التوقيع على إنشاء مركز الطاقة العراقي - الأوروبي
المالكي لآشتون: التسليح في سوريا سيقود لاضطرابات في المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ممثلة الإتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية كاثرين آشتون من أن الاتجاه للتسليح في سوريا سيقود إلى اضطرابات خطيرة في الدول المجاورة لها وفي المنطقة بأكملها مشددًا على رفض بلاده للحل العسكري للأزمة السورية.. فيما وقع الشهرستاني وآشتون اتفاقية إنشاء مركز الطاقة العراقي - الأوروبي.
لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع ممثلة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية كاثرين آشتون أن علاقات العراق مع دول الاتحاد الأوروبي عريقة وقال "نحن عازمون على تطويرها إلى أوسع مدى" مشيرًا إلى تصديق الحكومة العراقية على اتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوروبي".
وشدد على موقف العراق الرافض لانتهاج الحل العسكري للازمة السورية وقال "ان العراق دعا منذ بداية الأزمة السورية إلى ضرورة تبني الحل السياسي المستند إلى الحوار والتفاهم وعدم التدخل في الشأن السوري".
وحذر من خطورة الذهاب باتجاه التسلح الذي سيؤدي إلى تدمير سورية تماماً وتخريب نسيجها الاجتماعي واضطراب الأوضاع في المنطقة لاسيما الدول المجاورة لسوريا مؤكدا تأييد العراق لمؤتمر جنيف 2 من أجل التوصل إلى حل" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه.
من جانبها، أكدت آشتون "ان علاقات الاتحاد الأوروبي مع العراق متنامية وهي علاقات شراكة في مختلف المجالات ، مشيرة إلى اتفاقية التعاون بين الجانبين ومصادقة البرلمان الأوروبي عليها" كما اشادت بنجاح العراق في حل المشاكل القائمة مع دولة الكويت وقدمت التهاني إلى المالكي بهذه المناسبة وثمنت دوره في حل المشاكل الداخلية".. ووصفت مؤتمر جنيف2 بأنه فرصة لإيجاد حل سلمي للازمة السورية.
وكان الاتحاد الأوروبي اقر في اجتماع له مؤخرا الموافقة على تسليح المعارضين السوريين لنظام الرئيس بشار الاسد والذين يخوضون صراعا داميا مع قواته منذ عامين ادى بحسب ارقام الامم المتحدة الاخيرة إلى مصرع 93 الف سوري.
وكان المالكي اشار في وقت سابق اليوم إلى انه سيبحث مع آشتون قضايا احكام الاعدام التي تنفذها بلاده بحق المدانين بأعمال ارهابية داعيا إلى تفهم حقيقة ان العراق بلد مسلم ودينه يقضي بقتل القاتل لحماية الاخرين من اجرامه. وعادة ما ينتقد الاتحاد الأوروبي وآشتون على الخصوص عمليات الاعدام في العراق التي يتم تنفيذها بين الحين والاخر لكن بيان مكتب المالكي لم يشر إلى انه قد تم فعلا مناقشة هذا الامر في اجتماع اليوم.
وقد شهدت علاقات العراق بالاتحاد الأوروبي خلال الفترة الاخيرة نوعا من الفتور بسبب اعتراضات الاتحاد هذه على استمرار تنفيذ احكام الاعدام في العراق وتعامل الحكومة مع الاعتصامات التي يشهدها عدد من المحافظات العراقية منذ اواخر العام الماضي.
وكان العراق ممثلا بوزير الخارجية هوشيار زيباري والاتحاد الأوروبي والذي مثلته مسؤولة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وقعا في بروكسل في ايار (مايو) عام 2012 اتفاق شراكة وتعاون في جميع المجالات في مقر المفوضية الأوروبية حيث اوضح زيباري حينها ان الاتفاق هو وثيقة شاملة بعيدة المدى بين اطراف تؤمن بأهداف ومبادئ الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان وتلتزم بمبادئ الديمقراطية.
النجيفي يؤكد خطورة الصراع الطائفي في المنطقة
من جانبه، اتهم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الجيش العراقي بقمع التظاهرات باستخدام القوة المفرطة مؤكدًا خلال اجتماعه مع اشتون أن المنطقة تشهد صراعات طائفية على خلفية مايحدث في سوريا.
واضاف النجيفي ان هناك مخالفات تحصل لدينا في مجال احترام حقوق الانسان وخاصة من قبل الجيش الذي اصبح يتدخل لقمع التظاهرات وقيامه بمخالفات ضد الشعب العراقي عن طريق استخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين مثل ما حصل في مدينة الحويجة والتي راح ضحيتها نحو خمسين قتيلا وجرح مئة اخرين .
وقال إن "هناك بعض المخالفات تحصل عند تطبيق القوانين فضلا عن وجود بعض المفاهيم الغامضة لدينا والتي لا تساعد على بناء الدولة".. واشار الى ان "هناك نوعا من التقاطع المذهبي والطائفي في العراق يحتاج الى قوانين وتشريعات تكمل مواد الدستور الذي كتب على عجالة في حينه".
وحول الاوضاع في سوريا أكد النجيفي بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تلقته "ايلاف" أن "المنطقة تشهد بدايات لصراعات مذهبية وطائفية وفي حال عدم توقفها فانها تنذر بدخول المنطقة بأكملها في هذه الصراعات" مشيرًا إلى أن "الصراع في سوريا كان بداية الامر بين النظام والشعب ولكن الوضع تطور بسبب دخول اطراف من خارج سوريا للقتال مع القوات النظامية وظهور فتاوى سنية من مصر باعلان الجهاد وهو ما يهدد بنشوب كارثة وحرب مذهبية وطائفية في المنطقة".
وأعرب النجيفي عن "خشيته على الوضع العراقي من ان يكون طرفا في النزاع السوري"، داعيا "القوى العراقية للعمل على وقف هذه الحرب".
من جهتها، أكدت اشتون أن "الاتحاد الاوروبي يولي العلاقة مع العراق اهمية كبيرة ويسعى دائما الى تعزيزها وتطويرها". وشددت على "اهمية الحوار في حل المسائل العالقة وان يأخذ القضاء العراقي دورا كبيرا في حل المشاكل ويصبح محل ثقة لدى الشعب العراقي"، مؤكدة ان "التوقعات بتحسن العلاقات السياسية والاقتصادية للعراق يمكن ان تضعف بسبب الاحداث التي تشهدها المنطقة".
اتفاقية لإنشاء مركز طاقة عراقي أوروبي
ومن جهته، وقع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني مع آشتون اتفاقية إنشاء مركز الطاقة العراقي-الأوروبي بحضور الوفد المرافق لها ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعدد من وكلاء الوزارات العراقية المختصة في مجال الطاقة.
وقال الشهرستاني في مؤتمر صحافي عقب التوقيع ان العراق وقع اليوم اتفاقية لإنشاء مركز بحوث اقليمي للطاقة بين العراق والاتحاد الأوروبي بتمويل مشترك بين الجانبين مبينا ان المركز سيكون متميزا في مجال الطاقة وتشمل فعالياته بالاضافة إلى مصادر الطاقة التقليدية الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وإزالة التلوث الناتج من جراء النشاطات النفطية والغازية.
وبشأن الملف النووي الايراني قال الشهرستاني انه تمت مناقشة هذا الملف مع آشتون واهمية وضع خطوات لمد جسور الثقة تمهيدا إلى الوصول إلى نتائج مقبولة للطرفين مضيفا ان العراق معني بشكل مباشر في هذا الملف مؤكدا ان التطور في هذا الملف سينعكس بصورة ايجابية على العراق والمنطقة بشكل عام.
وكانت آشتون وصلت إلى بغداد في وقت سابق اليوم الاثنين إلى العاصمة العراقية بغداد رفقة وفد من الاتحاد الأوروبي في زيارة لم يعلن مسبقا حيث ستلتقي عددًا من المسؤولين العراقيين من بينهم رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.