أخبار

قمة الثماني تريد التقدم في ملف التهرب الضريبي لكن نزاع سوريا يطغى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: يريد قادة دول مجموعة الثماني الذين سيعقدون قمتهم الاثنين والثلاثاء في ايرلندا الشمالية، احراز تقدم في ملف التهرب الضريبي ودعم المبادلات الاقتصادية العالمية، لكن الملف الاهم والاشد الحاحا في القمة سيكون النزاع السوري بسبب خطط لمزيد تسليح المعارضة السورية الامر الذي تعارضه روسيا.

والقمة التي تعقد في مجمع فندقي فاخر معزول، يمكن ان تبدا ببادرة قوية تتمثل في اطلاق المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذين يهيمنان على 40 بالمئة من المبادلات العالمية.

لكن حفلا قد يقام الاثنين في هذه المناسبة بحضور الرئيس الاميركي باراك اوباما، يبقى مرهونا باتفاق بين الاوروبيين لا يزال غير مؤكد قبل اجتماع وزراء التجارة في دول الاتحاد الاوروبي ال 27 الجمعة في بروكسل. وفرنسا مصممة على تعطيل الاتفاق اذا لم يؤخذ في الاعتبار مبدا الاستثناء الثقافي في القطاع السمعي البصري.

وجعل مضيف القمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من هذا الملف احدى الاولويات. وقال "ما من وسيلة افضل لاظهار التزامنا" بالنهوض بالنمو من "اطلاق المفاوضات من اجل اتفاق تجاري بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة".

واضاف "علينا ان نجد (في انفسنا) الطموح والارادة السياسية لتحقيق ذلك. الامر يستحق العناء لانه سيضخ مئة مليار يورو في الاقتصاد العالمي". وسيناقش قادة دول او حكومات الولايات المتحدة وكندا والمانيا وبريطانيا واليابان وروسيا وفرنسا وايطاليا، ايضا الوضع الاقتصادي العام في ظرف يتميز بانتعاش اقتصادي مجزء.

وينتظر الجميع بفضول ما سيدلي به رئيس الوزراء الياباني شينزو الذي كان اعلن "عزمه تقديم اسهام فعال" بالترويج لسياسته الاقتصادية الجديدة المناقضة لسياسة التقشف المعتمدة في اماكن اخرى من العالم وخصوصا في اوروبا.

وسيكون التصدي للتهرب الضريبي موضع بحث في آخر اجتماعات القمة بعد ظهر الثلاثاء وقال مصدر اوروبي "هناك حماسة حقيقية في المستوى الدولي، من اجل التقدم" لكن لن يعلن في القمة عن اي مبادرة كبيرة بهذا الشان. ومع ذلك يتوقع ان يؤكد القادة "ارادتهم في التقدم في موضوع تعميم التبادل الالي للمعطيات بين الادارات الضريبية" لمختلف الدول وبينها وبين البنوك.

وزاد الضغط على القادة في الاشهر الاخيرة بعد الكشف عن "تسريبات الاوفشور" وعن سلسلة فضائح في العديد من البلدان. ووجه قضاة مناهضون للفساد مدعومين من منظمات غير حكومية مثل منظمة الشفافية الدولية، نداء لقمة مجموعة الثماني للتصدي بحزم "للفساد الكبير" مؤكدين انه "مستحيل من دون مساعدة النظام المالي العالمي".

اما النزاع السوري فستتم مناقشته خلال مادبة عشاء الاثنين اضافة الى العديد من الاجتماعات الثنائية المقررة خصوصا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده النظام السوري. وراى كاميرون بحذر في هذه اللقاءات فرصة للاتفاق على "تقدم ملموس يمكن ان نحرزه من اجل المساعدة على تنفيذ عملية انتقال سياسي" في سوريا.

وتجد الولايات المتحدة صعوبة في تنظيم مؤتمر دولي للسلام حول سوريا اطلق عليه جنيف-2 ، مع روسيا والامم المتحدة بامل جمع ممثلي السلطات السورية ومعارضيها على طاولة مفاوضات. وزاد من "تعقيد" الامر النجاحات العسكرية الاخيرة للنظام السوري، بحسب ما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.

كما زاد تعقيد تنظيم المؤتمر مع اتهام واشنطن مساء الخميس السلطات السورية بتخطي "الخط الاحمر" واتهامها باستخدام اسلحة كيميائية، وهو تصعيد اعتبرت الولايات المتحدة انه يعطي شرعية "لتقديم دعم عسكري" للمعارضين المسلحين.

واعلنت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما انها قامت بمراجعة لتقارير استخباراتية خلصت بنتيجتها الى ان قوات النظام السوري استخدمت اسلحة محظورة من بينها غاز السارين في هجمات ادت الى مقتل 150 شخصا. وقال مساعد مستشار الامن القومي بن رودز ان "الرئيس اتخذ قرارا بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة (السورية). وذلك سيتضمن دعما مباشرا للمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر. ومن ضمن ذلك الدعم العسكري"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

واوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان الدعم العسكري الذي تعرضه الولايات المتحدة يتضمن اقامة منطقة حظر جوي مؤقت فوق مخيمات تدريب المتمردين. وتابعت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هويتهم بان منطقة الحظر الجوي هذه ستمتد على مساحة 40 كلم (25 ميلا) داخل سوريا وسيتم فرضها بواسطة طائرات حربية مجهزة بصواريخ جو جو داخل المجال الجوي الاردني.

من جهتها اوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريح مسؤولين اميركيين ان تسليح المتمردين سيشمل الاسلحة الخفيفة والذخيرة واسلحة مضادة للمدرعات دون تلك المضادة للطائرات.

وفي شان آخر يامل كاميرون ان يتفق قادة المجموعة على رفض دفع فديات لخاطفي الرهائن. واوضح "ان ذلك من شانه ان يجفف احد اهم مصادر تمويل المنظمات الارهابية ويقلص دوافع خطف مواطنينا". وقد يكون اوباما موضع سؤال نظرائه في القمة بشان الكشف عن عملية مراقبة واسعة للاتصالات الالكترونية الخاصة من قبل المخابرات الاميركية. وكان الاوروبيون عبروا عن قلقهم لذلك وطالبوا واشنطن بتفسير.

ويتوقع ان تعقد القمة في شبه جزيرة معزولة في هدوء وبلا مشاكل وسط حماية ثمانية آلاف شرطي. ويتوقع ان تنظم التظاهرات المعتادة ضد سياسات المجموعة بعيدا عن مكان القمة في بلفاست ولندن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف