بداية الحديث عن خلافة بوتفليقة رغم الاخبار المطمئنة حول صحته
نشر أول صور للرئيس الجزائري المريض منذ 47 يومًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما تسعى السلطات الجزائرية إلى طمأنة الرأي العام حول صحة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الأربعاء أول صورة له وهو في مستشفى عسكري في فرنسا. وبدا الرئيس الجزائري مرتديا لباس النوم.
الجزائر: نشرت وسائل الاعلام الجزائرية الاربعاء للمرة الاولى صورا وشريط فيديو للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهو في مستشفى عسكري في فرنسا.
والتقطت الصور الأربع التي نشرتها وكالة الانباء الجزائرية خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح للرئيس الثلاثاء وظهر فيها بوتفليقة جالسا مع الرجلين ومرتديا لباس نوم.
وفي صورة ثانية ظهر بوتفليقة (76 عاما) يرتشف فنجان قهوة وفي اخرى وكأنه يتحدث مع الفريق قايد صالح، وبدا متمكنا من تحريك يده اليمنى.
وظهر بوتفليقة في الصور على هيئات مختلفة، فمرة راسه مرفوع ومرة راسه منحن ومرة يده اليمنى على الطاولة ومرة يحمل بها فنجان القهوة.
وفي المساء بث التلفزيون الرسمي شريط فيديو يظهر فيه الرئيس بوتفليقة جالسا على كنبة وهو يتكلم مع محاوريه الاثنين.
كما ظهر الرئيس وهو يرتشف فنجان قهوة ثم يمسح فمه بمنديل وبدا انه يحرك القسم الاعلى من جسده ورأسه بسهولة جهة اليمين اكثر منه لجهة اليسار.
ولم يكن الشريط مرفقا بصوت وبالتالي لم يكن بالامكان سماع صوت الرئيس الجزائري.
وهي المرة الاولى التي يبث فيها شريط فيديو وصور للرئيس الجزائري منذ جنازة الرئيس السابق علي كافي في 17 نيسان/ابريل. وهو نقل للعلاج في المستشفى العسكري فال دوغراس بباريس في 27 من الشهر نفسه.
وتنتهي الولاية الثالثة للرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999، في 2014 ، الا ان بعض احزاب المعارضة تطالب باعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور بسبب "عجز الرئيس عن اداء مهامه".
وسبق ان عولج الرئيس الجزائري في مستشفى فال دوغراس في 2005 لحوالي شهر بعد اصابته بنزيف معدي بسبب قرحة، ولم تبث صور له في التلفزيون الحكومي الا بعد مرور ثلاثة اسابيع.
واضافة الى ان هذه الصور هي الاولى لبوتفليقة المريض، فانها كذلك اول صور للرئيس الجزائري بدون البزة الرسمية وربطة العنق منذ توليه الرئاسة في 1999.
طمأنة الرأي العام
وتسعى السلطات الجزائرية الى طمأنة الراي العام حول الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعالج في فرنسا منذ 47 يوما، في مواجهة الشكوك والمطالب بمعرفة ما يتم مناقشته في الكواليس حول خلافة الرئيس.
وتم الاعلان للمرة الأولى عن زيارة رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح للرئيس المريض في مستشفى ليزانفاليد في باريس. وتاتي الزيارة بعد الحملة الاعلامية التي بدأتها السلطات منذ عدة ايام لتقديم الرئيس بوتفليقة على انه في فترة نقاهة ويستمر في تسيير شؤون الدولة التي يقودها منذ 14 سنة.
وقال سلال بعيد الزيارة ان بوتفليقة "تجاوب بشكل جيد وحالته الصحية تبدو جيدة"، بينما نشر بلاغ صحي للطبيبين المرافقين للرئيس اشارا فيه الى ان بوتفليقة يواصل "فترة تاهيل وظيفي" بمستشفى ليزانفاليد بالعاصمة الفرنسية "بغرض تدعيم التطور الايجابي لحالته الصحية".
وجاءت التصريحات بعد نشر بلاغ صحي للاطباء المرافقين حول صحة الرئيس اشاروا فيه إلى ان بوتفليقة يواصل "فترة تأهيل وظيفي" في مستشفى ليزانفايد في العاصمة الفرنسية "بغرض تدعيم التطور الايجابي لحالته الصحية".
واشارت مصادر في الجزائر وباريس الثلاثاء ان مصورين دخلا الى مستشفى ليزانفاليد حيث يتلقى بوتفليقة العلاج. لكن لم يتم بث اي صورة حتى الان عن اللقاء. ولخصت صحيفة "لوسوار دالجيري" الوضع قائلة "الغموض يبقى قائما والمخاوف ايضا خاصة مع عدم بث صور للرئيس بوتفليقة".
اما المحلل السياسي محمد هناد فاعتبر انه "اذا لم يتم اظهاره فهذا يعني انه في وضع سيئ". واضاف الاستاذ في المدرسة العليا للعلوم السياسية "لا نملك سوى محاولة فك شيفرة (ما يقال) ولم نخرج من التخمين".
من جانبه، يسخر المحلل السياسي رشيد تلمساني قائلا "النظام الجزائري لا يعتبر نفسه مجبرا على تقديم حسابات للشعب. هناك غياب تام للاتصال". وبالنسبة لهناد فان خلافة بوتفليقة الذي ينهي ولايته الثالثة في 2014 "تسير الان كجزء من ترتيب الاشياء. والدستور واضح، اذا كان هناك مانع فليتم اعلانه".
ما بعد بوتفليقة
وتعالت منذ اسابيع اصوات المعارضة المطالبة بتطبيق المادة 88 من الدستور واعلان استحالة قيام الرئيس بمهامه، حتى يبدأ التحضير لمرحلة ما بعد بوتفليقة. وكان محمد مشاطي عضو مجموعة ال22 التي فجرت حرب تحرير الجزائر (1954-1962) من الاستعمار الفرنسي، آخر من دعا الثلاثاء صراحة الجيش الى "التحرك سريعا" لانهاء ازمة مرض بوتفليقة.
وتوجه مشاطي بصفة مباشرة الى قيادة الجيش قائلا "انتم الذين اخترتم وفرضتم هذا الرجل (بوتفليقة) واعلنتموه فائزا في الانتخابات ثم اعدتم انتخابه، زورا وبوقاحة (...) اليوم وهذا الرئيس مريض، الدولة باكملها متأثرة بذلك، وهذه نتائج تصرفات دكتاتورية ومستبدة لسلطته".
واضاف مشاطي " ان شجاعتكم ووطنيتكم التي لا نشك فيها يجب ان تدفعكم للتحرك سريعا، لان ذلك يتعلق ببقاء بلدنا، وسيكون الجزائريون ممتنين لكم". وادت اصابة بوتفليقة بجلطة دماغية في 27 نيسان/ابريل "الى خلط اوراق الولاية الرابعة، واصبح الرهان الاساسي هو ربح الوقت والبحث عن اجماع بين القوى الضاغطة حول رجل (الرئيس القادم) يعزز الوضع القائم" بحسب تلمساني.
واضاف انه في مرحلة ثانية سياتي الحديث عن "المانع" للاسراع في انتخاب خليفة بوتفليقة او الابقاء عليه الى نهاية ولايته وتنطيم انتخابات رئاسية في نيسان/ابريل 2014، وهو ما يفسر الصراع الذي نشاهده عبر الصحف.
المؤسسة الأمنية تقرر
وبالنسبة لتلمساني فان "نطام فرض الرؤساء لم يتغير: المؤسسة الامنية هي التي تقرر". اما الضابط السابق في جهاز المخابرات والمحلل السياسي شفيق مصباح فقال "من الضروري تفعيل المادة 88". واضاف "الحفاظ على الوضع القائم حتى 2014 غير ممكن برايي، فلا يمكن استغباء المواطنين" في اشارة الى الاخبار المطمئنة التي تنشرها المصادر الرسمية.
وتنص المادة 88 من دستور 2008 على انه " اذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا(...) ويقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع".
وتضيف المادة "يُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/3 ) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة" وهو حاليا عبد القادر بن صالح (70 سنة).
وتختتم المادة "وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء خمسة وأربعين (45) يوما، يُعلَن الشغور بالاستقالة وجوبا" ويتولى بن صالح الرئاسة لمدة اقصاها ستون يوما يتم خلالها تنظيم انتخابات رئاسية دون ان يكون له الحق الترشح لها.