أخبار

صلاة جمعة موحدة بجامع سني في بغداد تعرّض لتفجير عنيف

النجيفي يفاوض المالكي باسم المحتجين وجمعتهم "نصر الله قريب"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فيما خوّل محتجو العراق رئيس البرلمان أسامة النجيفي للتفاوض مع الحكومة نيابة عنهم لتنفيذ مطالبهم، أعلنوا أنّ شعار جمعتهم اليوم سيكون "ألا إنّ نصر الله قريب". وتقام في بغداد اليوم صلاة شيعية سنية موحدة في جامع الكيلاني السني الذي تعرّض لتفجير عام 2007 أدى إلى مقتل وإصابة 90 عراقيًا.

لندن: أعلن معتصمو الأنبار أنهم خولوا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي التفاوض مع الحكومة بالنيابة عنهم من أجل تحقيق مطالبهم، حيث أبدى استعداده للقاء المالكي والتفاوض معه من اجل تهدئة الأوضاع في البلاد شرط القبول بمبادرة المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي.

وقال الرئيس السابق لصحوة ابناء العراق أحمد أبو ريشة، أحد قادة تظاهرات الأنبار، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في منزله بالرمادي (110 كم غرب بغداد) مع النجيفي ووزير المالية المستقيل رافع العيساوي الليلة الماضية، إن المعتصمين في محافظة الانبار خولوا النجيفي متابعة تنفيذ مطالبهم المعلن عنها سابقًا مع رئيس الحكومة نوري المالكي مع مطلب إضافي حول ضرورة رفع الحصار عن المعابر الحدودية في الأنبار.

ومن جانبه، اشار النجيفي إلى أنّ الأوضاع في العراق وصلت إلى مرحلة خطرة تستوجب من الجميع العمل بجدية من اجل تهدئتها وعدم جر البلاد إلى الاقتتال الطائفي. وشدد على أن من أهم شروط الحوار والحل هو تقديم قتلة المتظاهرين والمصلين في الفلوجة والحويجة والموصل وديالى أكانوا من العناصر الأمنية أو المدنيين.

واشترط النجيفي للقاء المالكي القبول بمبادرة الشيخ عبد الملك السعدي موضحًا أنها ناضجة ومقبولة من كل العراقيين وعلى الحكومة أن تتعامل معها ايجابياً. وأضاف أنّه بحث مع اللجان التنسيقية في الانبار الحلول المطروحة السريعة للخروج من الازمة الحالية القائمة بين المعتصمين والحكومة وطالب بايقاف ملاحقة شيوخ الانبار وقادة التظاهرات السلمية بحجة أنهم ارهابيون.

وأشار النجيفي إلى أنّ لقاءَه السبت الماضي مع المالكي تلبية لدعوة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم إلى أنّ هدفه كان الرغبة في وضع حلول لجميع المشاكل وتغليب مصلحة الشعب على المصالح الأخرى. وقال إن لقاءات أخرى ستتم لكنه استدرك بالقول إنه يجب أن تتم على اساس القبول بمبادرة السعدي وجميع مطالب المتظاهرين.

وكان المرجع السعدي أطلق في الثاني عشر من آيار (مايو) الماضي مبادرة حسن نوايا للتفاوض والتحاور مع الحكومة بشأن مطالب المتظاهرين داعيًا إلى أن يكون مقام الإمامين العسكريين في سامراء مكانًا للتفاوض بين الجانبين.

ودعا السعدي محتجي ساحات الاعتصام إلى تشكيل لجنة تتولَّى إجراء المفاوضات مع الحكومة بشأن حقوق المتظاهرين كما طالب الحكومة بتشكيل "لجنة تحمل معها صلاحيات الاستجابة لحقوق المتظاهرين دون تسويف ولا مماطلة".

وأكد أنّ "الحوار ينبغي أن يكون في مكان محترم لدى كل الأطراف ونرشح لذلك مقام العسكريين - عليهما السلام - في سامراء لتسودَ أجواء الإخاء والرحمة والتسامح كما هو حال آل بيت النبوة -عليهم السلام".. وقال "نؤكد أننا لسنا طرفًا في ما يشاع من مفاوضات أو مخططات سرية داخل العراق أو خارجه بين أطراف لا نعلم عنهم ولا عن تحركاتهم شيئًا سواء مع حكومة أم مع غيرها ولم يطلعنا أحد على أي تفصيل عنها".

صلاة جمعة موحدة بجامع سني في بغداد

واعلن اتحاد علماء المسلمين في العراق عن اقامة صلاة موحدة اليوم الجمعة في جامع الكيلاني فيبغداد داعيًا في مؤتمر صحافي العراقيين من السنة والشيعة الى المشاركة الواسعة في هذه الصلاة "من اجل ارساء دعائم الوحدة الوطنية ودحر افتراءات اصحاب الفتنة الطائفية الذين يحاولون تمزيق نسيج المجتمع العراقي".

وجامع الشيخ عبد القادر الكيلاني تعرّض لتفجير عنيف بمفخخات في ايار (مايو) عام 2007 قتل فيها 21 شخصًا إضافة الى اصابة سبعين آخرين بجراح وإلحاق دمار جزئي بالجامع وبعدد من المنازل المجاورة على ساكنيها، بالإضافة إلى عدد من المحلات التجارية والعديد من السيارات.

وفي الجامع مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني أحد أعلام الصوفية ومؤسس الطريقة القادرية المتوفى عام 1166 في بغداد. والحضرة القادرية هي التسمية التي تطلق على مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني الحسني في منطقة باب الشيخ من جهة الرصافة من بغداد ويقصدها الزوار من أرجاء العراق والهند وباكستان وماليزيا والمغرب وغيرها من الدول. وتضم الحضرة القادرية مسجدًا وضريحًا ومكتبة تسمى المكتبة القادرية، وهي تعد صرحاً معمارياً مهماً في بغداد وقد سميت الساحة القريبة منها باسمه ساحة الكيلاني.

وللحضرة تاريخ طويل في تاريخ بغداد السياسي والثقافي والاجتماعي بل والعسكري، حيث كانت الحضرة في العهد العثماني مقراً للعديد من الانتفاضات ضد الولاة الظالمين حيث يتجمع الناس في الحضرة ويخرجون منها.

وهذه هي ثالث صلاة جمعة موحدة مركزية تشهدها العاصمة العراقية استجابة لنداء رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال في بيان الى العراقيين في التاسع عشر من الشهر الماضي "إن الصلاة الموحدة يفهم منها أنها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا ما نتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب أن تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وأنا أدعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة".

جمعة تظاهرات المحتجين "ألا إن نصر الله قريب"

ومن جهتها، أعلنت هيئة علماء العراق أن الصلاة الموحدة اليوم في المحافظات الست المحتجة ستكون تحت شعار "ألا إن نصر الله قريب". وقالت الهيئة إنه في "ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته ومع ما يقابله من استضعافٍ للمسلمين تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفاقةً في أرجاء المعمورة وتنتشر فيه أنوار الحق لتضيء العالم الذي أثقلته قيود الكفر والطغيان". وشددت في بيان نقلته وكالة المدى بريس على أن"تحقيق هذه الأماني يتطلب أن نتلمّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع الكئيب".

وأوضحت الهيئة أنّ "النصر قد يتأخر لأن الباطل الذي تحاربه الفئة المؤمنة لم تنكشف حقيقته للبسطاء من الناس، وبالتالي لم يقتنعوا بعدُ بفساده"، مبينة أن "زواله يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لكشف زيفه"، في إشارة إلى الجهات التي تناصر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. وأكدت أن "الظّلم هو سببُ كلِّ البلاءات الّتي تعاني منها البشريّة، سواء في واقعها الاجتماعيّ أم السياسيّ أم الاقتصاديّ".

وشددت الهيئة على أنّ "الظالمين سيلاقون مصيرًا أسود"، وقالت إن "دولة الظلم لا بد لها من أركان وأركانها الظالم وحاشيته وأعوانه والراضون بحكمه والمستخذون بين يديه وإذا ما فقدت هذه الأركان لم تقم للظلم دولة ولا للظالمين صولة".

يذكر أنّ محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف