منافسة محتدمة بدأت ترتسم للحملة الانتخابية في الهند
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: اختيار ناريندرا مودي لقيادة المعارضة في الانتخابات، المرتقب ان تجري في الهند في العام المقبل، تنبئ بمبارزة فريدة بين قومي هندوسي يريد محو ماض مرتبط باعمال عنف دينية وسليل اسرة نهرو-غاندي الذي يرتدي على مضض لباس رئيس محتمل للوزراء.
فقد انتخب مودي رئيس حكومة ولاية غوجارات (غرب) الملقب "نامو" الاحد ليكون مسؤولًا عن الحملة الانتخابية لحزب باراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) الهندوسي استعدادًا لخوض الانتخابات العامة في النصف الاول من العام 2014. وهذا الخيار ينبئ بمبارزة ستلعب فيها شخصية كل من المرشحين، المتعارضتين تماما، دورًا مهيمنًا.
راهول غاندي (42 عاما)، الذي يصغر ناريندرا مودي بعشرين سنة، سيكون المنسق الانتخابي لحزب المؤتمر، الذي تتزعمه والدته صونيا ويترأس حاليًا الائتلاف الحكومي لليسار الوسط. ومع ان ايا من الرجلين لا يضمن توليه منصب رئيس الوزراء ان حصل حزبه على حق تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، فانهما سيتواجهان مرات عدة خلال حملة تستمر اشهرا طويلة في اكبر ديموقراطية في العالم.
وقال مودي امام انصاره الاحد "ان هدفنا هو قيام هند بدون المؤتمر". واضاف بلهجته الشعبوية المعتادة "ان تمكنا من تحرير البلاد من المؤتمر حينئذ ستحل جميع مشاكلنا". لكن تعيين مودي لم يحظ بالاجماع في حزب باراتيا جاناتا، رغم وحدة ظاهرة، وهي نتيجة يتوقع حدوثها على مستوى الناخبين.
فقد اعلن لال كريشنا ادفاني المرشد السابق لمودي الاثنين استقالته. ولم يحضر الاحد الاجتماع متذرعا رسميا باسباب صحية.وذكرت وكالة برس تراست اوف انديا انه انسحب من الحزب بسبب خلافات تتعلق بقيادة باراتا جاناتا، في انتقاد يكاد لا يكون مبطنا لاختيار مودي.
وعنونت صحيفة انديان اكسبرس "ان حزب باراتا جاناتا دعا الى التوحد وراء اكثر من يتسبب بانقسامات"، لكنها لفتت الى الصعود "المذهل" لابن تاجر صغير. ويتوقع في الوقت الحاضر ان يسعى مودي الى تفادي الصراعات بين الاخوة واقناع الناخبين بانه الافضل لقيادة بلد علماني، ترافقت ولادته مع اعمال عنف دينية دموية.
الا ان مودي يحمل ارث ماض مثير للجدل. وقد اتهمته منظمات عدة مدافعة عن حقوق الانسان بانه شجّع ضمنا على اعمال عنف دينية في غوجارات في 2002 خلفت الفي قتيل، عموما من المسلمين، الذين تعرّضوا للمطاردة والحرق احياء او القتل.
وقد اندلعت الاضطرابات انذاك بعد ان قضى 59 حاجا هندوسيا حرقا في حريق قطار. ونفى مودي على الدوام الاتهامات الموجهة اليه، كما انه لم يلاحق قضائيا لكن اسمه مرتبط منذ ذلك الحين بتلك المرحلة المؤلمة، التي تركت اثارها في اوساط المسلمين والمدافعين عن العلمانية.
ولا يزال مودي الذي قاطعته القوى الغربية لاكثر من عقد من الزمن، يحظر عليه الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة بسبب "انتهاكات خطيرة للحرية الدينية" في غوجارات. كما لا تزال الطائفة الاسلامية في الهند التي تعد 177 مليون شخص، اي ما يمثل نحو 15% من الجسم الانتخابي، تخشاه وتكن كرها له على غرار العديد من الاحزاب الاقليمية التي تعتمد على الصوت المسلم.
ومنذ العام 1989 لم يحصل اي حزب على الغالبية المطلقة في البرلمان، وقد يشكل مودي عقبة اكثر منه مساعدة ان كان عليه تشكيل تحالف وطني على رأس البلاد. واسهبت صحيفة ذي تايمز اوف انديا في مقال افتتاحي الاثنين في الحديث خصوصا عن انجذاب الشباب الى مودي وعن وعوده بحكم قوي، فيما يواجه الائتلاف الحكومي الحالي استياء شعبيا بعد فضائح الفساد وكذلك التباطؤ الاقتصادي.
وقد حقق حزب باراتا جاناتا القليل من النجاحات الانتخابية في السنوات الاخيرة. حتى انه خسر معقله الوحيد في جنوب البلاد اثناء انتخابات محلية في كارناتاكا في الشهر الماضي. لكن في وقت يثير فيه مودي حماسا كبيرا لدى ناشطيه، فان راهول غاندي الذي تولى جده وجدته ووالده منصب رئيس الوزراء، يسعى جاهدا من جهته إلى تنشيط حمية انصاره في حزب المؤتمر.
حتى وان عين نائبا لرئيس حزب المؤتمر ومسؤولًا عن تنسيق الانتخابات فان المراقبين يلفتون الى عدم حماسه للاضطلاع بدور الزعيم. وهو لم يلق اي خطاب منذ نيسان/ابريل الماضي.