التقى طلبة الإمارات وأكد لهم أنهم جزء من معادلة الرقم واحد
محمد بن راشد يخرج من الإليزيه بمكاسب كبيرة للإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حققت زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى فرنسا، برفقة طاقم من الوزراء في حكومته، وبصحبة ولي عهده الشيخ حمدان بن محمد نجاحاً كبيراً بكل المقاييس، حيث رسخت جولته على مدى 3 أيام العلاقات الثنائية المتميزة على المستويات كافة بين الإمارات وفرنسا، كما عززت ثقل دولة الإمارات السياسي والاقتصادي والتجاري على الساحة العالمية، على اعتبار أن فرنسا واحدة من القوى العالمية الكبيرة.
محمود العوضي من دبي: كما إن الزيارة تصبّ في مصلحة دبي من حيث استمرارها في المنافسة على استضافة "إكسبو 2020" بجانب البرازيل وتركيا وروسيا، وهو الحدث العالمي الأكثر أهمية على المستوى الاقتصادي.
قصر الإليزيه
وقد التقى الشيخ محمد بن راشد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في قصر الإليزيه النابليوني العريق، وسط حفاوة بالغة بضيف فرنسا الكبير، حيث يحمل القصر النابليوني طابعاً عريقاً، وشهد استقبال مجموعة من الملوك في القرن التاسع عشر على رأسهم قيصر روسيا الكسندر الثاني، والسلطان العثماني عبدالعزيز الأول وامبراطور النمسا، وغيرهم من القامات التاريخية الكبيرة.
يذكر أن الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، كانا برفقة نائب رئيس دولة الإمارات في زيارته الباريسية، وارتكزت المباحثات على عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وأهمها تعزيز علاقات الصداقة التاريخية، التي أرسى دعائمها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما كان من بين أهداف الزيارة توسيع أطر الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين منذ عقود خلت، لاسيما على صعيد التعاون الاقتصادي والعسكري والثقافي والإنساني. كما تناولت المباحثات قضايا المنطقة وتأكيد أهمية ترسيخ أسس الاستقرار والسلام والحرية والعدالة لشعوبها.
علاقة قوية مع فرنسا
هذا وقد شهد العام الجاري زيارات مكثفة من قبل المسؤولين الفرنسيين لدولة الإمارات، حيث زارها منذ بداية 2013 رئيس الوزراء، ثم الرئيس الفرنسي، تبعه وزير الدفاع، ثم زيارة لجنة نواب الأمة الفرنسي لأبوظبي، وبعدها زيارة وزير الخارجية الفرنسي أخيرًاً، وهي زيارات من جانب الشخصيات الأهم والأكثر تأثيرًا في السياسة الفرنسية، مما يؤكد قوة العلاقة بين الطرفين وعودتها بالفائدة عليهما.
على هامش زيارته الرسمية لباريس، حضر الشيخ محمد بن راشد وإلى جانبه الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي حفل الاستقبال الذي أقامته سفارة دولة الإمارات في باريس، ورحّب حاكم دبي بالمدعوين من كبار المسؤولين الفرنسيين ورجال الأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية والأجنبية المعتمدة لدى فرنسا، وتبادل معهم أطراف الحديث حول العديد من الموضوعات المتصلة بعلاقات بلدانهم ودولة الإمارات.
وخلال زيارته لباريس، التقى الشيخ محمد مع جان مارك أيرولت، رئيس وزراء فرنسا، الذي استقبله في مقر رئاسة مجلس الوزراء، وأجريا مباحثات تركزت على سبل تطوير الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا، خاصة في قطاع التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.
كما تطرق الحديث إلى دور الجالية الفرنسية في دولة الإمارات، البالغ عددها نحو 18 ألف نسمة، والشركات الفرنسية العاملة في الدولة ودورها في التنمية الاقتصادية وعملية البناء والتنمية المستدامة في دولة الإمارات. وأشاد الشيخ محمد بالثقافة والتاريخ الفرنسي، وذلك خلال زيارته لمتحف اللوفر، وتعرفه من قرب إلى الثقافة والتراث والحضارة الفرنسية العريقة.
السفارة وطلبة الإمارات
كما التقى الشيخ محمد بن راشد في مقر سفارة الإمارات في باريس الطلبة والطالبات الدارسين في الجامعات الفرنسية من أبناء وبنات دولة الإمارات، وقد تحدث إليهم معرباً عن سعادته واعتزازه بلقائهم والتعرف إليهم والاطمئنان إلى أحوالهم الدراسية والمعيشية في فرنسا، مؤكدًا لهم أنهم وكل طلبة دولة الإمارات في الخارج محل اهتمام قيادتهم ورعايتها ومتابعتها لدراستهم وأحوالهم.
وخاطب الطلبة والطالبات قائلًا: "أطلبوا العلم ولو في الصين.. فأنتم تتعلمون وتدرسون في الخارج كي تعودوا إلى الوطن الذي ينتظركم لتسهموا مع إخوانكم في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في بناء الدولة العصرية الحديثة التي تعتز بفريق عملها، والتي تعمل بجد وإخلاص لتظل دولتنا في المركز الأول، وليظل شعبنا عاشقاً للرقم واحد".
وأضاف "أنتم سفراؤنا في الخارج، عليكم إن تكونوا على قدر المسؤولية، وتتحملوا الصعوبات والتحديات من أجل تحقيق أهدافكم واكتساب العلم والمعرفة والعودة إلى دولتكم، لتترجموا ما درستموه وما تعلمتوه على أرض الواقع العملي لخدمة وطنكم وشعبكم ومجتمعكم.. الإمارات ماضية قدمًا على طريق الوصول إلى الرقم واحد في مختلف قطاعات الإدارة والخدمات والاقتصاد والتعليم والتنمية المستدامة بكل مكوناتها".
اغتيال سفير الإمارات
كان في استقبال الشيخ محمد والوفد المرافق له محمد مير عبد الله سفير الإمارات لدى الجمهورية الفرنسية. وتجدر الإشارة إلى أن سفارة الإمارات في فرنسا ظلت لفترة طويلة من دون سفير، وكان هناك قائم بالأعمال فقط. وذلك بسبب التهديدات التي كانت تتلقاها السفارة في الثمانينات، حيث تم اغتيال سفير الإمارات في فرنسا الراحل خليفة أحمد عزيز المبارك في باريس عام 1980.
وقد هرب القاتل الذي تبين في ما بعد أنه ينتمي إلى مجموعة "أبو نضال" الفلسطينية، التي اتخذت من العاصمة العراقية ملاذًا لها خلال آخر سنوات قائدها أبو نضال. وبحسب ما أشيع حينها أن سبب القتل هو عدم تقديم السفير الإماراتي دعمًا ماليًا لمجموعة أبو نضال بعكس المجموعات الفلسطينية الأخرى.
إكسبو 2020
وخلال زيارته لباريس ترأس الشيخ محمد بن راشد الوفد الذي كشف النقاب عن مبادرة "إكسبو لايف"، وهي واحدة من المبادرات الخاصة بدبي إكسبو 2020 خلال عرض ملف الإمارات الخاص باستضافة الحدث العالمي الكبير أمام الدول الـ 166 الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض "بي أي إي" في باريس.
وقال على حسابه على "تويتر": "لدينا كل المقومات التي تؤهلنا لاستضافة هذه التظاهرة الدولية.. متفائل كعادتي.. وفريقنا قدم عرضًا متميزًا.. لم يسبق لمعرض إكسبو 2020 أن أقيم في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو جنوب شرق آسيا.. ونتوقع زيارة 25 مليون زائر للمعرض الذي سيقام خلال 6 أشهر".
وختم بالقول "سنوفي بوعدنا خلال المعرض بجمع أفضل العقول لصنع مستقبل أفضل للجميع.. وسننظم أفضل دورة في تاريخ المعرض". وسيكون "دبي إكسبو 2020" النسخة الأكثر عالمية في تاريخ الحدث منذ انطلاقته قبل 169 عاماً.
وبفضل البنية التحتية التي لا تضاهى في الإمارات العربية المتحدة، والموقع الجغرافي والإستراتيجي للإمارات، إضافة إلى حلقة الاتصال العالمية، فإن "دبي اكسبو 2020" سوف يجذب نحو 25 مليون زائر، يتوافد 70% منهم من خارج الدولة، ما يجعله الحدث الأكثر عالميةً في تاريخ معارض إكسبو.. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المعرض العالمي التي تأتي فيها غالبية الزوار من خارج الدولة المضيفة.
وفي العام الماضي فقط، سافر عبر مطار دبي الدولي أكثر من 58 مليون مسافر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في العام 2020 إلى أكثر من 100 مليون. وعلى نحو مماثل، يتوقع أن تشهد الشبكة المتنامية لطيران الإمارات ارتفاعًا كبيرًا في عدد المسافرين على متنها ليصل في العام 2020 إلى 70 مليون مسافر، عبر نحو 170 وجهة مباشرة، وقد قامت الشركة في العام الماضي فقط بتسيير رحلاتها إلى 15 وجهة جديدة في مختلف أنحاء العالم.
دبي مستمرة في المنافسة
جاء حضور الشيخ محمد مع الوفد المرافق له لاجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض المنعقد في باريس، وذلك لتوفير الدعم القوي لملف دبي المنافس على استضافة هذا الحدث المهم، حيث كان لحضوره أكبر الأثر في إبراز جدية دبي في جعل دورة إكسبو الأفضل في تاريخ المعرض.
ولا يغيب عن المتابع للمنافسات على الاستضافة الثقل السياسي الذي يتوافر لدبي من أعلى المستويات في القيادة في دولة الإمارات ما مكنها من تجاوز المرحلة الأولى، ولتكون بمحاذاة تركيا وروسيا والبرازيل، لاستكمال المشوار إلى المرحلة النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
في المقابل ساد غضب في تايلاند بسبب تراخي الحكومة التايلندية في توفير الدعم المناسب لاستضافة تايلاند للمعرض، حيث اتهم الرئيس السابق لمكتب المؤتمرات والمعارض التايلاندي حكومة بلاده بالتخلي والفشل في دعم ملف تايلاند لاستضافة "إكسبو 2020"، وذلك بعد استبعادها من قائمة المرشحين لاستضافة المعرض.
إضافة إلى الدعم الذي قدمه الشيخ محمد بحضوره الاجتماع، فقد أثمرت زيارته كذلك الإعلان عن تخصيص 250 مليون يورو ضمن مبادرة إكسبو لايف، وينقسم المبلغ المرصود إلى قسمين، الأول 100 مليون يورو لتعزيز روح الابتكار ودعم المشاريع وتطويرها، والثاني 150 مليون يورو عبارة عن حزمة مساعدات من الإمارات مخصصة للدول النامية غير القادرة على المشاركة في إكسبو 2020.
في المقابل رصدت روسيا 50 بليون دولار من أجل تجهيز بنيتها التحتية للفوز باستضافة إكسبو 2020 في مدينة يكاترنبرغ تحت شعار "العقل العالمي: مستقبل العولمة وتأثيرها على عالمنا". وسيقام العرض النهائي لملف استضافة المعرض الدولي إكسبو 2020، في نوفمبر 2013 خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، حيث سيتم الإعلان عن الفائز بعد تصويت الدول الأعضاء.
العلاقات الإماراتية الفرنسية
منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة والعلاقات الإماراتية - الفرنسية تقوم على أساس السلام والحوار والتعاون والانفتاح وهي التي أرسى دعائمها مؤسس دولة الإمارات، الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخذت بالتطور في ما بعد تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان - نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولي عهد أبوظبي.
هذه العلاقات الثنائية التي توليها الدولتان أهمية كبيرة جاءت نتيجة للإرادة السياسية التي كانت تؤكد دائماً على إقامة شراكة متميزة في شتى المجالات، وهي لا تقتصر على التعاون في المجال السياسي فقط، إنما تتعداه لتشمل الاقتصاد والسياحة والتعليم والثقافة والتعاون الأمني والعسكري والاستراتيجي، وكذلك مجالات الزراعة والنفط والصناعة والطب والاتصالات السلكية واللاسلكية والطيران والكهرباء والمياه والبيئة، كما تشمل التبادل التجاري وتبادل الخبرات والتدريب والعمل معاً في المنظمات الدولية والإقليمية.
ولاشك بأن قبول دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة مراقب في المنظمة الفرنكفونية وحضورها كل الاجتماعات التحضيرية لمجموعة الدول الناطقة باللغة الفرنسية ما هو إلا دليل على تنامي هذه العلاقات بين فرنسا والإمارات وارتكازها على الرغبة المشتركة في تعزيزها وتطويرها. في الوقت الذي شهد العام 2011 حضور مميز لدولة الإمارات في اجتماعات مجموعة العشرين تحت الرئاسة الفرنسية، حيث شاركت الإمارات في الاجتماعات كافة طوال العام على كل المستويات.