أخبار

رافقتها اشتباكات مع المسلحين وأوقعت 400 قتيل وجريح

تفجيرات العراق قتلت آمالًا بهدنة أمنية بعد المصالحة.. والبعث مسؤول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أوقعت موجة هجمات في العراق مساء الاثنين 91 قتيلًا وأكثر من 320 جريحًا، وأجّجت المخاوف من انزلاق البلاد نحو نزاع طائفي جديد على غرار ما حصل بين العامين 2006 و2007. وأصدر حزب البعث العراقي عدة بيانات أعلن فيها مسؤوليته عن التفجيرات.

لندن: أنهى عشرون تفجيرًا ضربت مدنًا عراقية شمالية وجنوبية هدوءًا نسبيًا استمر عشرة أيام أعقب لقاء القادة وتصالحهم أمام شاشات التلفزيون، حيث شهدت البلاد مساءً داميًا امتد من محافظة نينوى في شمال بغداد إلى بابل جنوبها ليوقع 91 قتيلاً ويصيب أكثر من 320 آخرين معظمهم من عناصر القوات الأمنية التي اشتبكت مع المسلحين في اعقاب تنفيذ هذه التفجيرات التي كانت في معظمها انتحارية بعشر مفخخات، إضافة إلى عبوات ناسفة ادعت بيانات أصدرها حزب البعث مسؤوليته عن قسم منها.

التفجيرات أنهت آمالاً علقت على المصالحة

وجاءت هذه التفجيرات الدامية لتنهي آمالاً عريضة عوّل عليها العراقيون في تحقيق أمنهم اعقبت لقاء القادة على طاولة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم السبت الماضي وشهدت عناقًا وتبادل قبلات بين رئيسي السلطتين: التنفيذية، رئيس الحكومة نوري المالكي، والتشريعية رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.

فقد شهدت محافظات نينوى وبغداد وكركوك وبابل وصلاح الدين الليلة الماضية تفجيرات معظمها بسيارات مفخخة وأخرى بعبوات ناسفة استهدفت غالبيتها مواقع ومراكز عسكرية للقوات الأمنية التي فقدت معظم ضحايا هذه التفجيرات التي زادت على 400 بينهم 91 قتيلاً و320 جريحاً. وترافقت هذه التفجيرات مع اشتباكات دامية ايضًا بين المسلحين والمهاجمين حيث سقط افراد من الطرفين لم يعرف عددهم بعد.

ودان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي هذه "التفجيرات اﻻجرامية التي طالت المواطنين اﻻبرياء في بغداد وعدة محافظات".. ودعا في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" الأجهزة الأمنية "الى أخذ كافة التدابير اللازمة للحد من هذه الهجمات والوقوف بقوة وحزم امام هذه التهديدات التي يحاول من يقف وراءها تمزيق وحدة العراق وزرع بذور الفتنة بين مكوناته".

البعث يعلن مسؤوليته

وترافقت هذه التفجيرات مع 12 بيانًا اصدرها حزب البعث العراقي المحظور واستلمت "إيلاف" نسخًا منها وادّعى فيها أن "العشائر العراقية المنتفضة" هي التي نفذت هذه التفجيرات والمواجهات المسلحة ضد قوات الأمن.

وقال الحزب في بياناته إن (العشائر العراقية المنتفضة قد نفذت هجومات بالصواريخ وقذائف الهاون ضد مقرات ميليشيات القوات الصفوية المجرمة". وأضاف أنّ "حالات فرار وهلع قد اصابت الجيش الصفوي المجرم وميليشيات الشرطة الاتحادية الصفوية في مدينة الموصل"، بحسب قوله.

ولم يصدر عن السلطات العراقية بعد أي اتهام للحزب لكنها عادة ما تحمّله وتنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة مسؤولية اعمال العنف التي تشهدها البلاد، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال الاسابيع الماضية لتعيد العراق إلى اجواء الاقتتال الطائفي خلال عامي 2006 و2007.

يذكر أن حزب البعث الذي يقوده حاليًا عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين، يقود حاليًا تشكيلات مسلحة يطلق عليها جيش النقشبندية، عادة ما يقول مسؤولون أمنيون عراقيون إنه قد تم اعتقال عدد من قادته وعناصره.

من الشمال إلى الجنوب

وجاء انفجار هذه السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والمعارك بالأسلحة في أنحاء العراق وسط تصاعد للاضطرابات زاد المخاوف من عودة الحرب الأهلية الطائفية بعد أن ادت اعمال العنف إلى مقتل حوالي 2000 شخص منذ نيسان (ابريل) الماضي، وذلك بالتزامن مع زيادة التوتر السياسي بين الزعماء العراقيين.

وشهدت مدينة الموصل ذات الغالبية السنية (350 كلم شمال بغداد) خمس هجمات بواسطة سيارات مفخخة مساء اسفرت عن مقتل حوالي 36 شخصاً واصابة ثمانين آخرين من قوات الأمن العراقية. وفي مواجهة هذا الوضع فرض الجيش العراقي حظراً للتجوال في مدينة الموصل حتى اشعار آخر.

والموصل هي عاصمة محافظة نينوى في شمال العراق والتي تعتبر الثانية بعد بغداد ويقطنها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة وتعد مركزًا للحركة الاحتجاجية ضد رئيس الوزراء نوري المالكي.

وسجلت هجمات أخرى في كركوك ومنطقتها وتكريت وطوزخورماتو مخلفة 16 قتيلاً، كما اسفرت ثلاثة اعتداءات في سوق داخل مدينة جديدة الشط في محافظة ديإلى عن مقتل 13 شخصاً. وفي سوق أخرى في التاجي عند المدخل الشمالي لبغداد اسفر هجوم آخر عن سبعة قتلى.

ومساء في المدائن بجنوب بغداد وقع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف الشرطة والجيش وخلف ضحايا، وفي بغداد أدت اربعة انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مدينة الصدر إلى مقتل واصابة حوالي 30 عراقيًا.

مواجهات مسلحة

وإضافة إلى هذه التفجيرات فقد شهدت محافظات الموصل وبابل وصلاح الدين الليلة الماضية مواجهات بين المسلحين والقوات الأمنية ادت إلى مقتل واصابة العديد من الطرفين. فقد قتل ضابط برتبة نقيب وخمسة جنود بهجوم مسلح جنوب مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد.

وقال مصدر في الجيش العراقي إن مسلحين مجهولين اطلقوا نيران اسلحتهم الرشاشة تجاه نقطة تفتيش تابعة للواء 48 في الفرقة الرابعة بالجيش في منطقة الضباعي جنوب تكريت مما اسفر عن مقتل جميع افراد النقطة وعددهم سته بينهم الضابط، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

كما قتل جندي واثنان من المسلحين واصيب اربعة جنود مساء بهجوم مسلح في قضاء الدور شرق تكريت. وافاد مصدر أمني أن مسلحين مجهولين اطلقوا نيران اسلحتهم الرشاشة تجاه نقطة تفتيش في منطقة البوخدو التابعة لقضاء الدور شرق تكريت مما اسفر عن مقتل جندي واصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، فضلاً عن مقتل اثنين من المسلحين المهاجمين.

وأضاف المصدر أن الهجوم تزامن مع هجوم مسلح آخر تعرضت له نقطة تفتيش لقوات الجيش في منطقة الضباعي جنوب تكريت. وايضا قتل 7 من الجيش والشرطة واصيب 4 في اشتباكات اعقبت انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري شرق تكريت.

وفجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في نقطة تفتيش للجيش والشرطة الاتحادية في قرية غماز بناحية سليمان بيك التابعة لقضاء طوزخرماتو شرق تكريت ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود واربعة من الشرطة واصابة اربعة آخرين بجروح خطيرة وإلحاق اضرار مادية بنقطة التفتيش وعجلتين للنقطة.

وأشار إلى أنّ القوات الأمنية ارسلت دعمًا وتعزيزات أمنية لتفتيش المنطقة بحثًا عن احتمال وجود انتحاريين وسيارات مفخخة أخرى. كما وقعت اشتباكات مساء أمس بين مجموعات مسلحة وقوات من الجيش بناحية جرف الصخر 45 كم شمال غرب الحلة (100 كم جنوب بغداد). وقال مصدر أمني إن المسلحين استخدموا في الاشتباكات الهاونات والاسلحة الرشاشة مما اوقع خسائر بين الطرفين.

وفرضت السلطات العراقية خلال الايام الماضية اجراءات مشددة على حركة السيارات التي تحمل لوحات موقتة في بغداد اثر انفجار عدد منها من دون التوصل إلى كشف مالكيها لكنها لم تتخذ الاجراء ذاته في المحافظات المجاورة.

وانفجرت خلال الايام العشرة الاخيرة من الشهر الماضي حوالي خمسين سيارة مفخخة اودت بالمئات في شهر دامٍ قتل فيه اكثر من الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة، ما يجعله اكثر الاشهر دموية منذ منتصف عام 2008.

وقالت بعثة المنظمة الدولية في العراق إن عدد العراقيين الذين قُتلوا جراء أعمال العنف والإرهاب الشهر الماضي قد بلغ أكثر من 1045 وجُرح 2397. وأوضحت أن عدد القتلى من المدنيين بلغ 963 من بينهم 181 من أفراد الشرطة المدنية، فيما بلغ عدد المدنيين الذين أصيبوا بجراح 2191 من بينهم 359 من أفراد الشرطة المدنية. كما قُتل 82 من أفراد قوات الأمن العراقية وجُرح 206 آخرون.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيّد مارتن كوبلر: "هذا رقم قياسي يدعو للحزن ويجب على السياسيين العراقيين التحرك فورًا لوقف هذه الموجة غير المقبولة من سفك الدماء". وقد شهدت محافظة بغداد أكبر عدد من الضحايا بمجموع 1817 مدنياً، من بينهم 532 قتيلاً و1285 جريحًا، تليها محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وديإلى وكركوك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف