أخبار

لندن تشاطر واشنطن تحليلها حول الاسلحة الكيميائية في سوريا وموسكو تعتبره "غير مقنع"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: رأت موسكو ان الاتهامات الاميركية للنظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية "غير مقنعة"، مؤكدة ان قرار واشنطن دعم مقاتلي المعارضة عسكريا "سيعقد" جهود السلام، فيما اكد الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي ضرورة اجراء تحقيق ميداني بشأن الاسلحة الكيميائية.

وكانت الولايات المتحدة صعدت الخميس موقفها من النزاع السوري، متهمة نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه في النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين.

وتعهدت واشنطن بتقديم "دعم عسكري" لمقاتلي المعارضة، من دون ان تحدد طبيعة هذا الدعم. وقال مساعد مستشار الامن القومي بن رودز ان "ذلك سيتضمن دعما مباشرا للمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر. ومن ضمن ذلك الدعم العسكري"، بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين اميركيين ان تسليح المتمردين سيشمل الاسلحة الخفيفة والذخيرة واسلحة مضادة للمدرعات دون تلك المضادة للطائرات. وقالت دمشق ان بيان البيت الابيض "حافل بالاكاذيب"، واتهمت واشنطن "بتسعير العنف والارهاب عبر تسليح المجموعات الارهابية التي تستمر بارتكاب جرائمها ضد السوريين بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها".

كما رأت ان قرار واشنطن "يعكس تورطها المباشر في سفك دماء الشعب السوري، ويثير تساؤلات جدية حول صدق نواياها في المساهمة بايجاد حل سياسي للازمة في سوريا"، في اشارة الى استعدادات دولية تبذلها واشنطن وموسكو للتحضير لمؤتمر دولي سعيا إلى حل الازمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

من جهته، قال المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري اوشاكوف "نقول ذلك بوضوح: ما قدمه الاميركيون يبدو لنا غير مقنع". واضاف ان قرارا اميركيا بزيادة المساعدة للمتمردين "سيعقد" جهود السلام.

جاءت تصريحات اوشاكوف بعدما رأى نائب في حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان المعلومات التي قدمتها واشنطن "مفبركة". وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف ان "المعلومات حول استخدام الاسد للاسلحة الكيميائية مختلقة في المكان نفسه الذي اختلقت فيه الاكاذيب حول اسلحة الدمار الشامل لدى (صدام) حسين".

واضاف "لماذا قد يستعمل الاسد (غاز) السارين بكميات ضئيلة ضد المقاتلين؟، اين المنطق؟ لوقف التدخل الخارجي؟ هذا غير منطقي". لكن في بروكسل، رحب الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين ببيان الولايات المتحدة "الواضح"، وقال انه "من الملح ان يسمح النظام السوري للامم المتحدة بالتحقيق في كل المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية".

واكد ان "الاسرة الدولية قالت بشكل واضح ان استخدام اسلحة كيميائية غير مقبول اطلاقا، ويشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي"، مشددا على ان هذا الامر يشكل مصدر "قلق كبير". وفي بروكسل ايضا، صرح ناطق باسم الاتحاد الاوروبي الجمعة ان اعلان الولايات المتحدة يجعل "اكثر اهمية" ارسال بعثة للتحقق من الامم المتحدة الى هذا البلد.

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "ابلغنا بقلق كبير ببيان الولايات المتحدة (...) هذا التقرير يضاف الى غيره، ويجعل اكثر اهمية نشر بعثة للامم المتحدة في سوريا للتحقيق في هذه الادعاءات".

وبدت لندن الاكثر تأييدا لموقف اشنطن. وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "نتفق مع التحليل الاميركي الذي ينص على ان اسلحة كيميائية بينها غاز السارين استخدمت في سوريا من قبل نظام الاسد"، مؤكدا ان "الازمة (السورية) تتطلب ردا قويا وحازما ومنسقا من المجتمع الدولي".

واضاف "علينا ان نستعد لبذل المزيد من اجل انقاذ الناس ودفع نظام الاسد الى التفاوض بجدية والحؤول دون نمو التشدد ومنع النظام من استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه". وتابع "سنناقش بسرعة الرد مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول اخرى وخصوصا خلال قمة مجموعة الثماني" في ايرلندا الشمالية الثلاثاء والاربعاء المقبلين، التي سيهيمن عليها النزاع السوري.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية اندرياس بيشك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي للحكومة الالمانية "اخذنا علما بالقرار الاميركي ونحترمه"، بينما اكد المتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت موقف المانيا من تسليح المعارضة قائلا "لن تسلم المانيا اسلحة لسوريا". واكد انه "لا يحق لالمانيا تسليم اسلحة الى بلد يشهد حربا اهلية"، لكنها ستستمر في تبادل المعلومات بشأن ملف سوريا مع شركائها.

واضاف "نصر على ان يدرس مجلس الامن الدولي ملف سوريا للتوصل الى موقف مشترك"، مؤكدا ان المانيا "قلقة جدا" للوضع في هذا البلد وعواقبه على الدول المجاورة.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين اميركيين ان الدعم العسكري، الذي تعرضه الولايات المتحدة، يتضمن اقامة منطقة حظر جوي مؤقت فوق مخيمات تدريب المتمردين ستمتد على مساحة 40 كلم مربعا داخل سوريا، وسيتم فرضها بوساطة طائرات حربية مجهزة بصواريخ جو جو داخل المجال الجوي الاردني.

وقد رأت فرنسا انه "من غير المرجح" ان يعطي مجلس الامن الدولي موافقته لفرض منطقة حظر جوي في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "من غير المرجح ان يوافق مجلس الامن على هذا الاجراء"، مذكرا بان فرض منطقة حظر جوي يمر عبر قرار الزامي لمجلس الامن.

من جهته، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ان صواريخ باتريوت التي نشرت على الحدود السورية التركية "ستؤمن حماية فعالة لتركيا من اي هجوم بصواريخ سورية، سواء كان كيميائيا او لم يكن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف