يستغلون حريّة نسبية ما قبل الانتخابات
خطوط حمر مبهمة تحكم أفكار رسّامي الكاريكاتور في إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحاول رسامو الكاريكاتور الإيرانيون السير بين خطوط حمر غير واضحة، تحدد إطار حملة الانتخابات الرئاسية القادمة، في مرحلة يفترض أن تتيح لهم بعض الحرية النسبية.
طهران: يقول جمال رحمتي (40 عاما) المدير الفني في صحيفة "اعتماد" المعتدلة انه في الماضي "كانت الفترة السابقة للانتخابات تتميز بحرية نسبية، الى درجة مفاجئة في بعض الاحيان حيث كان بوسعنا التطرق الى كافة المواضيع".
ولكن هذه السنة "تبدو الأجواء ثقيلة وكأننا نسير في حقل ألغام"، كما يقول هادي حيدري (33 عاما) احد كبار الرسامين الصحافيين الذي يعمل مع صحيفة "شرق" الإصلاحية حول تغطية الانتخابات.
ويمكن أن يؤدي التناول الساخر للنظام في ايران، والرئيس أو كبار المسؤولين، الى إغلاق الصحيفة أو السجن. وازدادت حدة القمع منذ 2009 والتظاهرات المعارضة لإعادة انتخاب محمود احمدي نجاد.
وتفيد لجنة حماية الصحافيين الدولية أن 45 صحافيا كانوا مسجونين في ايران مطلع كانون الاول (ديسمبر) 2012.
ويقول رحمتي "يمكن أن نواجه مشكلات بالنسبة إلى أي موضوع، لان الحدود غير واضحة". ويضيف ان على الصحافيين ان "لا يرسموا صورة قاتمة عن الوضع في البلاد".
ويتساءل "ولكن ماذا يعني صورة قاتمة؟"
وتخضع ايران لعقوبات دولية قاسية أنهكت اقتصادها بسبب الاشتباه بسعيها لحيازة القنبلة الذرية. كما تتهم ايران بالتدخل في النزاع السوري لدعم نظام بشار الاسد.
واكد النظام الايراني أنه لن يسمح بأي انشطة احتجاجية خلال الانتخابات.
ويقول هادي حيدري "علينا ان نعمل رسميا في اطار الحريات التي يحددها الدستور مع عدم المساس بالمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي او الجيش (...) ولكنا نعمل أيضا بموجب قانون غير مكتوب او +خط احمر غير واضح المعالم+. وعندما نكون امام موضوع حساس، يقول لنا هذا القانون +لا تقتربوا+ منه".
ويشير جمال رحمتي بشكل خاص الى منع الحديث عن ارتفاع اسعار الدواجن، مؤكدا أنه "لم اتصور بتاتا ان الفراخ ستصبح خطا أحمر".
كما لا يمكن حتى رسم الرئيس احمدي نجاد غير المرشح لولاية ثالثة، كما يقول حيدري الذي تمكن من رسمه في 2009.
ووجه آية الله خامنئي في نهاية نيسان/أبريل بعض النصائح الى وسائل الاعلام بصدد الانتخابات فقال إن عليها "تشجيع الناس على أن يختاروا بصورة صحيحة، وان ينتقدوا بطريقة منطقية، وأن لا ينشروا أية معلومات كيفما اتفق".
كما حذر محمد جعفر محمدزاده نائب وزير الثقافة المكلف الاعلام من ان الوزارة "ستعزز مراقبة وسائل الاعلام خلال الشهرين المقبلين".
ولكن حرية الصحافة باتت مطروحة ضمن خطاب بعض المرشحين ولا سيما الاصلاحي محمد رضا عارف الذي قال الاربعاء ان "منع الصحف ومنع نشر كتاب او عرض فيلم، هي أمور تحتاج الى اصلاحها". ودعا المرشح المعتدل حسن روحاني الى السماح بحرية التعبير وحرية الصحافة بهدف محاربة الفساد. ولكن سعيد جليلي المحافظ المقرب من المرشد الاعلى، اعتبر ان اغلاق صحيفتين لا يعني ان هناك انتقاصا من حرية الصحافة.
وباتت الصحف تستعين بمستشارين قانونيين لتحمي نفسها من الرقابة والملاحقات القضائية. وقال هادي حيدري انه قرر عدم نشر رسوم. واضاف بأسف "الرقابة الذاتية مرض ولكن علينا أن نتعايش معها".
وامام الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي في ايران، بات الرسامون يلجأون الى الرمزية في رسومهم التي صارت مع ذلك أعمق لانهم يغوصون في بواطن الامور وإن كان ذلك يفسح المجال امام عدة تفسيرات، كما يقول الرسام.
وفي ايلول/سبتمبر 2012، اعتبرت احدى رسومه اهانة للمقاتلين في الحرب الايرانية العراقية وتسببت بإغلاق صحيفته.