افتتاح مكتب طالبان في الدوحة يعيد الدوحة للاضواء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: سجلت قطر عودة خجولة الى الاضواء مع افتتاح مكتب طالبان السياسي في الدوحة، وذلك بعد ان اصطدمت دبلوماسيتها النشطة العاملة على عدة جبهات بتعمق الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من سنتين.
وتدخل قطر بذلك على خط محادثات السلام الشائكة في افغانستان، لاسيما المفاوضات المتوقعة بين طالبان وواشنطن. وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم خلال افتتاح المكتب مساء الثلاثاء في الدوحة ان "قطر دولة مسلمة وستكون وسيطة في المفاوضات. نحن نثق بقدرتها وخبرتها في حل المشاكل الاقليمية بمصداقية ونزاهة".
الا ان قطر الغنية التي فرضت نفسها لاعبا اساسيا على الساحة العالمية، لم تثر ضجة كبيرة حول افتتاح هذا المكتب الذي اتى ثمرة محادثات واخذ ورد طوال سنة ونصف السنة، ويفترض ان يكون بداية منعطف في النزاع الدامي الذي تشهده افغانستان.
ومثل قطر في الافتتاح مساعد وزير الشؤون الخارجية علي الهاجري الذي قال ان المكتب سيؤمن اطارا للحوار والمفاوضات. وقال ان استضافة المكتب "خطوة تقوم بها قطر انطلاقا من قناعتها بأن الحوار والتفاوض هما الوسيلتان الوحيدتان لاعادة السلام الى افغانستان وتحقيق الامن والرخاء للشعب الافغاني".
واكد ان قطر "ستبذل كل الجهود الممكنة من اجل احلال السلام والاستقرار في افغانستان". ولم يحضر امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الافتتاح، وكذلك غاب رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني.
وقد سجل تباطؤ للحراك الدبلوماسي القطري في الاسابيع الاخيرة تزامنا مع تعقد الاوضاع في سوريا وتحقيق نظام دمشق بعض المكاسب. وقال المحلل السياسي في معهد بروكينغز في الدوحة ابراهيم شرقية لوكالة فرانس برس ان "الجمود السياسي وانسداد الافق في الازمة السورية ... ساهما في تراجع دور قطر".
وذكر في هذا السياق ان تعمق الازمة في سوريا من اسبابه معركة القصير التي استعادها النظام السوري بمساعدة حزب الله الشيعي اللبناني، و"الانقسامات داخل المعارضة السورية" التي ترعاها قطر ودول اخرى.
كما ذكر شرقية ان "اعادة ترتيب البيت الداخلي (في اسرة ال ثاني الحاكمة) هي ايضا عامل في تراجع دور قطر حاليا" في المنطقة. ويستعد امير البلاد بحسب مصادر متطابقة الى تسليم السلطة لابنه الشيخ تميم بن حمد، كما قد يقوم بحسب المصادر بتعديل حكومي يمكن ان يتضمن التخلي عن رئيس الوزراء النجم حمد بن جاسم.
وبحسب شرقية، فان ذلك "ليس مفاجئا فقطر تريد التعاطي مع التغيرات السياسية التي شجعتها وصفقت لها في دول الربيع العربي". من جهته، قال رئيس مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري "انيغما" رياض قهوجي ان افتتاح مكتب لطالبان في الدوحة ياتي قبل كل شيء تلبية لمطلب اميركي.
ودلالة على ذلك، تزامن افتتاح المكتب بحسبما لاحظ قهوجي مع تسلم الحكومة الافغانية المسؤوليات الامنية في افغانستان من الحلف الاطلسي، وهي مرحلة مهمة على طريق الانسحاب الغربي الكامل من افغانستان. وقال قهوجي ان "هذه التدابير اتخذت ضمن خطة زمنية منسقة مع الجانب الاميركي".
واعتبر ان قطر، وهي حليفة واشنطن، ما زالت تعمل في الملف السوري. وقال ان قطر "لا تزال تلعب دورا في تزويد المعارضة السورية بالسلاح" مقرا في نفس الوقت بان "دولا اخرى مثل السعودية اصبحت اكثر نشاطا في الملف السوري وحجمها الكبير غطى على الدور القطري". وبحسب المحلل، فان "دور قطر في عدة ملفات دولية لم يتوقف" مثل الازمة في دارفور ومسالة المصالحة الفلسطينية.