أخبار

العراق بلد ثري يحكمه طائفيون... لا يستحقّ دعمًا

إستياء جزائري من قرار الحكومة شطب ديون ضخمة لـ14 دولة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر معارضون في الجزائر قرار حكومتهم شطب ديون عدد من الدول العربية والأفريقية، متسرعًا وفي غير محلّه ويمثل تفريطًا في أموال الشعب. ويعتبر معارضو القرار أنّ بلدًا مثل العراق لا يحتاج أموال الجزائريين.

ياسين بودهان من الحزائر: اعلان الحكومة الجزائرية شطب ديون مجموعة من الدول الأفريقية والعربية، خلّف استنكارًا لدى كثيرين ممن اعتبروا هذا القرار في غير محله واتخذ بشكل احادي، ودون استشارة البرلمان أو الطبقة السياسية.

وتساءلت بعض الأوساط عن الفائدة التي تجنيها الجزائر من هذا القرار، في حين استغرب آخرون شطب ديون بعض الدول التي تعتبر غنية على غرار العراق.

ديون مستحقة

قرار شطب الديون تم على فترات منذ العام 2008، إذ تم اعفاء نحو 14 دولة الأقل نموًا داخل "الاتحاد الأفريقي" من دفع ديونها المستحقة على الجزائر.

الديون التي تم شطبها تقارب المليار دولار ( 902 مليون دولار )، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني إن "القرار يمس كل من البينين وبوركينافاسو والكونغو واثيوبيا، وغينيا بساو، وموريتانيا ومالي وموزمبيق والنيجر وساوتومي وبرانسيبي، السنغال والسيشل وتنزانيا".

ومؤخرًا، اتخذت الحكومة الجزائرية قرارًا مشابهًا بمسح ديون كل من العراق واليمن، تصل قيمتها الى نحو 500 مليون دولار.

غضب من القرار

القرار الجزائري خلف ردود فعل غاضبة، ويقول الكاتب الصحافي أنور مالك في حديث مع "إيلاف" إنّ القرار يمثّل "قمة العبث بأموال الجزائريين في عهد الرئيس بوتفليقة".

يضيف: "هذا العبث لم يقتصر فقط على الفساد، بل وصل حد التنازل عن ثروات الجزائريين بغير وجه حق".

لماذا العراق؟

يشير أنور مالك إلى أن العراق يضم ثروات نفطية كبرى وكل أمواله تنهب من طرف ايران في وضح النهار، وبتواطؤ من مواليها كالمالكي ومشتقاته".

ويقول: "العراق بلد ينافس الكبار، وهو البلد الذي يملك أكثر من 150 مليار برميل من النفط كاحتياط، هذا البلد ليس في حاجة الى أموال الجزائر، فالحكومة تتنازل عن حق الشعب، وهذا الحقّ ليس ملك أحدأيًا كان، حتى يتم التصرف فيه بهذه الطريقة الممجوجة اقتصاديًا وسياسيًا وأخلاقيًا".

وقررت الجزائر للمرة الثانية إلغاء الديون المستحقة على العراق، بعدما كانت أقبلت على إجراء مماثل في العام 2011، حيث ألغت ساعتها ما قيمته 400 مليون دولار.

وتقول الجزائر إن قرار إلغاء ديون العراق واليمن يأتي في سياق الدعم الجزائري للشعوب العربية، وخاصة تلك التي تعيش اوضاع تحتاج فيها إلى تضامن مباشر.

وأعلنت الخارجية الجزائرية، منذ أيام، إلغاء ديون 14 بلدًا أفريقيًا بينهم موريتانيا والسينغال ودول أخرى، وذلك تزامناً مع إحياء الذكرى الخمسين لإنشاء الاتحاد الأفريقي، كما اعتبرته أيضاً تنفيذًا لالتزاماتها الدولية بدعم التنمية في أفريقيا.

إجرام اقتصادي

يعتبر الصحافي مالك أن خطوة شطب ديون دول من بينها العراق الثري تبدو غير محسوبة اقتصادياً، ويصف القرار بكونه "إجراماً في حق الاقتصاد الجزائري".

وتساءل: "كيف تتخذ هذه القرارات من دون محاسبة ومراقبة؟" ويضيف: للأسف نحن لا نملك برلمانًا، فالقرار قديم و تم اعلان عنه الآن فقط، لأنه لا يمكن أن يتخذ مثل هذا القرار الآن، في ظل غياب الرئيس بوتفليقة، فالدولة مرهونة بغياب الرئيس".

قرار خارج البرلمان

اعتبر الدكتور فاتح ربيعي أمين عام حركة النهضة في تصريح لـ"إيلاف" أنّ اتخاذ مثل هذا القرار في ظل غياب الرئيس بسبب مرضه "أمر غير لائق".

ويقول: كان يفترض على الحكومة احترامًا للرئيس، وللوضع الذي هو عليه، ألا تتخذ مثل هذا القرار، وتساءل عن المقابل الذي ستتحصل عليه الجزائر مقابل شطب هذه الديون.

وبخصوص العراق توافقت وجهة نظر امين عام حركة النهضة، مع رؤية الكاتب الصحافي انور مالك إذ يستغرب الربيعي "إعفاء ديون العراق البلد الذي تقوده حكومة تمارس الطائفية بشتى انواعها وتقوم بمحاصرة السنة وتعتقلهم، ومن بين هؤلاء المعتقلين يوجد جزائريون"، على حدّ تعبيره.

أضاف: "العراق دولة غنية ليست بحاجة الى أن تشطب ديونها، تلك الاموال ستستفيد منها حتمًا دولة غربية".

هذا القرار كان من المفترض أن يمر عبر البرلمان وان تستشار فيه الطبقة السياسية، بحسب الربيعي، وهو يُضاف إلى قرارات أخرى تم اتخاذها خلال هذه المرحلة بشكل ارتجالي، ولم يستشر البرلمان بخصوصها ولا الأحزاب السياسية، وهو ما يمثّل استخفافًا بالشعب الجزائري.

حكومة غير مؤهلة

يرى فاتح ربيعي أن حركة النهضة التي يترأسها تعتبر أن هذه الحكومة "غير مؤهلة"، وكان يفترض بها أن تكون "مجرد حكومة تصريف أعمال خاصة ونحن على مقربة من موعد الانتخابات الرئاسية في 2014، وكان يفترض على هذه الحكومة أن تهيّئ الأجواء وظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ذات مصداقية تفرز رئيسًا شرعياً للجزائريين قادرًا على تصحيح مسار الاصلاحات العرجاء، وقادراً على مواجهة التحديات الداخلية والاقليمية التي تحيط بالجزائر خاصة على مستوى الحدود".

تقشف داخلي

من المفارقات العجيبة بحسب زعيم حركة النهضة المعارضة، أن بلداً مثل الجزائر ذا احتياجات كبيرة سواء على مستوى الشغل، أو على مستوى السكن، أو على مستوى البنية التحتية، وبطالة الشباب، يتخذ قراراً بشطب ديون دول غنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف