بعد خروج حزب الله من الظل للمجاهرة وإعلان وقوفه إلى جانب الأسد
توجس البيروتيين مما يجري في سوريا يقوض نظرتهم المتفائلة أبدًا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن البيروتيين يمتلكون نظرة تفاؤلية ويرددون عبارات مثل "رأينا ما هو أسوأ" لكن القلق مما يجري في سوريا بدأ يتسلل إلى قلوبهم، وهم يخشون القادم.
دأب البيروتيون على القول إن مدينتهم تزدهر في اجواء الغموض والجهل بما سيأتي به الغد. وعبارة "رأينا ما هو اسوأ" لازمة يرددها البيروتيون في حديثهم. واللازمة الأخرى هي "نحن معتادون على الحرب كل بضع سنوات". روح التحدي تضعف لكنّ مراقبين لاحظوا أن روح التحدي البيروتية هذه انحسرت في الأشهر القليلة الماضية ليتسلل إلى نفوس البيروتيين توجس من المجهول وخوف من مقبل الأيام. وكثيرًا ما يُسمعسكان بيروتفي غمرة نقاش عن التردي المتواصل في المنطقة بلهجة متشائمة على النقيض من المعنويات العالية التي حافظوا عليها في مواجهة مواقف صعبة سابقًا. ويسأل البيروتيون بعضهم بعضًا الآن "هل الحرب قادمة؟" وعلى ضجيج المكائن وايقاع الرافعات في مواقع البناء يفضل كثير من سكان بيروت ألا يخرجوا باجابات قاطعة واستنتاجات نهائية. ولكن بعيدًا عن العاصمة تُسمع في ريف لبنان طبول الحرب تُقرع عالية. شمال لبنان يتحمل عبئاً كبيراً وتحمل شمال لبنان ذو الأغلبية السنية عبئًا كبيرًا بصفة خاصة من جراء الحرب المستعرة في سوريا. إذ عبر الحدود منه شباب لبنانيون للقتال في سوريا واستقبل بالاتجاه المقابل مئات آلاف السوريين الذين لجأوا الى لبنان هربًا من القتال. وتكفل عامان من الحرب السورية بتحويل الاشتباكات المتقطعة في مدينة طرابلس بين حي باب التبانة ذي الأغلبية السنية وحي جبل محسن ذي الأغلبية العلوية إلى مواجهة دائمة في الآونة الأخيرة. وتصاعدت حدة القتال في كل اسبوع من الأسابيع الثلاثة الماضية بعد خروج حزب الله من الظل للمجاهرة بتدخله السافر في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد. وأخذ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على عاتقه صب الزيت على النار بخطاب اعلن فيه دور ميليشيا الحزب في سيطرة قوات النظام اللاحقة على مدينة القصير الحدودية. خطاب نصر الله الاستفزازي ويرى مراقبون أن خطاب نصر الله الاستفزازي فعل أكثر مما فعله ما يربو على عامين من الفوضى الزاحفة عبر الحدود لتقريب لبنان من دائرة النار. وتنظر اوساط واسعة في لبنان إلى الدور الذي قام به حزب الله في معركة القصير لصالح النظام السوري على أنه الخطوة الأولى نحو معارك أكبر ينخرط فيها الحزب على جبهات القتال في سوريا. وأصبحت مناطق سنية عديدة في شمال لبنان تتعامل مع النزاع السوري بمفردات طائفية متهمة حزب الله بجرها إلى معركة تمتد أبعد من الحدود اللبنانية. في هذه الأثناء يجري تصوير دور حزب الله في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية على أنه تحرك استباقي لحمايتهم من السلفيين والتكفيريين. ويخشى مراقبون أن هذه الأبلسة المتبادلة لدور كل طرف تعمل على تصليب المواقف الطائفية في الجنوب والشمال. تداعيات الاحتقان تتسلل وأخذت تداعيات الاحتقان تتسلل إلى مناطق من بيروت حيث تعيش الطائفتان متجاورتين. ولا تقل حدة التوتر في العاصمة عنها في مناطق الطائفتين في الجنوب والشمال. ولكن في المجلس النيابي اللبناني يبدو أن هناك بوادر انفراج يحاول الفرقاء التوصل إليه لتجنيب لبنان تداعيات قد تثبت أنها لا تقل كارثية عن مصدرها في سوريا. ونقلت صحيفة الغارديان عن نائب في كتلة 14 آذار المعارضة قوله "إن حزب الله يوجه الينا رسائل متواصلة بأنهم لا يريدون أن تخرج الأمور عن السيطرة. ونحن نصدقهم بهذا الشأن، ولكن ما أُطلق قد يتعذر وقفه". في هذه الأثناء تتواصل بلا هوادة حركة الاعمار في بيروت ثمرة عقود وُقِّعت في ايام أفضل يعود الفضل في كثير منها إلى مبادرات رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري قبل اغتياله في عملية تفجير وسط العاصمة عام 2005. ولكن غرف الفنادق في العاصمة شاغرة من حيث الأساس والأسواق التجارية مقفرة. وإذا لم يكن لبنان في حالة حرب حتى الآن فانه ليس متصالحًا مع نفسه، على حد تعبير صحيفة الغارديان.التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف