أخبار

استعادة القصير تحقق نقطة مهمة للنظام السوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعد سيطرة القوات السورية وحزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية مكسبا مهما لنظام الرئيس بشار الاسد يعزز موقعه التفاوضي في مرحلة التحضير لمؤتمر دولي حول سوريا، ونكسة للمعارضة تضعف معنويات مقاتليها، بحسب ما يقول محللون.
بيروت: ابرزت معركة القصير الدور الرئيسي لحزب الله الشيعي الى جانب النظام في القتال الميداني، وهو ما يتوقع المحللون استمراره طالما احتاج النظام الى خبرة مقاتلي الحزب في حرب الشوارع، في ظل قرار حاسم من حلفاء دمشق بمنع سقوط النظام. ويقول الخبير في معهد بروكينغز للدراسات في الدوحة شادي حميد ان لاستعادة النظام السيطرة على القصير "تأثيرا مهما. انها تاكيد لما كنا نراه منذ فترة لجهة ان النظام يكسب على الارض في مواجهة الثوار، وتزداد ثقته بنفسه. في المقابل، الامر له تاثير سلبي على معنويات الثوار الذين يعانون من انقسامات داخلية ويخسرون على الارض". ويضيف "خلال العامين الماضيين، تعامل الناس مع سقوط النظام وكأنه أمر لا مفر منه، لكن اعتقد ان ما تؤكده القصير هو ان سقوط النظام ليس حتميا".وبعد اكثر من اسبوعين من المعارك الضارية في هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية، سيطرت قوات حزب الله والنظام الاربعاء على القصير التي انسحب منها الاف المقاتلين المعارضين والناشطين والمدنيين والجرحى. ويرى حميد ان هذه السيطرة "مهمة من الناحية النفسية، ليس فقط بالنسبة الى دمشق بل ايضا بالنسبة الى المجتمع الدولي". ويضيف "في اي مؤتمر سلام او مفاوضات سياسية، تضع (هذه السيطرة) النظام في موقع أفضلية، وتوفر له رافعة اضافية". وتشهد الساحة الدبلوماسية تحضيرات لعقد مؤتمر دولي دعت اليه موسكو وواشنطن، يشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة سعيا للتوصل الى حل للنزاع الذي اودى بأكثر من 94 الف شخص. واعلنت دمشق استعدادها المبدئي للمشاركة في المؤتمر، فيما تشترط المعارضة رحيل الاسد وانسحاب حزب الله وايران من سوريا. ويرى الخبير العسكري في مركز "اينغما" للدراسات ناجي ملاعب ان النظام يسعى الى "ان تكون المدن الرئيسية، اي حمص (وسط) وحلب (شمال) ودمشق نظيفة قبل الاجتماعات الدولية".ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس- سود خطار ابو دياب ان النظام "يعطي الآن الانطباع بأنه قوي جدا لأنه يستطيع بسط سيطرته من دمشق الى آخر الساحل". وتعتبر القصير صلة وصل اساسية بين دمشق، نقطة ارتكاز النظام، والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الاسد. ويشير ملاعب الى ان السيطرة على القصير "تعني ضربا للسكان (وغالبيتهم من السنة)، وباتت جزءا من الخطة باء التي وضعها النظام في حال ثمة صار فرز (طائفي) للمناطق". ويرى خبراء ان النظام، في حال شعر بفقدان السيطرة، قد يركز قوته في المنطقة العلوية (غرب) التي تتكدس فيها الاسلحة والذخائر، ويتحصن فيها. ومصلحته الاولي ربط هذه المنطقة بالعاصمة.وادى حزب الله الشيعي، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة والمدعوم من طهران، دورا رئيسيا في معارك القصير، واكد أمينه العام حسن نصرالله ان لسوريا "اصدقاء حقيقيين" لن يسمحوا لها بان تسقط. ويقول ملاعب "عندما يؤكد السيد حسن نصرالله ان سقوط النظام السوري ممنوع، فهذا يعني انه ينفذ قرارا ايرانيا" بذلك. ويرى ان مهمة الحزب في سوريا تبدلت في الاشهر القليلة الماضية، مشيرا الى وجود "عناصر لحزب الله في غرف القيادة والسيطرة" منذ بدء الاحداث، و"ظهرت قوتهم القتالية في القصير". ويعتقد المحللون ان الحزب سيواصل تأدية دور في الميدان السوري بعد اتمام السيطرة على القصير.ويقول حميد "اذا احتاجهم النظام (مقاتلو الحزب)، فهم هناك لخدمته في المعركة".ويرى حميد من جهته ان "النظام يستخدم قوى من حزب الله ذات خبرة في قتال الشوارع" تضمن له بقاءه في المدن التي يدخلها. بالنسبة الى مقاتلي المعارضة الذين يشكون من ضعف التجهيزات والتسليح في وجه القوة النارية والجوية الضخمة للقوات النظامية، يعتبر سقوط القصير ضربة معنوية رغم صمودهم فيها على مدى اكثر من سنة.ويقول حميد "انها ضربة قاسية ورمزية... بالنسبة الى معنويات مقاتلي المعارضة". بينما يشير ملاعب الى ان القصير "كانت طريق امداد للمعارضة السورية المسلحة" من مناطق ذات غالبية سنية في شمال لبنان وشرقه. الا ان الخبراء يؤكدون ان معركة القصير وان كانت تعطي النظام أفضلية ميدانية، لن تؤثر في حسم وجهة النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011. ويقول أبو دياب ان خسارة القصير "لا تعني نهاية الطريق. في شباط/فبراير 2012، ظن النظام السوري ان معركة بابا عمرو (الحي الذي شهد معركة حظيت بتغطية عالمية) تعني نهاية الوضع والانتصار الحقيقي، ولم يكن ذلك صحيحا. سقوط القصير سيجعل المعارضة السورية اكثر راديكالية، وسيكون هناك ابتعاد عن العمل السياسي والمزيد من العسكرة". ويضيف "اعتقد ان جنيف -2 اصبح مهددا بشكل هائل (...). لا اظن ان مسالة القصير ستسهل عقد جنيف-2 بل ستعقد الامور اكثر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف