لا يملك قوة كبيرة على الأرض لكن الدعم قد يبدل حاله
اللواء سليم إدريس للأميركيين: أعطونا سلاحًا ونحن نتكفل بالباقي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لربما لا يملك اللواء سليم إدريس القوة الكبيرة في الميدان السوري، لكنّه يؤكد للأميركيين أن إمداده بالسلاح كفيل بتغيير ذلك، قائلًا: "أعطونا سلاحًا ونحن نتكفل بالباقي"، واعدًا بإنهاء الأمر بسرعة وسهولة.
لندن: قررت ادارة اوباما الرهان على ضابط سوري دمث، كان استاذًا في الأكاديمية العسكرية قبل أن ينشق العام الماضي عن النظام السوري، للقيام بدور حاسم في تحديد نتيجة الحرب السورية، بعدما اعلنت نيتها تسليح المعارضة مباشرة.
فقد اختارت ادارة اوباما أن يكون رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس قناتها الوحيدة لإيصال السلاح إلى فصائل المعارضة المسلحة، سواء أكان مصدر هذا السلاح الولايات المتحدة أو دول الخليج التيتسلح المعارضة منذ فترة.
وقال ادريس، بعد يومين من المحادثات التي أجراها مع مسؤولين اميركيين في تركيا للاتفاق على شكل المساعدة العسكرية التي أُعلن عنها الاسبوع الماضي دون تحديد، إن الولايات المتحدة لم تقدم التزامًا حتى الآن بارسال أي اسلحة، ودعاها إلى التحرك بسرعة لإيصال السلاح قبل أن تمنى قوات المعارضة بانتكاسات أخرى في ساحات القتال.
اضاف إدريس في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست من انقرة، قبل أن يعود إلى مقر قيادة قوات المعارضة في محافظة ادلب شمالي سوريا: "نحن بحاجة إلى مساعدة، واستطيع أن اقول لكم بوضوح والحاح شديدين إننا نحتاجها بأسرع وقت ممكن".
ولفت إلى أن المكاسب التي حققتها القوات الموالية لنظام الأسد كانت ممكنة بفضل حلفائه الروس والايرانيين، الذين يقدمون له كميات ضخمة من السلاح والعتاد، كما يرفد حزب الله قوات النظام بالمقاتلين بعد أن أنهكها عامان من القتال مع قوات المعارضة".
ونقلت واشنطن بوست عن اللواء ادريس قوله: "من الضروري إيجاد توازن، ونحتاج في ذلك إلى مساعدة اصدقائنا، فالنظام مدعوم من اصدقائه، لكنّ اصدقاءَنا ينتظرون، وهذا يجعل الموقف صعبًا للغاية".
قائمة احتياجات
لم يبيّن المسؤولون الاميركيون إلى أي مدى ستكون ادارة اوباما مستعدة للمضي في دعم المعارضة، لكن اصداء التغيير الذي طرأ على سياسة واشنطن تجاه الأزمة السورية تتردد في المنطقة، بعد أن سلمت بأن الولايات المتحدة لن تتدخل في النزاع.
وقال ادريس إن المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم أبلغوه أن فرض منطقة حظر جوي سيكون صعبًا جدًا، واشاروا إلى أنهم ليسوا مستعدين للتفكير في فرضها. واضاف أنه اعطاهم قائمة باحتياجات قوات المعارضة، ومنها الذخيرة والأسلحة الخفيفة، فضلًا عن قذائف مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، يطالب بها المقاتلون منذ زمن لإلحاق الهزيمة بقوات الأسد.
وكان خطر تعرض قوات المعارضة إلى انتكاسة مماثلة لمعركة القصير في حلب أسهم في حسم قرار ادارة اوباما تسليح المعارضة. ولا يقل أهمية عن ذلك أمل المسؤولين الاميركيين بأن إيصال السلاح إلى المعارضة عن طريق المجلس العسكري الأعلى لقوات المعارضة برئاسة ادريس سيوقف تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة التي تقاتل قوات الأسد، معتمدة على تبرعات أثرياء عرب، بحسب واشنطن بوست.
ضمانات إدريس
كان اللواء ادريس نال ثقة الغرب منذ توليه رئاسة المجلس العسكري الأعلى في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بوصفه معتدلًا درس علوم الحرب في المانيا الشرقية سابقًا، ويتكلم الانكليزية والالمانية.
واجتمع به عضو مجلس الشيوخ جون ماكين خلال زيارة قصيرة للأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ايار (مايو) الماضي. وقال ماكين عن اللقاء: "إن اللواء ادريس ومقاتليه يشاركوننا الكثير من مصالحنا وقيمنا".
وقال ادريس إن نحو 80 الف مقاتل يخضعون لقيادته، وأكد للمسؤولين الاميركيين الذين اجتمعوا به في انقرة أن أي مساعدات اميركية تُرسل عبر قناته لن تجد طريقها إلى متطرفين. وأضاف: "لا خطر من ذهاب الأسلحة التي نتلقاها من اصدقائنا إلى الجماعات الخطأ".
لكن تساؤلات تُثار عن حجم السلطة الحقيقية التي يتمتع بها ادريس على فصائل المعارضة المشتتة، التي تضم المئات من الوحدات القتالية المنظمة تنظيمًا فضفاضًا، من دون أن تخضع لسلطة أحد غير قادتها المحليين.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الباحثة اليزابيث اوباغي، من معهد دراسة الحرب، أن اللواء ادريس انتُخب لرئاسة المجلس العسكري الأعلى لأسباب عدة، منها قدرته على القيام بدور الدبلوماسي باسم المجلس، ولعلاقاته الشخصية بمسؤولين أجانب، ولم يقع الاختيار عليه لقيادته قوات كبيرة على الأرض.
وأكد ادريس أن هذا الوضع يمكن أن يتغيّر إذا أُرسلت كميات كافية من السلاح والمال عن طريقه. وقال: "الأمر بسيط جدًا، ساعدونا ونحن نستطيع أن ننهي هذا بسرعة كبيرة، اعطونا سلاحًا ونحن سنتكفل بكل شيء".