محمد رضا عارف غيّر المعطيات قبل أيام على الاقتراع
الإصلاحيون في إيران يتحدون خلف روحاني وخاتمي يدعو للتصويت له
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انسحب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء من سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية وغيّر بذلك المعطيات قبل ثلاثة أيام على الاقتراع تاركا حسن روحاني المرشح الوحيد الرسمي للتيارين المعتدل والإصلاحي.
طهران: دعا الرئيس الإيراني الاسبق محمد خاتمي الثلاثاء الإيرانيين إلى التصويت للمعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية المرتقبة الجمعة كما ورد على موقعه الالكتروني الرسمي. وقال خاتمي "ادعو الجميع وخصوصا الإصلاحيين وكل الذين يريدون عظمة امتنا إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت للسيد روحاني".
وكتب خاتمي في رسالته "انطلاقا من واجبي تجاه بلادي ومستقبل الشعب، سأصوت لأخي العزيز روحاني". ويأتي هذا الاعلان بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف من السباق الرئاسي بطلب من خاتمي.
وروحاني البالغ من العمر 64 عاما مدعوم ايضا من الرئيس السابق المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني. وجرت مداولات بين المعتدلين والإصلاحيين منذ فترة لخوض الانتخابات الرئاسية وهم متحدون.وروحاني رجل الدين المعتدل تولى ملف المفاوضات النووية مع الدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) بين 2003 و 2005. وقد وافقت طهران آنذاك على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وانسحب عارف من الانتخابات صباح الثلاثاء وكتب بيانا نشر باكرا على موقعه الالكتروني "تلقيت فجر الاثنين .. رسالة من (الرئيس السابق) محمد خاتمي زعيم الحركة الإصلاحية يقول فيها انه لن يكون من الحكمة ان ابقى في سباق الانتخابات الرئاسية (في 14 حزيران/يونيو) .. وقررت بالتالي الانسحاب من السباق".
وضاعف القادة والناشطون الإصلاحيون في الايام الاخيرة الدعوات ولا سيما خلال التجمعات الانتخابية من اجل انسحاب عارف لصالح روحاني.
وانسحاب عارف يأتي بعدما اعلن احد المرشحين المحافظين الخمسة هو الرئيس السابق لمجلس الشورى غلام علي حداد عادل الاثنين انسحابه لزيادة فرص المحافظين في الفوز. وكانت فرص الرئيس السابق لمجلس الشورى تبدو ضئيلة في نظر المراقبين.
ولم يعلن عارف رسميا انه يدعو للتصويت لصالح روحاني. لكن المجلس الاستشاري للإصلاحيين والمعتدلين الذي شكله محمد خاتمي اعلن في بيان رسمي ان "حسن روحاني بات مرشح المعسكر الإصلاحي".
وقال روحاني الاثنين خلال تجمع في كردستان "سأتبع نفس الطريق الذي سلكه خاتمي ورفسنجاني". واضاف "لا اوافق على السياسة الخارجية الحالية للبلاد. سنسعى إلى توافق جيد (مع الدول الاجنبية) لتخفيف العقوبات تدريجيا ورفعها بالكامل".
ويدعو روحاني إلى سياسة مرنة اكثر في المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب المانيا) لتسوية الملف النووي الإيراني.
وفي ظل رئاسة خاتمي كان روحاني امين سر المجلس الاعلى للامن القومي. وبصفته هذه كان مسؤولا عن المفاوضات النووية بين إيران والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) لحل الازمة النووية الإيرانية بين 2003 و 2005.
وكانت إيران وافقت على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية الذي يتيح عمليات تفتيش مباغتة للمنشآت النووية الإيرانية.
وانتقد مناصرو سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين حاليا في الملف النووي، سياسة روحاني بشدة مؤكدين انه تنازل كثيرا من دون الحصول على شيء من القوى الغربية. وفي 2005 وبعد انتخاب محمود احمدي نجاد، تخلى عن منصبه واستأنفت إيران حينذاك انشطة تخصيب اليورانيوم وعلقت العمل بتطبيق البروتوكول الاضافي.
وصباح الثلاثاء اشادت الصحافة المعتدلة والإصلاحية بالوحدة التي اثبتها هذا المعسكر. وعنونت صحيفة ارمان "الاتحاد العظيم" فيما اشادت صحيفة اعتماد بـ"تصويت الإصلاحيين لروحاني" مؤكدة ان قرار المسؤولين الإصلاحيين اعلن "بعد عدة اسابيع من المشاورات".
وردا على سؤال الصحيفة شكر حسن روحاني "الإصلاحيين على دعمهم". واعتبارا من الاثنين علت اصوات في معسكر المحافظين للدعوة إلى الوحدة تمهيدا لقرار عارف.
وحذر حسن شريعة مداري مدير صحيفة كايهان المحافظة المتشددة الاثنين من انه في حال "تشتت الاصوات لدى المحافظين، فان مرشحا محافظا سينتخب بفارق ضئيل مع مرشح الإصلاحيين الذين يمكن ان يستخدموا هذه الحجة للقيام بالدعاية (...) هذا التشتت ليس منطقيا".
لكن في الوقت الراهن لم يتطرق اي من المرشحين المحافظين الثلاثة الذين يعتبرون الاوفر حظا بالفوز إلى احتمال انسحابه.
والاثنين دعا المرشح المحافظ حداد عادل المحافظين إلى الوحدة من اجل افساح المجال امام انتخاب احد المحافظين من الدورة الاولى او لوصول مرشحين محافظين لكي يتنافسا في حال حصول دورة ثانية من اجل اغلاق الطريق امام الإصلاحيين.