أخبار

بالرغم من أن المعلمين لا ينتمون إلى منظمات متشددة

تعليم القرآن على الانترنت يخيف الغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

راجت ظاهرة تعليم القرآن وتعاليم الدين الإسلامي عبر الانترنت، ما أثار مخاوف السلطات الأمنية في الغرب، لأن هذا لعب في ميدان لا يمكن التحكم به ولا ضبطه. إلا أن الشركات التي تقدم هذه الخدمة تطمئن الجميع مؤكدة أنه لا متشددين إرهابيين بين معلميها.

لا يتوقع ميان شاهزيب أن تمنحه السلطات البريطانية تأشيرة لزيارة بريطانيا، بسبب انتمائه إلى الجناح السياسي لمنظمة إرهابية، لكن هذا لا يمنع شاهزيب من إعطاء أطفال بريطانيين دروسًا في الدين كل يوم من منزله في باكستان. فهو يمضي ساعات كل مساء في باحة مسجد صغير في مدينة لاهور، يتحاور في شؤون الدين مع أطفال في الشرق الأوسط وأوروبا وفي أميركا الشمالية عبر سكايب. وقال شاهزيب لطفل في الثانية عشرة وهو جالس في بيت والديه في ادنبرة بسكتلندا أن يضع قبعته على رأسه وأن يتوضأ استعدادًا للصلاة. وبعد أن يتأكد شاهزيب من حفظ الطفل أصول الصلاة وقواعد التطهر، بما في ذلك لدى دخول المرحاض والخروج منه، يشرع في مساعدة الطالب على أن يتلو آيات من القرآن بصوت عالٍ. مخاوف غربية يرى مراقبون أن تواصل إسلامي متطرف وعنصر في جماعة الدعوة الباكستانية، المحظورة بقرار من الأمم المتحدة، مع أطفال في الغرب عن طريق الانترنت لإعطائهم دروسًا في الدين الإسلامي على طريقته الخاصة، سيؤجج مخاوف السلطات الغربية من نشر المتطرفين رسالتهم الدينية باستخدام التكنولوجيا. ولا يأتي موقع شاهزيب الالكتروني لحفظ القرآن بسهولة على ذكر تاريخه مع جماعة الدعوة، وهو واحد من مئات المواقع التي يعلن بعضها عن نفسه عبر القنوات الفضائية الموجهة إلى المغتربين الباكستانيين. ونشأت هذه المنابر الالكترونية استجابة لتوجه الآباء ذوي الأصول الباكستانية في الغرب إلى مدرسين مختصين بتعليم القرآن في باكستان نفسها. وقال فؤاد رانا، وهو مالك شركة عقارية استعان بمدرسين لتعليم ولديه القرآن خلال السنوات الثلاث الماضية: "إنها طريقة رخيصة للاستعانة بشخص في الخارج يؤدي العمل بكلفة أقل". ويدفع رانا على الانترنت 30 جنيهًا استرلينيًا لموقع يقدم لولديه ثلاثة دروس أسبوعياً، يستمر كل درس 30 دقيقة. ونقلت صحيفة غارديان عن رانا قوله إنها طريقة مريحة للطفل، الذي لا يتعين عليه أن يمضي نصف ساعة للوصول إلى اقرب مسجد، ثم لا يحصل حتى على 10 دقائق من الدروس الدينية الخاصة. لا جهاد في بريطانيا لدى شاهزيب الآن نحو 12 طالبًا، تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، من سائر أنحاء العالم. وبذلك يكون شاهزيب قطع شوطًا بعيدًا منذ كان ناشطًا في جماعة الدعوة الباكستانية المعروفة بإعلان الجهاد ضد حكومة نيودلهي، في الشطر الهندي من مقاطعة كشمير المتنازع عليها. وأدرجت الأمم المتحدة جماعة الدعوة على قائمة المنظمات الإرهابية لارتباطها بتنظيم القاعدة، وتُعد الواجهة السياسية لمنظمة لاشكر طيبة المسؤولة عن هجمات مومباي في العام 2008. وكان شاهزيب يساعد في إعداد المجاهدين الشباب قبل أن يعبروا خط المراقبة، الذي يرسم الحدود غير المعترف بها بين شطري كشمير الباكستانية والهندية. وكانت مهمته تعبئتهم دينيًا بقصص عن اغتصاب الجنود الهنود نساء مسلمات. واعتُقل لفترة قصيرة بعد اختلافه مع أستاذه السابق حافظ سعيد، زعيم جماعة الدعوة الذي يعيش في لاهور، رغم أن الولايات المتحدة وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله. ويعتقد شاهزيب أن سعيد رضخ لمطالب الاستخبارات الباكستانية بكبح النشاط المسلح في كشمير. ونقلت غارديان عن شاهزيب قوله إنه ابلغ سعيد وجهًا لوجه أنه خان قضية الجهاد. ويؤيد شاهزيب القتال ضد القوات الأجنبية في أفغانستان، لكنه يعتقد أن الجهاد لا يُخاض في شوارع بريطانيا. وقال: "من الخطأ استهداف الجنود في بريطانيا، وإذا أراد شاب في بريطانيا أن يدعم الجهاد فأنا معه، ولكن ليذهب إلى أفغانستان للقتال، وليس في بريطانيا". طمأنة الأهل علمت غارديان بوجود مدرسين آخرين للتربية الدينية الإسلامية على الانترنت، من ذوي أصول متطرفة أو ينتمون إلى منظمات متطرفة أو طائفية، لكن من المتعذر أن تُحدد بدقة سعة انتشار هذه الظاهرة في قطاع لا يخضع لأي ضوابط. وقال سلطان تشودري، مالك موقع Faiz-e-Quran للتربية الدينية الإسلامية، أن شركته تحرص على التدقيق في خلفيات المعلمين الثلاثة عشر الذين يعملون على موقعه، للتوثق من عدم تشغيل متطرفين. وأضاف: "كل المشاكل التي نراها في باكستان وأفغانستان سببها إرسال هؤلاء الأطفال إلى مدارس دينية، لا يعرف أحد ما يتلقونه من تربية فيها، أو ما يجري من تمذهب بين جدرانها". وحين بدأ تشودري شركته قبل أربع سنوات، تعين على فريقه التسويقي طمأنة الآباء إلى عدم وجود مخاطر كهذه في تعليم القرآن والتربية الدينية على الانترنت. وكان تعليم القرآن على الانترنت شهد تناميًا ملحوظاً منذ نحو ست سنوات، وهناك الآن عدد من الشركات الكبرى التي تستأثر بحصة الأسد من هذا النشاط. وبالرغم من عدم توافر ارقام موثوقة عن عدد الأطفال الذين يتعلمون على أيدي مدرسين في باكستان في انحاء العالم، فإن الجميع يعتقدون أن العدد يتزايد بوتائر متسارعة. وقال رانا إن قريبًا له في أميركا اوصى بتسجيل أبنائه على موقع Faize-2 Quran لتعليم القرآن، "ونحن نقلنا التوصية إلى كثير من أصدقائنا". وأضاف انه أُعجب فورًا بالخدمة التي تُقدم عن طريق الانترنت فور سماعه بها. تجنبًا للغرام يقول تشودري إن هذه الصناعة الجديدة نسبيًا أخذت تتشظى باستقالة المعلمين وفتح "أكاديميات خاصة بهم لا يحتاجون لعملها سوى كمبيوتر" وبدأ هؤلاء يسرقون الطلاب من الشركات الكبيرة. وبالنسبة إلى الشباب الذين درسوا الشريعة الإسلامية، وكثيراً ما يعجزون عن إيجاد فرصة عمل ثابت، فإن إمكانية تحقيق دخل من تعليم القرآن على الانترنت مشروع لا يُقاوم بإغرائه. ولا يسمح تشودري لأعضاء هيئة التدريس على موقعه باستخدام كاميرا اثناء التدريس، قائلاً: "ليس من اللائق السماح لهم بالنظر داخل البيوت، وأنا رأيتُ أن المعلمين بعد 10 أيام يقعون في غرام ربة البيت، أو ابنة البيت، ويبعثون برسائل يبثون فيها مشاعرهم". كما يريد تشودري أن يوفر على زبائنه منظر المعلمين الشباب الذين يعملون على موقعه قائلًا: "إنهم لا يعتنون بلحاهم ومنظرهم ليس لطيفًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف