مانديلا يتلقى "عناية مركزة" ووضعه ما زال "خطيرًا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بريتوريا: اعلنت سلطات جنوب افريقيا ان الوضع الصحي للرئيس السابق نلسون مانديلا الذي يتلقى "عناية مركزة" لم يتغير منذ ادخاله المستشفى السبت في حالة خطيرة، وذلك بعد صمت دام 48 ساعة، واثار قلق البلاد.
وقال الناطق باسم الرئاسة ماك ماهاراج لوكالة فرانس برس ان مانديلا "يتلقى عناية مركزة". لكنه شدد على ان بطل النضال ضد الفصل العنصري ليس في وحدة العناية المركزة.
وقبل ساعات، قال ماهاراج في بيان مقتضب جدا ان "الرئيس السابق نلسون مانديلا ما زال في المستشفى، ووضعه لم يتغير"، موضحا ان "ماديبا ادخل السبت 8 حزيران/يونيو 2013 الى مستشفى في بريتوريا بعد اصابته بالتهاب رئوي". واضافت الرئاسة في بيان ان "الرئيس جاكوب زوما يدعو من جديد جنوب افريقيا الصلاة من اجل ماديبا وعائلته".
وامضى مانديلا الاحد ليلة ثالثة في المستشفى، بينما تسود في جنوب افريقيا حالة تشتت ومشاعر تتراوح بين القلق والرضوخ لفكرة رحيله بكرامة. ويتجمع عشرات الصحافيين امام مستشفى متخصص في بريتوريا، يعتقد ان مانديلا نقل اليه، وشوهد فيه عدد من احفاده الاحد. ولم تكشف السلطات اسم المستشفى الذي نقل اليه الرئيس السابق.
وهي المرة الرابعة التي يدخل فيها بطل مكافحة الفصل العنصري في جنوب افريقيا، والذي يحتفل بعيد ميلاده الخامس والتسعين في 18 تموز/يوليو المقبل، المستشفى لاصابته بالتهاب رئوي.
واذا كانت التمنيات له بالشفاء السريع لا تزال تتصدر الاعلانات الرسمية، الا ان اصواتا ارتفعت هذه المرة، وبشكل غير معتاد للقول انه حتى الابطال لهم الحق في الموت في احد الايام.
وعنونت صحيفة صنداي تايمز الواسعة الانتشار "حان الوقت لتركه يرحل" مرفقة هذا العنوان بصورة من الارشيف لمانديلا تظهره مبتسما ويلقي تحية بيده كما لو كان يقول وداعًا.
وكتب اندرو ملانغيني الصديق القديم لمانديلا في صحيفة صنداي تايمز ان "عائلته يجب الان ان تتركه بطريقة تترك لله امكان التصرف على طريقته"، وذلك في رأي تم التعبير عنه كثيرا في الساعات الـ24 الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي. واضاف ملانغيني "عليهم اطلاق سراحه، روحيا، والعودة الى الايمان بالله (...) سنقول شكرا، يا الله، لانه اعطانا هذا الرجل، وسندعه يرحل".
وعلى تويتر، تزايدت الدعوات المطالبة بترك مانديلا ينهي حياته بسلام. وكتب احد المغردين على الموقع "هل يجب الصلاة من اجل ان تتحسن صحة ماديبا (لقب مانديلا) ام ان يخلصه الله من عذاباته؟ اعتقد ان الوقت حان لتركه يرحل". اما مغردة اخرى فكتبت "حان الوقت كي نتركه يرحل بهدوء، بسلام، باناقة. انه يستحق ان يرحل بكرامة".
وظهر مانديلا ضعيفا جدا في الصور الاخيرة المنشورة له نهاية نيسان/ابريل، لمناسبة زيارة كبار قادة البلاد له في منزله. ويمكن رؤية الرجل العجوز في هذه الصور جالسا على اريكة يغطي ركبتيه غطاء. ولم يبد عليه اي انفعال في حين كان زواره يطلقون الدعابات من حوله. وفي لحظة ما بدا وكأنه ينطق بكلمة.
وتم ادخال مانديلا الى المستشفى قبل ذلك في نهاية اذار/مارس ومطلع نيسان/ابريل وبقي عشرة ايام ايضا بسبب التهاب رئوي حاد مرتبط خصوصا بمضاعفات اصابته بالسل خلال فترة سجنه في جزيرة روبن ايلاند قبالة كيب تاون.
وقد امضى في هذا السجن 18 عاما من اصل فترة حبس اجمالية استمرت 27 عاما قضاها وراء قضبان سجون نظام الفصل العنصري، وقد حمل الغبار الكثيف الذي اتسم به معتقله اثارا سلبية على سلامة رئتيه.
وعلى الرغم من انسحابه من الحياة العامة منذ سنوات، ما زال مانديلا من الشخصيات المحببة في جنوب افريقيا بعد نجاحه في تفادي اندلاع اعمال عنف عرقية خلال عملية نقل السلطة بين نظام الفصل والنظام الديموقراطي في العام 1994.
وهذا الانتقال الناجح للسلطة كان السبب وراء منح جائزة نوبل للسلام الى مانديلا الذي تقاسمها مع اخر رئيس في عهد الفصل العنصري فريديريك دو كليرك. ووصف الاسقف ديسموند توتو الحائز ايضا جائزة نوبل للسلام واحد وجوه محاربة نظام الفصل العنصري، مانديلا في يوم من الايام بانه "ايقونة عالمية للمصالحة".