أخبار

نهر الدانوب خارج الخدمات الملاحية وبورش توقف إنتاج أحد نماذجها

فيضانات تاريخية تهدد عددًا من مدن أوروبا الوسطى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تواجه عدة مدن في ألمانيا والجمهورية التشيكية والنمسا خطر السيول التي أودت بحياة أحد عشر قتيلًا في وسط أوروبا. ويعمل السكان في هذه المناطق بالتناوب في ملء اكياس الرمل بهدف تعزيز السدود.

دريسدن: ما زالت السيول التي اودت بحياة 12 شخصًا على الاقل في وسط اوروبا، تهدد مدنًا عدة في المانيا والجمهورية التشيكية والنمسا على طول نهري ايلبي والدانوب. وقتل شخص واحد غرقًا في نهر الدانوب في سلوفاكيا بالقرب من سد غابتشيكوفو في الجنوب.

وفي المانيا، تم نشر نحو اربعين الف رجل اطفاء واربعة آلاف عسكري، بينهم عناصر من الفوج الفرنسي الالماني وهولنديون، الى جانب آلاف المتطوعين لتفادي حصول كارثة. وعمل هؤلاء في المناطق التي تواجه خطرًا، الى جانب السكان الاربعاء بالتناوب في ملء اكياس الرمل بهدف تعزيز السدود.

وقال تيم وهو فتى في الرابعة من العمر يعيش في دريسدن "انام عند جدتي، وامي عند صديقة لها". ومثل آلاف السكان في هذه المدينة الواقعة في المانيا الديموقراطية السابقة على نهر ايلبي، الذي ينبع من الجمهورية التشيكية، تم اجلاء تيم من منزله.

وقالت جدته، التي تساعد على نقل أكياس الرمل في المدينة، التي قطع التيار الكهربائي عن اجزاء منها، "اصرّ على القدوم لمساعدتي". ومن المدن الاخرى المهددة في شرق المانيا ديساو ولايبزيغ وماغديبورغ وبيترفيلد، حيث يخشى انهيار سد.

الشرطة متأهبة لمنع النهب
وقال التلفزيون الالماني ان تي في إن شرطيين يقومون بدوريات بمراكب في عدد من شوارع مدن تغمرها المياه لمنع وقوع اعمال نهب. في المقابل وفي مدن جنوب المانيا في بافاريا طرأ تحسن بطيء على الوضع، خصوصًا في باساو على الحدود النمساوية عند نقطة التقاء انهار الدانوب والاين والايلز. وبدأت اعمال ازالة الركام التي يقوم بها سكان المدينة.

وكان الوضع حرجاً جدًا في هال، حيث بلغ منسوب المياه في سال احد روافد نهر ايلبي اعلى مستوى له في غضون 400 عام، وألحق اضراراً بالسدود. وفي المدينة التي غمرت المياه جزءاً منها، دعت السلطات حوالي 30 الف نسمة الى اخلاء منازلهم مستخدمة مكبرات الصوت.

بورش توقف بعض أعمالها
وارغمت الفيضانات شركة تصنيع السيارات بورش على وقف انتاج أحد نماذجها، لا كايان، في مصنعها في لايبزيغ بسبب عدم التزود بقطع الغيار الآتية من سلوفاكيا.

وبلغت السيول التي اودت بحياة ثمانية اشخاص في الجمهورية التشيكية نهر ايلبي، بينما تستعد مدن الشمال والمانيا الشرقية الاربعاء لمواجهة فيضانه. من جهتها، تستعد بودابست للتصدي لفيضان الدانوب، الذي يتوقع أن يتجاوز المستوى القياسي الذي سجله في 2002. وقد اعلنت حالة التأهب في كل منطقة بيشتي (وسط) وفي قطاعي كوماروم ايسترغوم (شمال) وغيورموسون سوبرون (غرب).

اما في النمسا، فيبدو أن منسوب مياه النهر نفسه سيبلغ ذروته اليوم في فيينا، ويبدو أن المدن الواقعة قرب العاصمة النمساوية ما زالت مهددة بفيضانه.

وقد غمرت المياه مرفأ فيينا الثلاثاء، بما في ذلك بعض المطاعم الواقعة على ضفاف الدانوب. لكن اقيمت قنوات للتصدي للفيضانات، يفترض أن تسمح بحماية باقي المدينة.

الدانوب خارج الملاحة
وبلغ منسوب المياه في الدانوب صباح الاربعاء 10500 متر مكعب في الثانية، بينما يستطيع نظام الاقنية استيعاب 14 الفاً فقط. وقالت الاذاعة الوطنية إن مستوى النهر لن يصل الى ذلك. وقد منعت الملاحة في النهر. وشهدت العاصمة التشيكية براغ ليلة هادئة بعد ايام من القلق بسبب نهر فلاتفا احد روافد نهر البي.

ووصلت السيول الى مدينة ميلنيك (40 كلم شمال براغ) حيث يصب نهر فلاتفا في ايلبي، فجر الاربعاء. ويتوقع أن تبلغ مدينة اوستي ناد لابيم ليل الاربعاء الخميس. وتم اجلاء حوالي 3700 شخص من المدينة الواقعة على بعد ثلاثين كيلومترًا عن الحدود الالمانية. وقد اجتاحت المياه محطة القطارات المحلية.

وكانت الفيضانات التي شهدها وسط اوروبا في 2002 اسفرت عن سقوط 17 قتيلًا في الجمهورية التشيكية وحدها. وفي الشمال ما زالت آلاف المنازل محرومة من الكهرباء والغاز ومياه الشرب.

بودابست نصيبها الاثنين
من جهتها، قالت وزارة الداخلية المجرية "حسب المعطيات الاخيرة، سيصل الفيضان الى بودابست الاثنين، وليس الاحد، بمستوى 875 سنتم". وكان منسوب مياه النهر ارتفع في بودابست الى 849 سنتم في 2002. وكانت السلطات توقعت حدوث ذلك السبت لكنها عدلت تقديراتها الى الاحد.

وقال رئيس الوزراء المجري فكتور اوربان إن "كتلة المياه التي تصل هائلة، وتشكل بالتالي تهديدًا لحياة البشر، لكن بفضل التعاون الجيد يمكننا حماية الجميع". واضاف أنه قد تجرى عملية اجلاء واسعة في الايام المقبلة. وتم تعزيز السدود بأكياس رمل على امتداد 191 كلم في الشمال والغرب، المنطقتين اللتين تعتبران مهددتين، كما افادت الوزارة في بيان.

وفي العاصمة المجرية، التي تستعد لفيضان الدانوب، اغلقت ارصفة الموانئ بكاملها ومنع الانتقال الى جزيرة مارغريت في وسط العاصمة، وتم اخلاء الفندقين الواقعين فيها.

حي روماي ينتظره أكبر تهديد
والى جانب مارغريت، يبدو حي روماي القائم على ضفاف الدانوب شمال العاصمة المجرية المنطقة المعرّضة لأكبر تهديد، لذلك بنت فيه الحكومة نظام سدود متحركة سيشكل هذا الفيضان اول اختبار له.

ويمكن أن تستدعي الحكومة حوالي عشرة آلاف شخص من العاملين في مكافحة الكوارث و3600 شرطي وحوالي ثمانية آلاف جندي، كما قال رئيس الوزراء الذي تفقد منشآت الحماية المدنية في البلاد. ويمكن أن تغطي المياه طرقًا موازية للدانوب شمال بودابست بين تاهيتوتفالو وكيسوروجي، لكنه لن يتم عزل البلدتين، وسيكون من الممكن الوصول اليهما بطرق أخرى.

وفي النمسا، بلغ الدانوب مستوى الذروة في فيينا منتصف الاربعاء بعدما اجتاحت المياه مرفأ العاصمة منذ الثلاثاء، وغمرت بعض المطاعم على ضفاف النهر. وامكن حماية باقي المدينة بفضل نظام أقنية. وفي غرب النمسا، مع انخفاض المياه، بدأت اعمال التنظيف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف