مفاوضات شاقة بين سلطة مالي والمتمردين الطوارق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واغادوغو: شدد احد المفاوضين على صعوبة التوصل الى اتفاق خلال محادثات واغادوغو بين السلطة المالية والمتمردين الطوارق الذي يسيطرون على كيدال في شمال مالي في ظل اجواء انعدام الثقة بين الطرفين.
والمفاوضات التي اطلقت في 8 حزيران/يونيو يفترض ان تختتم في ثلاثة ايام تمهيدا لاجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 28 تموز/يوليو في كل انحاء مالي، في اقتراع حاسم بحسب المجموعة الدولية.
لكن امدها طال بين مركز المؤتمرات واغا 2000 وفندق كبير على بعد 300 متر من هناك، حيث تتواصل النقاشات من الصباح حتى وقت متاخر من الليل.
ويتحلى وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسوليه بالصبر. وقد لعب مرات عدة دور وسيط لحساب الرئيس بليز كومباوري (الذي سبق ان توسط في ازمة ساحل العاج) ويدلي بتصريحات حول حصيلة الاجتماعات امام الصحافيين.
وقال احد الدبلوماسيين الذين يساندونه في جهوده لوكالة فرانس برس "هو يجيد الاستماع".
ويعمل جاهدا من اجل تقريب مواقف موفدي باماكو والوفد المشترك من الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد والمجلس الاعلى لوحدة ازواد.
واثبت رئيس وفد باماكو تييبيليه درامي المستشار الخاص للرئيس المالي ديونكوندا تراوري ان بامكانه ان يبدي تشددا بحيث ارغم النظام المالي في مطلع الاسبوع على اعادة التفاوض على مشروع اتفاق كان وافق عليه المتمردون.
وقال الوزير السابق "نحن مع السلام، لكن مع سلام يدافع عن مصالح مالي".
لكن في صفوف المفاوضين الدوليين يتساءل كثيرون حول برنامج عمله. لان موفد السلطة الانتقالية المالية هو ايضا مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولا يتردد البعض في ربط ذلك بحزمه في المحادثات، لان الرأي العام المالي لا يؤيد تقديم تنازلات لا سيما امام المتمردين الطوارق الذين فتحوا ابواب شمال مالي للمجموعات الاسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة.
ويؤكد ممثلو باماكو انهم "يعملون بضغط من الرأي العام". وفي اوج النقاشات في واغادوغو ياخذ تييبليه درامي الوقت ايضا للادلاء بمداخلات على متنديات مواقع انترنت مالية لعرض رؤيته للحل.
وهو يعرف كيف يستخدم الكلمات التي تلامس مشاعر مواطنيه مثل قوله "قريبا سيرفرف علم مالي فوق كيدال" كما وعد السبت عشية اجتماع مهم حول مشروع الاتفاق الجديد.
ولا يتحدث ممثلو الطوارق كثيرا، وغالبا ما يتوجهون لوزير خارجية بوركينا فاسو والدبلوماسيين الذين يساعدونه. وهم برئاسة محمدو جيري مايغا والغاباس اغ انتالا.
وتتوالى المشاورات الداخلية بين مفاوضي كتلة المتمردين. وينضم اليهم بعض المسؤولين الطوارق الذين لجأوا منذ اشهر الى واغادوغو للنقاش والتحليل وتقديم اقتراحات واقتراحات مضادة. وغالبا ما تطول جلسات العشاء.
وتؤكد حركات الطوارق على الدوام انها لن تكون "عقبة امام الانتخابات" لكن رغبة باماكو في نزع اسلحة مقاتليها فور عودة الجنود الماليين الى كيدال تلقى معارضتهم. وتسود اجواء انعدام الثقة ويذكر كل معسكر مجددا الاخر بالفظاعات التي ارتكبت في الاشهر الماضية.
وكانت الحركات المسلحة الطوارق استقرت في نهاية كانون الثاني/يناير في كيدال اثر عملية عسكرية فرنسية في شمال مالي ادت الى طرد المجموعات الجهادية. ومنذ ذلك الحين اصبحت مسالة كيدال تعتبر محورية الى حد ربطها باجراء الانتخابات الرئاسية.
وفي اجواء بمثل هذا التشنج، يسود بعض التضامن. فقد رافق مساعد لتيبيليه درامي وممثلان من الوساطة السبت احد مفاوضي مجموعات الطوارق فقد والدته، في رحلة ذهاب واياب سريعة على متن طائرة عسكرية فرنسية.