أخبار

محللون: نتائج الانتخابات نضج سياسي يهيئ لقيادة عراقية متوازنة

الصدر والحكيم ماضيان بتشكيل الحكومات المحلية على حساب المالكي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نجح تحالف الحكيم والصدر في الاستحواذ على المناصب الرئيسة في أغلب الحكومات المحلية في المحافظات الـ 12 التي جرت فيها الانتخابات مؤخًرا وذلك على حساب ائتلاف المالكي الذي فقد منصب محافظي أكبر محافظتين هما العاصمة بغداد والبصرة الجنوبية.

لندن: نجحت قائمة المواطن الممثلة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم وقائمة الأحرار الممثلة للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حتى الآن في تقاسم المناصب الرئيسة للحكومات المحلية في المحافظات التي فازت فيها بالاغلبية وهي البصرة والمثنى والكوت والناصرية وبابل وبغداد والديوانية حيث كان منصب أكبر محافظتين هما بغداد والبصرة من نصيب الصدريين والمجلس الاعلى على التوالي.

العاصمة بغداد

وفي بغداد، أشار رياض العضاض القيادي في الحزب الاسلامي العراقي وعضو مجلس محافظة بغداد عن كتلة متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي إلى ان تحالف الحزب مع كتلة الاحرار الصدرية والمجلس الاعلى المتمثل في ائتلاف المواطن، قطع الطريق على تشكيل الحكومة المحلية في بغداد وسيشكل الحكومة المحلية التي كان ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي يحتفظ بمحافظها.

وأوضح انه تم توزيع المناصب المحلية بين كتل التحالف حيث منح منصب المحافظ لكتلة الاحرار ونائب المحافظ الاول الاداري لكتلة المواطن ونائب المحافظ الفني للعراقية اما رئيس المجلس لكتلة متحدون ونائب رئيس المجلس لحزب الدعوة تنظيم الداخل.

ومن جهته، دعا محافظ بغداد المنتهية ولايته صلاح عبد الرزاق اعضاء مجلس المحافظة الجديد، إلى عقد جلسة للمجلس السبت المقبل.

ويبلغ عدد مقاعد مجلس محافظة بغداد 58 مقعدا احرز فيها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي المرتبة الاولى بحصوله على 20 مقعداً تلته كتلة متحدون بزعامة النجيفي بالمرتبة الثانية بحصولها على سبعة مقاعد وحل ائتلاف المواطن في المرتبة الثالثة بحصوله على ستة مقاعد وجاء ائتلاف الاحرار بالمرتبة الرابعة بحصوله على خمسة مقاعد وتلاه ائتلاف العراقية الوطني الموحد بحصوله على ثلاثة مقاعد.. فيما بلغ عدد مقاعد الكوتا للاقليات اربعة والمقاعد المخصصة للنساء 15 مقعداً.

البصرة الجنوبية

وفي محافظة البصرة الجنوبية، تم امس اختيار ماجد النصراوي محافظا لها والمحافظ المنتهية ولايته خلف عبد الصمد رئيسا لمجلس المحافظة. وتم في التصويت الذي اجراه اعضاء مجلس المحافظة الجديد انتخاب محمد طاهر من كتلة الاحرار نائبا اول للمحافظ وضرغام عارف من الفضيلة نائبا ثانيا كما انتخب وليد كيطان نائبا لرئيس مجلس المحافظة.

وجرى التصويت وفق نظام الاقتراع السري بحضور 28 عضوا من اصل 35 عضوا يمثلون مجمل اعضاء الحكومة المحلية في البصرة. و تخلف عن الحضور اعضاء كتلة بدر ولها 4 مقاعد و2 من المستقلين بالإضافة إلى رئيس المجلس المنتهية ولايته صباح البزوني الذي يعد من قيادات دولة القانون بزعامة المالكي.

وانتخب ماجد النصراوي عن كتلة المواطن لمنصب المحافظ وخلف عبد الصمد لرئاسة المجلس بالاجماع فيما ذهب منصب نائب رئيس مجلس المحافظة إلى العضو المنشق عن القائمة العراقية وليد كيطان.. بينما تم انتخاب العضو عن كتلة الاحرار محمد طاهر المنصوري لشغل منصب النائب الاول للمحافظ وذهب منصب النائب الثاني للمحافظ إلى عضو كتلة الفضيلة ضرغام عارف الاجودي فيما تم تأجيل توزيع مناصب اللجان إلى جلسة لاحقة.

كما أعلنت كتلة المواطن في محافظة ذي قار عن تشكيل الأغلبية عبر تحالف جديد باسم ائتلاف ذي قار الموحد موضحة ان التحالف بات يتكون من أربع كتل رئيسة بعد انضمام كتلة التضامن إلى كتلة المواطن وتيار الأحرار والائتلاف المدني الديمقراطي بما يوفر له 18 مقعدا من مقاعد مجلس المحافظة البالغ 31 مقعدا مؤكدة أن المحافظ سيكون من كتلة المواطن ورئيس المجلس من الأحرار ونائب المحافظ من كتلة التضامن. وتعد ذي قار رابع محافظة عراقية من حيث عدد الناخبين بعد بغداد والبصرة ونينوى التي ستجري انتخاباتها في العشرين من الشهر الحالي.

مناكفات بين المالكي والحكيم

ومن جهتها كشفت مصادر سياسية شيعية رفيعة ان رئيس الحكومة نوري المالكي يشعر بغضب شديد بعد نجاح التيار الصدري والمجلس الاعلى في ترتيب صفقة شاملة تضمن حكومتي بغداد والبصرة ومحافظات اخرى ولفتت إلى أن المالكي راسل الحكيم من اجل العودة إليه، مؤكدة ان الأخير رد بدعوة رئيس الحكومة إلى التوقف عن إضعاف السنة.

وقالت إن "المالكي لم يستوعب بعد نجاح زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم في إبرام تفاهم يبدو متماسكا مع الصدر ومع كتلة متحدون بزعامة النجيفي والاحزاب المدنية التي رفضت التعامل مع دولة القانون، وأنه بعث رسالة إلى كتلة المواطن مفادها: ارجعوا لنا مادام النهر صغيرا حتى الان"كما نقلت عنها صحيفة "المدى البغدادية اليوم.

وأشارت المصادر إلى أنّ الخلاف يتعمق بين الطرفين الشيعيين في تعريف "مصالح الطائفة" فالمالكي يعترض على الحكيم والصدر بالقول "كيف تتفقون على أن تعطوا السنة رئاسة المجلس في بغداد؟" بينما يبشر حلفاء الحكيم بفكرة مفادها ان "وجود السنة في رئاسة مجلس محافظة بغداد هو نصر لرؤية شيعية معتدلة يمكنها حفظ البلاد من التمزق، ودعم للأمن فيها حتى يلمس السني في بغداد انه غير مهمش وانه شريك في اعلى مستويات صناعة القرار".

وذكرت المصادر أن "الحكيم رد على المالكي بدعوته إلى التوقف عن إضعاف النجيفي وكتلته وأن يعود للتعامل مع الشريك السني القوي لدى جمهوره وليس الضعيف الذي لا يمتلك جمهورا"، مبينة أن "الحكيم أكد للمالكي أن الشريك الآخر الضعيف سوف يسمح بتدخل الإرادات الإقليمية في عمله السياسي بسبب اضطراره إلى تعويض قوته بعوامل من وراء الحدود".

وترجح المصادر أن المالكي بدأ يدرك أن استراتيجيته السابقة في استهداف الكرد والسنة باتت مخيبة وغير فاعلة، خصوصا وهو يعرف ان ايران قد لا تبقى قادرة على الدفاع عنه إذا ما أحسن الحكيم والصدر واحمد الجلبي الذي يعد احد مهندسي التحالف بين الصدر والحكيم بناء جبهة متماسكة واستندوا لتفاهماتهم الطموحة مع النجيفي والقوى في كردستان، ما سيجبر طهران وواشنطن لاحقا على الاعتراف بهذا الثقل السياسي خصوصا مع قرب الاقتراع البرلماني بعد سبعة أشهر الذي سيشكل الوجه الحقيقي للدولة ليس فقط في الدورة المقبلة بل في الدورات التي تتبعها.

قيادة عراقية متوازنة

والليلة الماضية أكد الحكيم ان الحكومات المحلية تمثل الخط الاول من التعامل الحكومي مع الناس لأنها حكومات خدمية لها تماس مباشر مع حياتهم. وقال الحكيم في احتفالية ولادة الائمة ان ايجاد فريق متجانس في مجالس المحافظات يعتبر من المهام الرئيسة في التحالفات وان هذه التحالفات يجب ان تكون ضمن برنامج محدد ورؤية محددة لإحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة من قبل هذه الحكومات إلى الناس.

وأوضح ان التحالفات ليست نهاية المطاف ولن تكون نهاية المطاف"، عادا اياها اتفاقات حول خطة عمل ورؤية وطريقة ادارة من اجل الوصول إلى النجاح ضمن الفرص المتاحة. وقال إن الناخب العراقي في هذه الدورة منح كل طرف قدرا من الثقة فلم يخرج احد وهو مكتسح وأصبح كل طرف بحاجة إلى الاطراف الاخرى كي يعمل عادا اختيارات الناخب العراقي تطورا يشير إلى السير في الاتجاه الصحيح رغم كل المعوقات وان خيارات الناخب مبنية على الواقع اكثر فأكثر.

ودعا مجالس المحافظات إلى أن تكون متطورة بتطور الجمهور نفسه الذي فوّضها مشددا على ان الناخب اليوم اكثر ادراكاَ لحقوقه وأكثر قدرة على المحاسبة عبر صندوق الاقتراع.

من جهتها، أوضحت عضو حركة الحل النائب عن ائتلاف العراقية سهاد فاضل العبيدي أن تحالفات الكتل السياسية في تشكيل الحكومة او الحكومات المحلية في المحافظات تمثل استراتيجية او خارطة لتحالفات هذه الكتل التي ستخوض انتخابات مجلس النواب.

وقالت العبيدي في تصريح صحافي إن استحواذ ائتلاف دولة القانون في بغداد والمحافظات الجنوبية خلال الاربع سنوات الماضية على الحكومات المحلية، كانت تداعياته سلبية عليهم في المرحلة الانتخابية الحالية، بسبب ان غالبية ممثليهم لم يعلموا بشكل صحيح.

وأضافت ان هذا شكل مؤشر ناقوس خطر على دولة القانون ولوضعهم السياسي. ولفتت إلى أن، التحالفات التي تجري حاليا لتشكيل الحكومات المحلية وستكون خارطة طريق او استراتيجية تحالفات الكتل التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضحت أن كتلة ائتلاف المواطن وكتلة الاحرار حصلتا على نتائج انتخابية جيدة ما يدلل على ان وضعهما الانتخابي في انتخابات مجلس النواب سيكون جيدا.

ومن جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي سرمد الطائي مجالس المحافظات ومفاوضاتها يمكن ان rlm;تؤشر إلى نضج في الاداء السياسي لاكثر من طرف ويمكن ان تكون "بروفا" وتمرينا على درس تداول rlm;السلطة غداة سقوط نظرية "بناء الرجل القوي" بسبب فساد التعريف الشرقي العتيق للقوة.

وأشار الطائي قائلا على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى أنّ الاطراف الاساسية بدأت تدرك أن الامر لم يعد تنافسا بين رجلين على الجلوس خلف مقود العجلة في rlm;مناخ اقليمي مصبوغ بالاسود والاحمر بل هناك سائق لم يحسن تجنب المطبات والمنعطفات ويمنحه rlm;الجميع كل يوم فرصة جديدة فيصر على تبديدها في الغالب والتمسك بنهج يرعب الجميع حيث ان الاولوية rlm;بغض النظر عن قواعد التنافس والخصومة هي لتأمين سائق متعقل للعجلة المخبولة.

وأوضح ان بروفا تقاسم السلطة في المحافظات تهيئ rlm;خارطة شيعية واعدة لتقاسم المصالح، سيكون من شأنها نقل السلطة وتسهيل المجيء بقيادة متوازنة، rlm;واعادة تعريف الشراكة مع كتلة دولة القانون نفسها.
وقال إن ما يحصل في مجالس المحافظات يحمل ايضا رسالة مهمة إلى الخارج ومراكز القوى الدولية rlm;والاقليمية التي ظلت تقول ان هناك "تعسرا في تجهيز البديل الشيعي".

وكان هذا ازدراء من طراز rlm;رفيع تتعرض له كل الطبقة السياسية العليا في بلد كبير ومعقد مثل العراق والازدراء هذا لم يأت من rlm;فراغ بل أخذ مبرره من ثغرات في منطق وقواعد التفاوض الذي مارسته كل الاطراف اما اليوم فباتت rlm;لدينا نتائج انتخابات تميل كفتها لصالح فريق "شيعة ضد الحرب" الذي مارس ضغوطا على المالكي rlm;ليركن الدبابات في "الدشم" ويعد صالونات التفاهم.

وأكد الطائي في الختام "ان ما يجري ليس بسبب مقود العجلة بل امل بأن نتعلم الدرس ونجهز فلسفة بديلة لحفظ تماسك rlm;العراق على اساس حديث.. والامل ان يستوعب المالكي قبل خصومه هذا المعنى الحاسم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف