تحذير من فتنة طائفية إثر إعدام مسلحين 14 غالبيتهم كربلائيون
القوات العراقية تبدأ حملة عسكرية واسعة في صحراء الأنبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت القوات العراقية اليوم عملية عسكرية ضخمة بمشاركة حرس الحدود في صحراء محافظة الأنبار الغربية بحثًا عن المسلحين وذلك بعد يوم من اعدامهم 14 مواطنًا بينهم 6 عناصر من الشرطة ومعظمهم من محافظة كربلاء في جريمة اعتبرتها قوى عراقية محاولة جديدة لتفجير فتنة طائفية في البلاد في وقت دعت الامم المتحدة السلطات العراقية لاتخاذ "إجراءات سريعة وحاسمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة".
لندن: أعلنت السلطات العراقية أنها بدأت عملية عسكرية تمتد من صحراء الأنبار إلى الحدود الإدارية لمحافظة كربلاء المجاورة بهدف تتبع منفذي عملية قضاء النخيب في المحافظة والبحث عن معسكراتهم وقواعدهم اثر قيامهم بجريمة اعدامهم للاشخاص الخمسة عشر من العسكريين والمدنيين أمس وحرق جثثهم. واكدت وجود معسكرات تدريبية للمسلحين وقواعد خاصة للمطلوبين للقضاء أضافة إلى وجود اماكن لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات في تلك المنطقة ".
وأضافت ان العملية العسكرية تتركز حاليا على مناطق تواجد البدو الرحل والمنطقة الصحراوية العميقة الممتدة حتى الحدود العراقية السعودية. وقد اتهم مجلس محافظة كربلاء تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل بالوقوف وراء مقتل الضحايا. وأشارت إلى أن العملية مستمرة حتى انجاز اهدافها.
وجاءت هذه الحادثة بعد اكثر من أسبوعين من قيام مسلحين مجهولين يرتدون زي الشرطة في الثامن عشر من الشهر الماضي باختطاف ثمانية أشخاص قادمين من الأردن في كمين نصبوه على الطريق العام غرب الرمادي ثلاثة منهم من أهالي كربلاء.
وكان طريق النخيب شهد في 12 أيلول (سبتمبر) عام 2011 اختطاف حافلة يقدر عدد ركابها بأكثر من 30 شخصاً بينهم 22 رجلاً فضلاً عن عدد من النساء والأطفال على يد مجموعة مسلحة في منطقة الوادي القذر جنوب قضاء النخيب وعثرت قوة أمنية بعدها على جثث 22 منهم قتلوا رمياً بالرصاص غالبيتهم من مدينة كربلاء واثنان منهم من مدينة الفلوجة في الأنبار.
ومن جهتها توعدت وزارة الداخلية العراقية بملاحقة مرتكبي الجريمة وأكدت ان عملياتها مستمرة لملاحقة "الإرهابيين" في الصحراء الغربية وحذرت في بيان تسلمت "أيلاف"نسخة منه منتسبيها من السفر إلا بقوافل مؤمنة.
وقالت "أصدرنا امرا سابقا إلى قطعاتنا العاملة في هذه المناطق بضرورة أن يكون نزولهم في إجازاتهم الدورية والتحاقهم بعد انقضائها بقوافل مؤمنة ". وشددت على أن "اجهزة الداخلية وبالتعاون مع الاجهزة العسكرية ستلاحق الخلايا الارهابية التي تتخفى في صحراء العراق الغربية وستقتص منهم".
كما دعت الوزارة المواطنين إلى "الحذر والتعاون التام مع الاجهزة المعنية في حال انتقالهم على الطرق السريعة في مناطق غرب البلاد"، مضيفا أن "هذه الجريمة البشعة تؤكد للمواطنين أن قوى الارهاب لا ترعى في استباحتها دماء العراقيين أي شيء وبأنها عازمة على الاستمرار بنهجها الاجرامي المبني على دمائهم". وقد دعت الامم المتحدة اليوم السلطات الأمنية العراقية إلى "اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة".
وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر "بأشد العبارات جريمة القتل البشعة التي ارتكبها مسلحون عند نقطة تفتيش وهمية في بلدة النخيب (300 كم جنوب غرب الرمادي على الطريق الرئيس المؤدي إلى كربلاء) rlm;rlm;والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 14 شخصاً من عناصر شرطة الحدود ومدنيين" كما قال في تصريح صحافي وزع على الصحافة.
وشدد بالقول "إنني أحث السلطات الأمنية على اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة." وتقدم مبعوث الأمم المتحدة بتعازيه الحارة لأسر الضحايا وللشرطة العراقية.
تحذيرات من فتنة طائفية
وقد تسلمت محافظة كربلاء تسعا من جثث ابنائها الاربعة عشر الذين اغتيلوا في الجريمة التي وقعت أمس في هجوم مسلح اثناء توجههم إلى محافظة الأنبار. وقد نقلت قوة من شرطة كربلاء في ساعة متأخرة من مساء أمس جثامين تسع من ضحايا الحادثة وهم من اهالي المحافظة كانت مودعة في مستشفى النخيب إلى مستشفى الحسين العام وسط كربلاء. اما الجثث الست الباقية تم تسملها من قبل الجهات المعنية وهي تعود إلى مواطنين من محافظات بغداد والنجف وبابل.
واليوم شيع اهالي قضاء الهاشمية (120 كم جنوب بغداد) وسط تظاهرة حاشدة احد الجنود الذين قتلوا في النخيب حيث حمل المشيعون لافتات نددت بالارهاب ودعت عشائر الرمادي إلى البحث عن الجناة وتسليمهم إلى العدالة من اجل الاقتصاص منهم كما دعوا الحكومة المركزية والاجهزة الامنية في العراق إلى متابعة المنفذين واعتقالهم واعتقال المتورطين معهم ايا كان منصبهم الحكومي مشددين على ان السكوت عن هذا الموضوع من شأنه تهديد الوحدة الوطنية.
ومن جهته أدان ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي جريمة اعدام المغدورين مؤكدا ان هذا الحادث يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الطريقة التي تمت به والجهة التي تقف وراءه. وقال الائتلاف في بيان اليوم إن العملية الإجرامية المريبة في منطقة النخيب تحمل بصمات خارجية مشبوهة تريد افتعال أزمات جديدة تربك الوضع الأمني وتثير الفتن بين أبناء شعبنا مستغرباً "من تكرار مثل هذه الحوادث وبشكل يوحي للآخرين أن وراءها جهات معينة من اجل تشويه صورتهم أو التهيئة لفعل ضدهم".
وحذر الائتلاف من استغلال بعض الأطراف لمثل هذه العمليات "لتحقيق مآربهم الخبيثة".. مؤكداً "ان الدم العراقي واحد ولا يمكن لأحد أن يرضى بسفكه بهذه الصورة البشعة مهما كان عنوان صاحبة في الرمادي أم كربلاء أم البصرة".
ومن جانبه اعتبر رئيس ديوان الوقف الشيعي العراقي صالح الحيدري ان"العمل الاجرامي الجبان الذي استهدف 15 منتسبا "اعزل من السلاح" في شرطة حماية الحدود في منطقة النخيب من تدبير نفر ضال مجرم في محاولة لزعزعة الوحدة الوطنية التي اغاظت المارقين"كما قال في بيان بثته وكالة المدى بريس مطالبا الاجهزة الامنية بالقاء القبض على "المجرمين القتلة وتقديمهم إلى العدالة".
وأضاف انه "في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود من اجل العراق وشعبه ولم الشمل من قبل المخلصين لابنائه بمشاركة رجال الدين والعشائر للمساهمة في بناء الوطن واستقراره وامنه اغاظ ذلك اعداء العراق المارقين الذين اخذوا يزيدون كيدهم محاولين زعزعة قوة الشعب وتظافره مع حكومته الوطنية".
وشدد الحيدري على ضرورة قيام الجهات الامنية "لالقاء القبض على المجرمين القتلة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء لما ارتكبوا من جرم بحق الابرياء ويدعو الشعب العراقي إلى التماسك والوحدة لدحر الارهاب".
كما حملت جهات حكومية وعشائرية في كربلاء اليوم الحكومة العراقية مسؤولية مقتل ابنائها مؤكدين انها "حكومة عاجزة" عن تحمل مسؤولياتها الامنية تجاه الشعب العراقي. وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء المنتهية ولايته محمد الموسوي أن "جريمة النخيب ليست الاولى من نوعها وقد أبلغنا الحكومة المركزية رسميا ومرارا بخطورة الطريق الرابط بين كربلاء والنخيب ووجود عناصر القاعدة فيه بكثرة وطالبنا عدة مرات بتأمين هذا الطريق لكن لا توجد استجابة من قبل الحكومة المركزية لهذه المطالب".