الصليب الاحمر يرفض منطق السلاح ويلتزم مساعدة مشوهي الحرب في افغانستان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: في كابول، لا يوجد اي حارس مسلح على باب مركز الصليب الاحمر لمشوهي الحرب. وذلك ليس بدافع الاهمال بل للحفاظ على الحياد وهي قاعدة ذهبية لا يريد مدير المركز تغييرها رغم الهجوم الاخير الذي استهدف منظمته في شرق افغانستان.
ويعتبر هذا المجمع المؤلف من عشر مبان مستطيلة على سفح الجبل احد مراكز علاج العظام السبعة التي تديرها اللجنة الدولية للصليب الاحمر في البلاد. والغالبية العظمى من الاشخاص الذين يقصدون المركز فقدوا عضوا او اكثر نتيجة انفجار احد الالغام المنتشرة في مختلف انحاء البلاد بعد ثلاثين عاما من المعارك. وفي الممرات المكشوفة للمركز يتنقل المرضى الذين فقدوا ساقيهم على كرسي متحرك بينما يستند الذين فقدوا ساقا واحدة على عكاز او يستخدمون عضوا اصطناعيا. ولدى الصليب الاحمر 16 مركزا في كل انحاء البلاد، اغلقت جميعها الخميس تكريما للحارس عبد البشير خان الذي قتل في الهجوم على مقر للمنظمة في جلال اباد (شرق) قبل اسبوع. ويومها فجر انتحاري نفسه عند البوابة ثم اقتحم مسلحان المقر قبل ان يقتلا بايدي الشرطة بعد تبادل لاطلاق النار استمر ساعتين. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يعتبر الاول من نوعه ضد احد مكاتب الصليب الاحمر المتواجد بشكل مستمر في افغانستان منذ 1987. وتساءل مدير مركز كابول نجم الدين هلال لوكالة فرانس برس الاربعاء "من قام بمثل هذا الهجوم، ولماذا؟". وبالفعل، يثير الهجوم تساؤلات اكثر من المخاوف بين الموظفين خصوصا وان الصليب الاحمر الذي يتعامل مع جميع اطراف النزاع في افغانستان، يعتبر من المنظمات الاجنبية التي تحظى باكبر قدر من الاحترام لحياديتها في البلاد. وبعد الهجوم، اعلنت حركة طالبان في مبادرة غير معتادة ان لا علاقة لها بالهجوم. واضاف هلال "لسنا خائفين وعملنا يجب ان يستمر. هناك عدد كبير من المشوهين وهم بحاجة الينا". واضاف "لا اعتقد اننا مستهدفون(...) ليس لدينا حارس مسلح ولا نريد تعيين احد. نحن على حياد انه مكان مستقل لا انحياز فيه. انه مكان يستقبل الجميع". وعند مدخل المجمع، لافتة عليها رسم لسلاح كلاشنيكوف مشطوب لتحذير القادمين من ان "الاسلحة محظورة هنا". واذا لم يؤد الهجوم حتى الان الى تغيير الاجراءات الامنية في المركز، الا انه يؤثر على سير العمل فيه. فقد غادر احد الموظفين الاجانب البلاد عملا باجراء مؤقت قررته المنظمة. وقال امير جان في المعهد حيث يشرف على صناعة الاعضاء الاصطناعية "نامل ان يعود زميلنا قريبا". وتابع جان "لصناعة عضو اصطناعي نبدا بتقييم حاجات المريض ثم نصنع قالبا لما تبقى من العضو المبتور"، مما يتيح صناعة قالب من الاجص للعضو هو اساس العضو النهائي المصنوع من البلاستيك. والمرحلة الثانية للمرضى هي تعلم المشي مع العضو الجديد وهو ما يتم في مبنى مواجه للمعهد. وقال حياة خان وهو معالج فيزيائي يعمل في المركز "نريهم كيفية استخدام الاعضاء الاصطناعية. يبدا المرضى بتعلم السير بين العارضتين المتوازيتين وبعدما من دون استخدام العكازين". المركز تذكير مؤسف بثلاثة عقود من الحروب. ويمسح افغاني ندبة ساقه اليمنى التي فقدها بانفجار لغم بقطعة من الثلج للتخفيف من الالم. ويخشى الرجال والنساء والاطفال الذين يقصدون المركز من ان يقفل ابوابه بعد هجوم جلال اباد. وفقد جميل ساقه اليسرى عندما داس على لغم قبل تسعة اشهر في محافظة بروان بشمال كابول. وقال "لدى الحكومة الافغانية الكثير من المشاكل. واذا توقف الصليب الاحمر عن الاهتمام بنا بمن سيقوم بذلك؟".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف