بريطانيا تدعم الأردن لمواجهة أعباء اللاجئين
قمة عبدالله الثاني - كاميرون: الأزمة السورية ومفاوضات السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في ختام محادثاته مع العاهل الأردني في لندن، أعلن ديفيد كاميرون عن تقديم بريطانيا 50 مليون جنيه استرليني إضافي للأردن لتمكينه من تحمل جزء من أعباء استضافته للاجئين السوريين، وكذلك دعم البلديات في شمال المملكة التي تتحمل البنى التحتية والخدماتية فيها ضغوطًا كبيرة جراء ذلك.
عمّان: أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني محادثات كثيفة مع القادة البريطانيين في لندن الأربعاء تركزت على القضايا الإقليمية وخصوصاً الأزمة السورية ومفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعلاقات الثنائية وآليات تطويرها.
وخلال محادثاته مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيدكاميرون في لندن الأربعاء جرى استعراض مفصل لتداعيات الأزمة السورية غداة البيان الختامي لقمة الثماني، الذي دعا الى تكثيف الجهود لعقد مؤتمر (جنيف2) للسلام في سوريا.
وجدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على موقف الأردن بضرورة إيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة.
ولفت العاهل الأردني النظر إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، مثمنًا دعم بريطانيا للمملكة في هذا المجال، داعيًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى زيادة حجم مساعداته للمملكة لتمكينها من تقديم خدمات الإغاثة للاجئين السوريين.
وقال الملك عبدالله الثاني إنه تابع أعمال قمة الثماني التي اختتمت مؤخرًا، معربًا عن تثمينه للجهود الإضافية التي تبذلها الحكومة البريطانية للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، والأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن نتيجة لذلك.
وفي رده على الكلمة التي رحب بها كاميرون به قبيل المباحثات قال العاهل الأردني: "إنه من دواعي السرور أن التقي بك اليوم، وأود شكر رئيس الوزراء البريطاني على صداقته للأردن، والتزام حكومته بمساعدة المملكة على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجهها، خصوصًا ما يتصل بموضوع اللاجئين السوريين، ونحن نقدر كل المساعدات التي تقدمونها لنا".
ترحيب كاميرون
من جانبه، رحب كاميرون بالملك عبدالله الثاني، مؤكدًا أن بريطانيا والأردن يتمتعان بعلاقات قوية، وهما يعملان سويًا حيال التحديات المختلفة. ولفت إلى الضغط الهائل الذي يفرضه موضوع اللاجئين على دول المنطقة، مشيرًا إلى أن قمة الدول الثماني وافقت على تقديم مساعدات إنسانية إضافية لدعم الدول المتضررة من هذا الأمر.
وأكد كاميرون على الحاجة إلى الوصول إلى حل للازمة السورية" والخطوات الواجب اتخاذها في هذا الشأن. واطلع كاميرون ضيفه الأردني، على نتائج قمة دول الثماني التي اختتمت أعمالها في إيرلندا الشمالية، والتي تناولت قضايا إقليمية ودولية من بينها تطورات الأزمة السورية، مبديًا تفهمه للأعباء الهائلة المترتبة على الأردن جراء استضافته للاجئين السوريين.
مساعدات للأردن
وأعلن كاميرون عن تقديم بريطانيا 50 مليون جنيه استرليني إضافي للأردن لتمكينه من تحمل جزء من أعباء استضافته للاجئين السوريين، وكذلك دعم البلديات في شمال المملكة التي تتحمل البنى التحتية والخدماتية فيها ضغوطًا كبيرة جراء ذلك.
وأكد رئيس الحكومة البريطانية بوصفه رئيسًا لمجموعة دول الثماني، بأن الدول الأعضاء في المجموعة ستقدم المساعدات للأردن للمساهمة في تحمل الأعباء المتزايدة جراء استضافة اللاجئين السوريين، وستحث في الوقت ذاتهالمجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته، وتقديم المساعدات للدول التي تتحمل أعباء استضافتهم ومن بينها الأردن.
وكان الملك عبدالله الثاني بعث برسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني بالتزامن مع انعقاد القمة شرح فيها ما يتحمله الأردن من أعباء ضخمة ومتزايدة جراء تعامله مع مشكلة اللاجئين التي فاقت قدراته وإمكاناته، مطالبًا مجموعة الثماني بتحمل مسؤولياتها في مساعدة الدول المتضررة من أعباء اللاجئين السوريين.
مفاوضات السلام
ومن جهة ثانية، عرض العاهل الأردني مع كاميرون الجهود التي تبذل حاليًا بهدف كسر الجمود في العملية السلمية، ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باستئناف المفاوضات المباشرة لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق حل الدولتين.
وأشار الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ووزير خارجيتها جون كيري لتقريب وجهات النظر بين الطرفين والعودة إلى طاولة المفاوضات، وإلى أهمية دعم المجتمع الدولي لهذه الجهود بما في ذلك بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، مشدداً على مركزية القضية الفلسطينية ووجوب إيجاد حل عادل ودائم وشامل لها.
وتطرق العاهل الأردني في حديثه إلى عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها، بما يعزز النهج الديمقراطي ويسهم في تطوير الحياة السياسية. كما عرض الجهود التي تقوم بها المملكة لمواجهة التحديات الاقتصادية، خصوصًا تلك المتأتية بسبب الاضطرابات الإقليمية.
بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني الحرص على تمتين علاقات بلاده مع الأردن، وعن تقديره لجهود الملك الدؤوبة لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ودعم مساعي تحقيق السلام، وقيادته لعملية الإصلاح الشامل في المملكة بكل حكمة وشجاعة.
لقاء هيغ
على صعيد متصل، بحث الملك عبدالله الثاني خلال لقاء منفصل جمعه مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، الأوضاع في المنطقة، خصوصًا ما يتصل منها بالتطورات في سوريا وبجهود تحقيق السلام، والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
وأكد العاهل الأردني أن الأردن سيواصل العمل مع بريطانيا وكل الأطراف ذات العلاقة لدفع جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط استنادًا إلى حل الدولتين، محذرًا من إضاعة فرصة تحقيق السلام، خصوصًا مع الدور الذي تبذله الإدارة الأميركية حاليًا، ومع وجود رئيس أميركي لولاية ثانية.
وحول الوضع في سوريا، أشار الملك إلى تداعيات استمرار الأزمة على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما على دول الجوار ومن بينها الأردن.
من جانبه، أكد هيغ أن بريطانيا حريصة على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الأردن، مثمنًا دور جلالته في التعامل مع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط. كما أشار إلى جهود جلالته لتحقيق الإصلاح في الأردن، والخطوات التي اتخذت في هذا المجال.
وحضر اللقاءين رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري، ومستشار الملك عبدالله وريكات، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود، وعدد من كبار المسؤولين البريطانيين، والسفير البريطاني في عمان بيتر ميليت.