أخبار

مؤسس (ويكيليكس) الهارب في لندن يتحالف مع المختفي بهونغ كونغ

أسانج يدعو العالم لمساندة البطل سنودن كاشف فضائح التجسس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في وقت قال مؤسس موقع ويكيليكس الاسترالي جوليان أسانج إن الأميركي ادوارد سنودن الذي كشف قضية التنصت، يعد بطلاً يتوجب تأمين ملجأ له، اعتبر غالبية الأميركيين أنهم يؤيدون تجسس حكومتهم عليهم لتفادي تعرّضهم لهجمات إرهابية. أعلن مؤسس ويكيليكس الأسترالي جوليان أسانج اللاجىء لدى سفارة الاكوادور في لندن تحالفه مع الأميركي ادوارد سنودن، الذي فضح قضية تنصت حكومة الولايات المتحدة الأميركية على خدمتي الهواتف والإنترنت واعتبره "بطلاً"، داعياً دول العالم لتقديم ملجأ آمن يحميه من الاجراءات المحتمل اتخاذها بحقه. وتزامناً بدأت الولايات المتحدة تحركاً ضد سنودن، اذ اعتبر مسؤولون كبار في الكونغرس الاثنين أن عمله يرقى الى جريمة "الخيانة" وشددوا على ضرورة ترحيله من هونغ كونغ بأسرع وقت. واعلنت السناتورة الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا ديان فاينستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ امام وسائل الاعلام أن "كل الهيئات تتحرك بشكل حازم"، معتبرة أن ما قام به سنودن يعتبر "خيانة". وتحدثت تقارير عن اختفاء ادوارد سنودن الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية، والذي يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الأميركي والذي سرب تفاصيل برنامج التجسس، وقالت إنه اختفى عن الانظار في هونغ كونغ قبل حملة محتملة من جانب الحكومة الاميركية لإعادته للولايات المتحدة لمواجهة اتهامات. ورفضت القنصلية الاميركية في هونغ كونغ ومكتب الأمن في هونغ كونغ التعليق على القضية، إلا أن المسؤولة السابقة عن أمن هونغ كونغ ريجينا ايب قالت إن "على ادارة المدينة الالتزام باتفاقاتها مع الولايات المتحدة والتي تشمل ترحيل اللاجئين". سنودن بطل وقال أسانج في مقابلة مع قناة (سكاي نيوز) البريطانية: "ادوارد سنودن بطل، قام بإعلام المجتمع بواحد من أهم الأحداث الواقعة خلال العقد الفائت، وهو انشاء نظام تجسس عام، وهذا النظام أثر سلباً على المحاكم في الولايات المتحدة الاميركية بجعلها سرية و تصدر أحكاماً تخالف الضمانات القانونية لجميع السكان." و اضاف اسانج معلقًا على نظام التنصت المفضوح: " ليس هذا كل شيء فقد طال شركات تكنولوجيا اميركية مثل "غوغل" و"ياهو" و"سكايب" و"فايسبوك" وغيرها لنشر هذه الملاحقة في جميع العالم." وعبّر مؤسس موقع ويكيليكس عن مشاعره تجاه فضيحة التنصت بالولايات المتحدة الأميركية : "أنا وصحافيون آخرون ومناضلون لأجل الحريات الشعبية، أقمنا شركة مضادة لهذا. أنا في غاية السعادة أن تتوفر اثباتات بهذا الوضوح للمجتمع." ودعا أسانج دول العالم لتأمين ملجأ لسنودن بقوله: "لابد من مخاطبة السياسيين المحليين و الاعلام لتأمين ملجأ آمن لسنودن"، وأضاف: "ليس لدي أدنى شك أن اجراءات جدية و عدائية ستتخذ ضد سنودن". وأشار موقع ويكيليكس الى أن الحكومة الصينية قد تكون ميالة لتسليم سنودن للولايات المتحدة الأميركية لتحسين العلاقة بين البلدين. مطالبة بتسليم سنودن وإلى ذلك، كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفير بساكي اشارت الاثنين إلى أن "اتفاق تسليم المطلوبين تم توقيعه مع هونغ كونغ في 1996 ودخل حيز التنفيذ في 1998 ولا يزال ساريًا واستخدمناه مرات عدة في السنوات الماضية". في حين قال رئيس وكالات الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر إن ما قام به سنودن اضر بشكل بالغ بأمن الولايات المتحدة واحال القضية الى القضاء الذي بدأ تحقيقًا في الامر. وكان سنودن عبّر عن خطورة وضعه الحالي من خلال تصريحاته التي نشرتها صحيفة (الغارديان) اللندنية الاثنين، وهو كشف أنه خطط للهرب منذ أشهر طويلة عندما جمع معلومات واثباتات تشير الى تنصت حكومة الولايات المتحدة الأميركية على خدمتي الهواتف والإنترنت. وقال للصحيفة: "نعم قد تختطفني الاستخبارات الأميركية المركزية" و أضاف: " قد يأتي طرف ثالث متعاون معهم،فهم على تعامل وثيق مع عدة دول"، وغادر سنودن الفندق الذي أقام فيه بهونغ كونغ أول من أمس الاثنين، ولم يعلن عن مكان تواجده الى الآن. وابلغ سنودن الصحيفة اللندنية أنه قام بذلك العمل بدافع من ضميره لحماية "الحريات الاساسية للناس في شتى انحاء العالم." وقال إنه فكر طويلاً ومليًا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الامن القومي الاميركي يسمى (بريزم)، إنه فعل ذلك لأنه شعر أن الولايات المتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجسس على جميع الاميركيين. وقال إنه قرر تسريب المعلومات بعد أن اصبح يشعر باستياء من الرئيس باراك اوباما الذي قال إنه واصل سياسات سلفه جورج دبليو.بوش. وأضاف: "لا اريد أن اعيش في مجتمع يفعل اموراً من هذا النوع.. لا اريد أن اعيش في عالم يسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعداً لأن ادعمه أو اعيش في ظله." صدمة وتأييد على هذا الصعيد، أشار استطلاع لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الى أن غالبية الاميركيين ليسوا ضد التنصت الحكومي عليهم ، حيث أن 62 في المئة من المشتركين بالاستبيانمتأكدون أن الدولة والحكومة ملزمة بالتحقيق لاستدراك التهديدات الارهابية قبل تنفيذها، وإن تطلب الأمر خرق حياتهم الخاصة، كما أشار 56 في المئة الى أنهم يتقبلون برنامج وكالة الأمن القومي الأميركية لمراقبة الاتصالات. واثارت عمليات الكشف التي قام بها سنودن صدمة في شتى انحاء واشنطن، حيث دعا العديد من النواب يوم الاثنين الى تسليمه ومحاكمته بعد أهم عملية تسريب أمني في تاريخ الولايات المتحدة. ولكن هناك بعض العلامات على أن موقف سنودن ضد التجسس الحكومي ودفاعه عن الحرية الشخصية لاقى صدى لدى بعض الاميركيين على الاقل. وفي سياق متصل، تدفق المؤيدون لمساعدة سنودن على الانترنت حيث قام اكثر من 25 الف شخص بالتوقيع على إلتماس على الانترنت يحث الرئيس باراك اوباما على العفو عن سنودن حتى قبل توجيه اتهامات له. وأدت محاولة منفصلة على فيسبوك لجمع اموال للدفاع القانوني عن سنودن الى جمع نحو ثمانية آلاف دولار خلال بضع ساعات فقط. الفرار الى هونغ كونغ إلى ذلك، ابدى احد الخبراء القانونيين حيرته في تفسير قرار سنودن بالفرار الى هونغ كونغ لأنها مرتبطة باتفاقية لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة في حين لا يوجد مثل ذلك مع الصين نفسها. وقال إنه في قضايا جنائية عادية على عكس هذه القضية اظهرت هونغ كونغ استعدادًا في السنوات الاخيرة لتسليم اشخاص لمواجهة اتهامات في الولايات المتحدة. وقال سنودن في الشريط المصور الذي نشرته الغارديان إن"هونغ كونغ لديها تقليد راسخ من حرية الكلام." وقال سنودن الذي قال إنه ترك صديقته في هاواي دون ابلاغها الى أين هو ذاهب إنه يعرف المجازفة التي يقوم بها، ولكنه يعتقد أن حجم العلانية التي حظي بها ما قام بالكشف عنه خلال الايام القليلة الماضية يستحق ذلك. وقال: "خوفي الأساسي من أن يلاحقوا عائلتي واصدقائي وصديقتي . وأي شخص كانتلي علاقة به، وعليّ أن اتكيّف مع هذا الامر بقية حياتي. لن استطيع الاتصال بأحد منهم. إنها(السلطات) ستتصرف بعدوانية مع أي شخص كان يعرفني. هذا ما يؤرقني." وتحدث سنودن عن استعداده للتخلي عن حياة رغدة في هاواي حيث كان دخله يبلغ نحو 200 الف دولار سنويًا. وقال: "انني مستعد للتضحية بكل هذا لأنني لا استطيع أن اشعر براحة ضمير مع السماح للحكومة الاميركية بتدمير الحياة الشخصية وحريات الانترنت والحريات الاساسية للناس في كل انحاء العالم بآلة الرقابة الضخمة تلك التي يقومون ببنائها سرًا."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف