أخبار

الأمم المتحدة تحمّل الحكومة العراقية مسؤولية سلامة سكان المخيم

حزب الله يتبنى قصف ليبرتي ورجوي تدعو لإعادة سكانه إلى أشرف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فيما دعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي الأمم المتحدة وأميركا إلى إعادة عناصر منظمة مجاهدي خلق من مخيم ليبرتي في غرب بغداد إلى أشرف إثر تعرضهم لهجوم صاروخي أدى إلى مقتل واصابة 42 منهم، أعلن حزب الله العراقي مسؤوليته عن الاعتداء. وحمّلت المنظمة الدولية الحكومة العراقية المسؤولية عن سلامة عناصر المنظمة.

لندن: وصفت رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي أمس، والذي أسفر عن مقتل اثنين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وجرح 40 آخرين منهم، بأنه "ردّ فعل جبان من قبل خامنئي (المرشد الاعلى الإيراني) حيال أزمة سقوط نظامه فهو يسعى من خلال هذا الهجوم الاجرامي بالتستر على أزماته أمام الانظار، وأن يمنع من خلال سياسة التخويف وبث الرعب من وقوع الانتفاضة الشعبية في إيران".

وأكدت رجوي في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه بأن هذا الهجوم يكشف النقاب عن الموقف اللامسؤول للأمم المتحدة والإدارة الأميركية، اللتين التزمتا الصمت واللامبالاة منذ أربعة أشهر حيال الخطر العاجل لانعدام الامن في ليبرتي؛ حيث لم يقم ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر منذ أربعة أشهر بأي مبادرة لفتح ابواب المخيم ونقل مجاهدي خلق إلى أشرف، ولم يقم بأي إجراء من أجل توفير أدنى شيء من مستلزمات الامن في ليبرتي".

وأشارت إلى أن مطلب عوائل الشهداء والجرحى والجاليات الإيرانية والمقاومة الإيرانية هو أن يتم وضع مارتن كوبلر"، تحت الملاحقة القضائية والمثول أمام العدل والقانون بسبب ممارساته الاجرامية وزجّه سكّان أشرف إلي سجن ليبرتي".

وبعثت رجوي برسائل إلى كلّ من وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوض السامي لشؤون اللاجئين طالبت فيها بإجراء فوري "من أجل إعادة مجاهدي خلق من سجن ليبرتي إلى مخيم أشرف حتى يحظوا بأقلّ شيء من الامن". وأكدت "أن النظام الإيراني والحكومة العراقية وضعا ارتكاب المجزرة بحق اللاجئين العزل وطالبي حق اللجوء في جدول أعمالهما".

حزب الله العراقي يتبنى الهجوم الصاروخي

ومن جهته، أعلن حزب الله في العراق بزعامة واثق البطاط مسؤوليته عن عملية الهجوم على مخيم ليبرتي مؤكدًا أنه اطلق 18 صاروخاً من أصل 120 صاروخًا كانت معدّة للإطلاق متوعدًا بالمزيد من الهجمات على المخيم "لأنه بات يأوي عناصر إرهابية".

وقال الأمين العام لحزب الله في العراق واثق البطاط إن "شباب جيش المختار كانوا قد اعدوا 120 صاروخًا لإطلاقها نحو معسكر ليبرتي التابع لمنظمة مجاهدي خلق والواقع بالقرب من مطار بغداد غربي العاصمة". وأكد البطاط في تصريح صحافي إلى"المدى بريس" أنه "تم اطلاق 18 صاروخًا فقط ثلاثة منها أصابت سياج معسكر ليبرتي فيما أخطأت البقية الهدف" مبينًا أن "عملية قصف معسكر ليبرتي اليوم جاءت تنفيذًا لوعودنا السابقة بقصف المعسكر بين فترة وأخرى".

إدانة دولية

وقد حملت الأمم المتحدة الحكومة العراقية كامل المسؤولية عن سلامة عناصر المنظمة مؤكدة أنها سبقت وأن طالبتها "لمرات عدة" بتوفير مستلزمات الحماية للمعسكر. وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق في بيان إن رئيسها مارتن كوبلر وممثل مفوضية اللاجئين كلير بورجيوس يدينان بأشد العبارات الممكنة الهجوم الذي وقع على معسكر ليبرتي وتسبب بمقتل وجرح عدد من سكان المعسكر، ودعت الحكومة العراقية إلى "القيام بكل ما هو ممكن لتوفير المساعدة العاجلة للجرحى".

وأضافت البعثة أن "مبعوث الأمم المتحدة وممثل مفوضية اللاجئين قلقان جدًا من أن هذا الحادث المأساوي قد وقع على الرغم من الطلبات المتكررة التي بُعثت للحكومة العراقية بتوفير إجراءات الحماية المطلوبة لسكان معسكر ليبرتي بضمنها الجدران الكونكريتية الواقية".

وأشارت البعثة إلى أن "الهجوم الارهابي الثاني على معسكر ليبرتي يعتبر نقطة تذكير للدول الثالثة للتقدم بعروض جدية من اجل إعادة توطين سكان المعسكر خارج العراق" داعية هذه الدول أن "تتقدم بخطواتها وتفتح ابوابها لإعادة توطينهم". وأكدت البعثة أن "الحكومة العراقية مسؤولة بشكل كامل ومطلق عن ضمان سلامة وأمن معسكر ليبرتي وكذلك سكان معسكر أشرف على إمتداد فترة إعادة توطينهم".

كما ندد انتونيو غوتيريس رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالاعتداء، وقال إن هذا الاعتداء "ممارسة عنف جديدة غير مقبولة وفظيعة". ودعا الحكومة العراقية إلى اتخاذ اجراءات فورية لضمان امن المقيمين في المخيم ومنع أي هجوم جديد" ضدهم. ووجهت المفوضية نداء إلى جميع الدول للمساعدة في ايجاد "حلول عاجلة للمقيمين في معسكر ليبرتي".

وفي واشنطن دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الهجوم قائلاً إنه "غير مقبول على الاطلاق"، وحث الحكومة العراقية على تقديم المسؤولين عن الهجوم الى العدالة.

3200 معارض إيراني في ليبرتي

ومخيم ليبرتي الكائن في قاعدة عسكرية أميركية سابقة قريبة من بغداد يأوي حوالي 3200 من المعارضين الإيرانيين من عناصر منظمة مجاهدي خلق، والذين نقلوا العام الماضيمن مخيم آخر للاجئين في العراق هو أشرف اثر اتفاق بين الأمم المتحدة وبغداد. ويعتبر معسكر ليبرتي بمثابة محطة قبل أن يغادر المجاهدون العراق، الذي وصلوا اليه في الثمانينات، إلى دول ثالثة.

وتأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي، وقد طردت من إيران خلال الثمانينات بعدما شنت العديد من العمليات المسلحة.

وشطبت بريطانيا المنظمة من لائحتها السوداء عام 2008 تلاها الإتحاد الأوروبي عام 2009 فيما قررت وزارة الخارجية الأميركية في ايلول (سبتمبر) عام 2012 شطب المنظمة من لائحتها السوداء بعد سنوات من الضغط الذي مارسته المنظمة التي مقر قيادتها في باريس.

وكانت الولايات المتحدة صنفت العام 1997 مجاهدي خلق "منظمة ارهابية" بعد أن طالبت محكمة أميركية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون باتخاذ قرار بشطب المنظمة من لائحة الارهاب أو عدمه. وتدعو منظمة مجاهدي خلق إلى اسقاط حكم رجال الدين في إيران وتحاول إعادة تقديم نفسها كقوة رئيسية بالمعارضة الإيرانية لكنها لم تعد محل ترحيب في العراق في ظل حكومته التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع طهران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف