المتظاهرون في "جيزي بارك" من كل التيارات يحلمون بتركيا جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اسطنبول: ينتمي المتظاهرون الذين يتجمعون في "جيزي بارك" في اسطنبول للاحتجاج على حكومة الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان، الى تيارات متنوعة جدا، من مؤيدين لسياسة كمال اتاتورك وشيوعيين ومشجعي فرق كرة القدم ومنظرين عقائديين، لكن يجمعهم حلم بتركيا جديدة.
وفي هذا التنوع الكبير من الخيام والاعلام الخاصة بكل مجموعة التي انتشرت بين اشجار الحديقة، تبدو الحركات اليسارية المتطرفة المنظمة والمجهزة بشكل جيدا، الاكثر وضوحا. ويعتبر هؤلاء انها مقدمة "للسهرة الكبيرة" التي ناضلوا من اجلها لسنوات، في قلب اسطنبول.
وتقول الناشطة التروتسكية اليف سينيرلي اوغلو (30 عاما) ان "الثورة قد لا تحدث فورا لكن كل الثورات تبدأ بهذا الشكل". وهي ترى انه "عندما يعرف الشعب ماذا يريد ويبدأ بالمطالبة يصبح كل شىء ممكنا". وتؤكد الشابة التي تحمل علم رابطة العمل العمالية "نريد احلال الاشتراكية وهنا نعيش قليلا من الاشتراكية التي نريدها".
وحولها، تتزايد مبادرات تبادل المساعدات من توزيع اطباق شعبية والاشراف على مراكز للعلاج وجمع القمامة وحتى اقامة مكتبة في الموقع. وتثير هذه المبادرات اعجاب بيرتان اوندريلديز الطالب في المرحلة الثانوية الذي يشجع فريق بشيكتاش لكرة القدم.
ويؤكد هذا الشاب انه لم يأت لاسباب سياسية بل من اجل "الكرامة" التي فقدها الشرطيون عندما "ضربوا رجلا امام ابنائه"، والمقربون من الحكومة الذين اثروا بشكل معيب. وردا على سؤال عن مطالبه، يقول الشاب الذي ينام منذ خمسة ايام في المكان انه يريد رحيل الحكومة. ويضيف "في اليابان هناك رئيس للوزراء استقال ثم انتحر. هذا سلوك مشرف".
ولا يريد غول جمال كاراكوش اقل من ذلك من رجب طيب اردوغان. ويقول هذا الطبيب البيطري المتقاعد البالغ من العمر 78 عاما انه جاء من منطقة كارس الجبلية شمال شرق البلاد، ليهتف ضد "الجنرال طيب" باسم مبادىء الجمهورية التركية العلمانية ومؤسسها مصطفى كمال اتاتورك.
ويضيف الرجل الذي وضع ربطة عنق تحمل صورة اتاتورك "منذ ان تولى السلطة يقوم بقمع الشعب. يلقي الابرياء في السجون (...) انه عدو اتاتورك ويبذر اموال الدولة التركية".
والمشاركون في هذه التظاهرات ليسوا جميعا مسيسين. فقد كشف استطلاع للرأي اجرته جامعة بيلجي في اسطنبول عبر الانترنت وشمل ثلاثة آلاف متظاهر، ان سبعين بالمئة منهم قالوا انهم ليسوا قريبين من اي حزب سياسي.
وتؤكد ايسيغول التي فضلت استخدام اسم مستعار، انها انضمت الى المتظاهرين لعدة اسباب منها انها علوية قلقة من وجود نظام اسلامي محافظ سني في السلطة.
وتقول هذه الموظفة البالغة من العمر 38 عاما "اعتقد ان لدى الحكومة احكاما مسبقة ضدنا واريد ان ترحل". والدليل على ذلك برأيها اطلاق اسم السلطان سليم الاول ياوز الذي قام بتصفية عشرات الآلاف من العلويين في القرن السادس عشر، على جسر ثالث بدأت اعمال بنائه على البوسفور.
وتضيف باستياء "عندما تكون هناك مواجهات مذهبية في كل الشرق الاوسط، يكون اطلاق اسم كهذا على جسر خطوة استفزازية". اما بسيم كاراكاديلار (36 عاما) بلحيته الطويلة ونظرته الثاقبة، فيؤكد انه لا ينتمي سوى الى حزب واحد هو حزب الروح.
وفيلسوف الرياضيات هذا عاد للتو من فنلندا حيث انجز دراسة بعد الدكتوراه. ويقول انه اعجب بالتغييرات في المجتمع التركي. ويقول "حتى اذا كان كل شىء رمزيا، اعتقد انه بعد جيزي سيلقي الناس نظرة جديدة على مجتمعهم".
ويضيف "يمكننا جميعا ان نرى التضامن هنا (...) وفي نهاية المطاف نهتف يدا بيد ضد الفاشية وان لم تجمعنا فكرة واحدة عن الفاشية".