كوريا الشمالية تريد التفاوض مع واشنطن التي تطالب بأفعال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيول: اقترحت كوريا الشمالية الاحد اجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة على مستوى عال تتناول برامج التسلح النووي للنظام الستاليني وسبل تخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، في حين ردت واشنطن انها تريد "افعالًا" قبل كل شيء.
واكدت لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية التي تتمتع بنفوذ كبير في بيان نشرته الوكالة "نقترح اجراء مفاوضات على مستوى عال بين الشمال والولايات المتحدة لارساء السلام والاستقرار في المنطقة وتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية".
وتشهد شبه الجزيرة الكورية توترا شديدا منذ التجربة النووية الثالثة التي اجرتها بيونغ يانغ في شباط/فبراير الماضي، التي ادت الى فرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة، ما دفع الشمال الى اطلاق تهديدات بشن هجوم نووي على سيول وواشنطن.
وكان من المقرر عقد اجتماع للجنة المشتركة بين الكوريتين للمرة الاولى منذ ست سنوات في 12 و13 حزيران/يونيو. لكن الاجتماع الغي الثلاثاء بسبب خلافات بروتوكولية. واضافت الهيئة ان بيونغ يانغ ترغب في اجراء "محادثات جدية حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الهدف الاميركي بالوصول الى عالم خال من الاسلحة النووية"، داعية واشنطن الى تحديد مكان وزمان هذه المباحثات.
لكن لجنة الدفاع الوطني قالت ان "وضعنا كقوة نووية سيبقى الى ان تتوقف بالكامل التهديدات النووية الآتية من الخارج"، داعية الولايات المتحدة الى التخلي عن العقوبات المفروضة على الشمال. واضافت ان "كل التطورات المقبلة مرتبطة بالكامل بقرار مسؤول من جانب الولايات المتحدة".
لكن واشنطن ذكرت الاحد بان المفاوضات مع بيونغ يانغ يجب ان تكون "حقيقية"، وقال الامين العام للبيت الابيض دنيس ماكدونو لشبكة "سي بي اس" ان واشنطن ستحكم "على الافعال، وليس على تصريحات التعاطف" التي تدلي بها بيونغ يانغ. واعتبر ماكدونو ان اي محادثات "يجب ان تكون مستندة الى واقع وفائهم بالتزاماتهم في مجال انتشار الاسلحة والاسلحة النووية والتهريب وامور اخرى".
واضاف المسؤول الاميركي "باختصار، لن يتمكنوا عبر مجرد الاقوال من الوصول الى رفع العقوبات التي تدعمها روسيا وخصوصا، والاهم، الصين". وكانت الولايات المتحدة اعلنت الجمعة عدم امكانية استئناف المفاوضات مع بيونغ يانغ اذا لم تقم الاخيرة بـ"خطوات ملموسة" لتبديد القلق حول سلاحها النووي.
وقال غلين ديفيس المتحدث الاميركي حول سياسة كوريا الشمالية "نقول بوضوح منذ وقت طويل اننا منفتحون على تحسن في العلاقات مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية اذا رغبت في اتخاذ اجراءات ملموسة لتكون على قدر التزاماتها وواجباتها الدولية".
واضاف "بالنظر الى الاحداث (التي حصلت) هذا العام، فان العائق لاستئناف الحوار بات اكبر"، مؤكدا ان واشنطن "ستحكم على كوريا الشمالية انطلاقا من افعالها وليس اقوالها، انطلاقا من الخطوات الملموسة التي عليها اتخاذها لتبديد قلق المجتمع الدولي".
ويرى محللون انه من غير المرجح ان تقبل واشنطن بعرض بيونغ يانغ ما لم تتحرك عمليا من اجل التخلي عن السلاح النووي وهو شرط تفرضه الولايات المتحدة لبدء حوار مع الشمال. وقال يانغ مو جين الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول ان "الولايات المتحدة اكدت مرارا انها ليست مهتمة بحوار بسيط (...) لذلك لا اعتقد ان واشنطن سترد بالايجاب على هذا العرض خصوصا اذا لم تسبق المفاوضات محادثات في الكواليس" بين الجانبين.
وفي خطوة تهدف الى تعزيز الضغط على بيونغ يانغ، يفترض ان يلتقي رؤساء الوفود الاميركي والكوري الجنوبي والياباني الى المحادثات النووية، في واشنطن الاربعاء لمناقشة سبل استئناف المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.
وخاضت كوريا الشمالية اختبار قوة شديدا مع المجتمع الدولي بعد تجربتها النووية الثالثة في شباط/فبراير. وتراجع التوتر مع محاولة استئناف الحوار بين بيونغ يانغ وكوريا الجنوبية، لكن هذه العملية اخفقت الثلاثاء.
وسيجري الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي اتفق خلال قمة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال الشهر الجاري على ضرورة اخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، محادثات مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هي في 27 حزيران/يونيو.
وقال كيم يونغ هيون الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونغوك في سيول ان "الشمال يتعرض لضغوط كبيرة ليقوم ببعض المبادرات التصالحية لتجنب مزيد من العزلة وخصوصا من قبل الصين".