سكان بلدة أبو غوش العربية في إسرائيل يواجهون حملة ترهيب عنصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ابو غوش: افاقت الشابة صفاء المقيمة في بلدة ابو غوش العربية في اسرائيل الثلاثاء من النوم لتجد اطارات سيارتها الجديدة التي دفعت ثمنا باهظا لاقتنائها، ممزقة بفعل مستوطنين يهود ينفذون حملة كراهية تحت مسمى "دفع الثمن".
واعلنت الشرطة الاسرائيلية عن قيام مجموعات "دفع الثمن" العنصرية بثقب اطارات نحو 28 سيارة تابعة لمواطنين اسرائيليين عرب في شارع عبد العزيز في بلدة ابو غوش ورسم كتابات عنصرية بالعبرية تقول "ارحلوا ايها العرب او انصهروا".
وقالت صفاء عثمان (27 عاما) لوكالة فرانس برس بحرقة "انا لم اهنأ بسيارتي بعد، ولا استطيع تحريكها من امام باب البيت، تحتاج لتغيير اطاراتها الاربعة وانا ليس لدي المال لذلك، فأنا ادفع قرضا كبيرا للبنك".
واوضحت صفاء انها اشترت سيارتها الجديدة "نيسان" ذات اللون الزيتي قبل اسبوعين وهي لا تعرف "ان كانت مؤمنة ضد مثل هذه الاعتداءات ام لا". وتقع بلدة ابوغوش العربية داخل اسرائيل على بعد نحو 13 كلم شمالي القدس على الطريق الرئيسي بين القدس وتل ابيب ويسكنها نحو 7000 عربي.
وهي قرية جبلية على ارتفاع 684 متر في جبال القدس، اهلها معروفون باعتدالهم وايمانهم بالتعايش مع اليهود. ولذلك تقول صفاء "صدمت فانا ليس لدي اعداء. كنت اسمع من صديقاتي المحجبات كيف ان متدينين متطرفين يهودا من هذه الفئة يتحرشون بهن في الحافلات لفظيا، ويحاول البعض منهم نزع حجابهن".
وتضيف "اليوم الدور علي، يوم امس (الثلاثاء) لم اذهب للعمل لاني انشغلت بما جرى". بيد ان الشابة ورغم حرقتها اكدت "ان هؤلاء المتطرفين يضايقون اليهود ايضا وليس فقط العرب"، واضافت "توجد فئات متطرفة في كل شعب، لقد خفف من صدمتنا تضامن اليهود الكبير معنا".
غير ان محمود (52 عاما) الذي اكتفى بذكر اسمه دون لقبه، بدا غاضبا وتساءل وهو يغير اطارات سيارته المازدا امام منزله "لماذا لا يحاكمون هؤلاء المستوطنين كارهابيين؟" واضاف "عرفنا انهم مستوطنون يهود من الشعارات المعادية لنا، ولقد صدمنا. افقنا لنجد كل السيارات في الشارع هابطة على الارض". وكانت لا تزال بعض السيارات الممزقة الاطارات رابضة في مكانها الاربعاء.
وقالت سهاد عبد الرحمن ( 34 عاما) "خفنا ليل امس، كنت انظر من النافذة خشية ان يكون اي مستوطن خلف الشجر. وفي المساء، خاف اولادي ان يفتحوا الباب لوالدهم خوفا من ان يكون مستوطنون" خلف الباب. ولاحظت سهاد واضافت "من الممكن ان يعبر اي انسان عن رايه وغضبه بطريقة اخرى وليست بطريقة عنيفة. نحن نكره العنف".
واكدت "لدينا علاقات جيدة مع جيراننا اليهود في قراهم +معاليه حميشاه+ وفي +كريات عنفيم+". وخلافا للقرى العربية، يبنى سياج حول القرى اليهودية لحمايتها. وقال سليم جبر رئيس مجلس البلدة ان الاعتداء على بلدة ابو غوش كان موضع ادانة واستنكار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس اسرائيل شيمون بيريز ووزراء كما قام اعضاء في برلمان اسرائيل ووزراء بزيارة البلدة.
وقال جبر لفرانس برس "نحن بلدة مسالمة لا نستحق ان يحدث ما حدث لنا ولكن وجدنا سندا لنا بتضامن كل المؤسسات والجيران الاسرائيليين". وتشتهر أبو غوش بمهرجان "ابو غوش للموسيقى الكلاسيكية " الذي ينظم مرتين في السنة في الاديرة المسيحية القديمة. وفيها مطاعم عديدة غالبية زبائنها من اليهود.
وقال جواد شاكر ابراهيم صاحب مطعم وهو من قام عام 2010 مع اخيه بعمل اكبر صحن حمص ودخل في موسوعة غينيس للارقام القياسية، "كنا نعتقد اننا جسر للسلام فكنا نستضيف في بلدتنا لقاءات اسرائيلية فلسطينية، نحن فلسطينيون وعرب، ولكننا مواطنون في دولة اسرائيل."
وسجلت الشرطة الاسرائيلية "هناك 167 جريمة كراهية وعنصرية نفذت منذ بداية العام حتى نهاية نيسان/ابريل من هذا العام واعتقل 165 مشبتبها به وقدمت 31 لائحة اتهام ضدهم".
واعتبرت جهات رسمية اسرائيلية ان مجموعات "دفع الثمن" عبارة عن تنظيم سري قيادته في مستوطنات الضفة الغربية ينفذ اعتداءات ضد الفلسطينيين والعرب الاسرائيليين مستعينا بقصر يقومون بتنفيذ جرائمهم بحسب ما اعلنت هذه الجهات قبل اسبوع في جلسة لجنة الامن والداخلية في البرلمان الاسرائيلي.