أخبار

قضية سنودن اختبار لمتانة علاقات هونغ كونغ بالصين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هونغ كونغ: لم يفضح العميل السابق في الاستخبارات ادوارد سنودن فقط برامج المراقبة الاميركية للاتصالات بل كشف عن شقوق سياسية في هونغ كونغ تزداد عمقا فيما تتصاعد المشاعر المعادية للحكم الصيني في هذه المدينة الفخورة بكونها حصن لحرية التعبير.

وفي لجوئه الى هونغ كونغ وتعهده محاربة اي مسعى لترحيله، يضع المحلل السابق في الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) الحقوق المدنية تحت الامتحان وسيشكل نقطة مهمة في تحديد ما اذا كانت هذه المدينة قادرة على حكم نفسها دون تدخل من بكين، بحسب الخبراء. وقال بيلي لونغ، واحد من مئات الذين شاركوا في تجمع تحت المطر دفاعا عن سنودن السبت "سيساورني القلق اذا ما تخطت الصين سلطتها لانها في كل مرة تفعل ذلك تفتح مزيدا من الفرص لتكرار ذلك في المستقبل". وقال المترجم البالغ من العمر 28 عاما لوكالة فرانس برس "اعتقد انه مهم بالنسبة لهونغ كونغ ان تكون قادرة على صون حقها في اتخاذ القرار حول شروط ترحيله اذا ما تلقينا طلبا بذلك". وتعهدت حكومة هونغ كونغ الاحتكام للقانون في قضية سنودن الذي وصل المدينة في اواخر ايار/مايو ومعه وثائق سرية حول برامج تجسس معلوماتية اميركية سربها للصحافة. وفيما لم تقدم الحكومة الاميركية بعد اي طلب رسمي لتسلمه، اظهر استطلاع نشر في عطلة الاسبوع الماضي ان نصف عدد سكان هونغ كونغ يعارضون ترحيله. وهونغ كونغ التي تطبق قوانينها الخاصة منذ عودتها للصين في 1997، ترتبط بمعاهدة تبادل مطلوبين مع الولايات المتحدة لكن لدى بكين القدرة على نقض اي حكم، وتزداد التكهنات في احتمال تدخلها. وما يزيد تلك التكهنات مخاوف تعود لوقت طويل في ان الصين لا تريد السماح بمزيد من الديمقراطية في هونغ كونغ، وفي ردودها على طعون دستورية من قيادة المدينة، ضربت الرأي العام عرض الحائط. وقالت المشرعة المؤيدة للديمقراطية كلوديا مو لوكالة فرانس برس "ان الخشية من تدخل بكين موجودة دائما في هونغ كونغ على كل جبهة". واضافت "معظم الناس يميليون للاعتقاد بانه سيكون هناك نوع من التدخل من بكين، طبعا ليس بشكل علني". وتقول بعض وسائل الاعلام الحكومية الصينية ان على بكين الاحتكام للرأي العام في قضية سنودن، وقالت غلوبال تايمز الاثنين ان ترحيله سيكون بمثابة "خيانة" للثقة التي وضعها سنودن و"خسارة لماء الوجه" بالنسبة للصين وهونغ كونغ. وكتبت الصحيفة "ان تسليم سنودن للولايات المتحدة لن يكون خيانة لثقة سنودن وحسب، بل سيثير خيبة امل في العالم اجمع". واضافت "صورة هونغ كونغ ستتطلخ الى الابد". وكان توقيت وصول سنودن الى هونغ كونغ جيد. فبعد اسبوعين تبدأ المجموعات المدافعة عن الديمقراطية مسيراتها السنوية في الاول من تموز/يوليو في ذكرى العودة الى السيادة الصينية. وشارك في المسيرة السنة الماضية 400 الف شخص، بحسب المنظمين، مع تصاعد المشاعر المعادية لبكين. وابعد من النقاش المتواصل حول النظام السياسي في هونغ كونغ، ينفس المواطنون العاديون عن مشاعر الغضب تجاه الصين حول عدد من القضايا التي تتراوح بين اسعار العقارات المرتفعة الى وقاحة السياح القادمين من البر الصيني والنقص في حليب الاطفال. وقال سنودن لصيحفة ساوث تشاينا مورنينغ الاربعاء الماضي "اعتزم الطلب من محاكم وشعب هونغ كونغ اتخاذ القرار بشأن مصيري. ليس لدي اي سبب للتشكيك في جهازكم (القضائي)". وتلك كانت اول مقابلة لسنودن منذ ان كشف عن نفسه لصحيفة ذي غارديان في 10 حزيران/يونيو. وفي المقابلة مع ساوث تشاينغ مورنينغ وصف سنودن القرصنة التي تمارسها وكالة الامن القومي الاميركية على شبكات الموجهات ( الروتر) في المدينة وفي البر الصيني. ويعقتد بعض المراقبين ان للصين اهتمام كبير في استجوابه بشأن ما يعرفه. غير ان العديد من المحللين يقولون ان العلاقات الاميركية-الصينية اهم من ان تضحى بمتعاقد في ال29 من العمر، ويتوقعون صفقة هادئة لتسمليه، بغض النظر عما اذا اصدرت هونغ كونغ حكما يسمح له بالبقاء. وقال ما نغوك البروفسو في الجامعة الصينية في هونغ كونغ- قسم الادارة الحكومية والرسمية ان ذلك "سيؤثر على العلاقات الصينية-الاميركية، لذا ستتدخل بكين وفي النهاية، سيكون لها رأي كبير بشأن كيفية حل هذه المسألة". غير ان سنودن يلجأ للرأي العام بقدر احتكامه للمحكمة، وهو ما ثبتت قوته رغم افتقار المدينة لنظام اقتراع عمومي. فقد اجبرت الحكومة في ايلول/سبتمبر الماضي على التراجع عن خطة لتدريس مادة التنشأة الوطنية الصينية الزاميا في المدارس بعد ان نزل عشرات الالاف الى الشوارع عشية انتخابات تشريعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف