بربوبيته . ولأن الصبر له : عبادة . والصبر به استعانة . والعبادة غاية . والاستعانة وسيلة . والغاية مرادة لنفسها ، والوسيلة مرادة لغيرها . ولأن الصبر به مشترك بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر . فكل من شهد الحقيقة الكونية صبر به . وأما الصبر له : فمنزلة الرسل والأنبياء والصديقين ، وأصحاب مشهد إياك نعبد وإياك نستعين . ولأن الصبر له : صبر فيما هو حق له ، محبوب له مرضي له . والصبر به : قد يكون في ذلك وقد يكون فيما هو مسخوط له . وقد يكون في مكروه أو مباح ، فأين هذا من هذا ؟ وأما تسمية الصبر على أحكامه صبرا عليه . فلا مشاحة في العبارة بعد معرفة المعنى . فهذا هو الصبر على أقداره . صبر يوسف عليه السلام صبر اختيار وإيثار ومحبة . والصبر على أحكامه الكونية : صبر ضرورة . صبر نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام ، على ما نالهم في الله باختيارهم وفعلهم ، ومقاومتهم قومهم : أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسببا عن فعله . وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح . وصبر أبيه إبراهيم عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف . الصبر لله أكمل من الصبر بالله . والصبر على طاعته والصبر على معصيته أكمل من الصبر على قضائه وقدره . والله المستعان . وعليه التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله . الصبر بالله أقوى من الصبر لله . فإن ما كان بالله كان بحوله وقوته . وما كان به لم يقاومه شيء . ولم يقم له شيء . وهو صبر أرباب الأحوال والتأثير . والصبر لله صبر أهل العبادة والزهد . ولهذا هم - مع إخلاصهم